تأخر المساعدات... يزيد أعداد ضحايا الزلزال في إدلب

باتت الأزمة في الشمال السوري مزدوجة بعد الزلزال الذي وقع في خضم أزمات موجودة أصلاً مثل تفشي الكوليرا إضافة إلى الشتاء القاسي والأحداث المرتبطة بهذا الشتاء مثل الأمطار الثلجية والعواصف.

هلا الأحمد

إدلب ـ حرم الآلاف من المدنيين بما فيهم أطفال ونساء في مناطق الشمال السوري من تعزيزات البحث والإنقاذ الضرورية والمساعدات المنقذة للحياة منذ أن ضرب الزلازل المنطقة في 6 شباط/فبراير.

تقف صباح البركات 34 عاماً على أنقاض منزلها الذي دمره الزلزال في مدينة حارم، وملامح الحزن والخوف والصدمة بادية على وجهها الكئيب، وتقول إنها فقدت هنا أحد أبنائها ويدعى علاء البالغ من العمر عشر سنوات بعد تأخر عملية إنقاذه من قبل فرق الدفاع المدني التي استمرت بالبحث أكثر من أربع أيام لتتمكن من إيجاده.

وحول الكارثة التي حلت بالعائلة أوضحت أنهم كانوا يرقدون في نوم عميق قبل أن تهتز الأرض من تحتهم وسرعان ما هدم المنزل فوق رؤوسهم.

حاولت صباح البركات حفر التراب بيديها حول أبنائها ليتمكنوا من النجاة، ففرق الإنقاذ استطاعت الوصول إليها وإخراجها مع زوجها وثلاثة من أبنائها، غير أن أحد أبنائها العالقين لم يكتب له النجاة.

أما سناء الفهمي (44) عاماً إحدى المصابات أثناء الزلزال بعد تهدم منزلها الواقع في مدينة سلقين، تقول إن الوضع في المشافي كارثي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، ولأن إصابتها كانت كسر في يدها اليمنى وتهشم في عظام كتفها كانت شاهدة على الوضع "المزري" للمشافي في إدلب.

وأوضحت أن عدد المصابين كبير جداً والكثير من الحالات الأسعافية لا يتم التعامل معها لعدم وجود الامكانيات الكافية وهو ما يساهم بشكل كبير في تدهور الكثير من الإصابات الحرجة.

وأشارت إلى معاناة المشافي من قلة الدعم والامكانيات المتمثلة بقلة غرف العناية المركزة والأجهزة والأخصائيين مقارنة مع زيادة أعداد المصابين بنزف دماغي وكسور وحالات خطرة.

وانتقدت بشكل كبير قلة الاستجابة الإنسانية من المنظمات الإنسانية التي لم تكلف نفسها عناء تقديم يد العون لضحايا الزلزال في منطقة تعاني أساساً تدهور القطاع الصحي على مدى سنوات الحرب التي شارفت على انتهاء عامها الثاني عشر.

الناشطة المدنية في إدلب علا البري (31) عاماً قالت إن المنظمات الإنسانية قدمت مساعدات مستعجلة لتركيا جراء الزلزال غير أنها تقاعست عن ذلك في سوريا وتحديداً الشمال السوري.

ودعت إلى عدم تسييس العمل الإنساني في سوريا ومحاولة الاهتمام أكثر بالقضايا الإنسانية والوصول إلى المحتاجين أينما كانوا "لابد أن تكون هناك موارد، مساعدات إغاثية وطبية ودوائية، فرق مختصة وأطباء وكوادر طبية، هذه المناطق منكوبة ومتضررة وتفتقر للاحتياجات الكبيرة التي مازالت بعيدة عن متناولها حتى الآن".

وأفادت تقارير باستمرار الهزات الارتدادية، مما أجبر الناس باستمرار على الفرار من منازلهم، وقد أنهت فرق الدفاع المدني عمليات البحث والإنقاذ في 11 شباط/فبراير، واتجهت نحو مرحلة إزالة الأنقاض وانتشال الجثث. 

ولكن نقص الوقود والآلات والمركبات المستخدمة في إزالة الحطام يعيق هذه الجهود، وحتى اليوم تم الإبلاغ عن أكثر من 4,300 حالة وفاة و7,600 إصابة.

وأشار مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع لهيئة الأمم المتحدة إلى الحاجة الماسة للخيام بالنظر إلى الدمار الذي أصاب العديد من المنازل وتشريد ما يصل إلى 11 ألف شخص.

وتضرر أكثر من 7,400 مبنى بصورة جزئية أو كلية، وأثرت الفيضانات بفعل الزلزال في قرية التلول في إدلب على حوالي 1000 منزل، مما أجبر نحو 7000 شخص على إخلاء منازلهم.