سيلين محتسب: ما يحدث في فلسطين نكبة جديدة ونحتاج للدعم للتحقيق في الجرائم
تزداد الأوضاع سوءاً في الداخل الفلسطيني يوماً تلو الآخر بفعل ما تقوم به إسرائيل من قصف وتهجير للمدنيين، فضلاً عن قطع الكهرباء والمياه والإنترنت عن القطاع وغيرها من الأمور التي زادت من حدة المشهد.
أسماء فتحي
القاهرة ـ خلال الأيام الأخيرة الماضية عانى قطاع غزة من نقص شديد في الموارد التي تمكن المواطنين من العيش بعد قطع الكهرباء والماء والانترنت عنهم ليجد العدد الأكبر منهم نفسه في عزلة شبه تامة عن العالم.
رغم سعي بعض الدول ومنها مصر للعمل على مد القطاع بالمساعدات والاحتياجات الأساسية من أدوية وطعام وغير ذلك، إلا أن إسرائيل تقف عائقاً دون وصول الدعم لمستحقيه وهو الأمر الذي جعل المشهد ضبابياً للكثيرين خاصة إن هناك تزييف للوقائع وتجاهل شبه متعمد وجهل أحياناً من وسائل الإعلام بما يجري داخل قطاع غزة على وجه التحديد.
وقالت المستشارة القانونية في اتحاد المرأة الفلسطينية في مصر والناشطة الحقوقية سيلين محتسب "العالم أجمع يشعر بحجم الأزمة التي يمر بها الشعب الفلسطيني حتى من هم في الخارج ويومياً نوجه خطابات لجميع الدول عرب أو أجانب للوقوف بجانبنا بكل ما يمكنهم فعله".
وأوضحت أنه "في الأقسام الشمالية حيث يعيش والدي تحت سيطرة إسرائيل ليس هناك استهدافات بالصواريخ، لكن الأمر يزداد تعقيداً في غزة، حيث تم قصف الأهالي حتى عندما تم إجبارهم على الخروج من منازلهم".
وبينت أنه "نعلم جيداً أن خطة القرن تستهدف ترحيل أهل القدس للأردن ومن يعيشون في قطاع غزة لسيناء المصرية وهو أمر شبه معلن وليس سرياً، ولكن الواقع له رواية أخرى فالأهل بالقدس وغزة وعموم فلسطين يرفضون ترك أرضهم ويخبرونا أنهم سيموتون هناك بكرامتهم فهم يتبنون مقولة "إما حياة تسر الحبيبة وإما ممات يغيظ العدا" ولن يرضوا بديلاً عن أرضهم".
وعن الموقف الدولي من القضية الفلسطينية قالت "كل دولة لديها سياستها الداخلية وتسعى للحفاظ على حدودها وأمنها ولا يمكن إلقاء اللوم عليها في حماية أرضها وشعبها وعدم التهور في دخول الحرب لما يفرضه ذلك من خسائر قائمة لا محالة"، مطالبة بالتحقيق في الجرائم التي ترتكب وتخالف مبادئ حقوق الإنسان العالمية والعمل على رفضها، وإيقاف القصف على القطاع.
وأكدت أن واقع النساء هو الأسوأ في مختلف الأزمات "النساء عادة ما تتحملن عبء الحرب، لكنهن تشعرن أن ما تقمن به انتصاراً للحق والمبدأ ومن أجل الأرض والعقيدة، فمعاناة المرأة مضاعفة بسبب خوفها على نفسها وأطفالها ومنزلها وعائلتها".
وأشارت إلى أن "المرأة هناك تعاني منذ سنوات ولديها من القوة والخبرة ما يجعلها قادرة على موائمة الحياة رغم صعوبتها وبالطبع توفير البدائل من أجل الحفاظ على حياة الأطفال".
وحول الخدمات التي يقدمها اتحاد المرأة الفلسطينية في مصر للنساء في الداخل في ظل الظروف الحالية "نحاول توضيح تفاصيل الصراع ونشر المعلومات المغفلة على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، وجمع التبرعات للجرحى الذين سيصلون لمصر من تلك الأحداث، فضلاً عن العمل على توصيل القوافل لغزة لدعمهم بالأدوات الطبية والأدوية التي هم في أمس الحاجة لها في الوقت الحالي".
وعن الملامح المستقبلة في ظل القصف المستمر قالت "لأول مرة لا أستطيع رؤية الغد فعادة ما كنا نتوقع ما يحدث ولكن ثورة المقاومة الآن مختلفة وتعبر عن حجم ما وقع على كاهلهم من ضغط وبالتالي لا أستطيع رؤية أبعاد المشهد ومداه، فجزء بداخلي يراها إشارة لحرب كبرى وآخر محاط بالضبابية".