سوسن رخش: يجب أن تنهض الحركة النسائية بأهدافها

أكدت الناشطة سوسن رخش على أن الحركة النسائية من أقوى الحركات في إيران مقارنة بالحركات الطلابية والعمالية والزراعية.

شهلا محمدي

مركز الأخبار ـ بعد مقتل جينا أميني من قبل الحكومة الإيرانية وانتشار الاحتجاجات الواسعة في البلاد والتي بدأت بقيادة المرأة، اتحدت النساء في جميع أنحاء إيران وشرق كردستان من أجل المطالبة بحقوقهن متخذات خلع الحجاب الإجباري رمزاً للانتفاضة.

حول سلوك شرطة الأخلاق التي تقيد النساء وتفرض عليهن الحجاب الإجباري، تقول الكاتبة والناشطة في الحركة النسائية سوسن رخش "منذ وصول إبراهيم رئيسي للسلطة وتوحيد الجمهورية الإسلامية قاموا بتكثيف الدوريات لزيادة الضغط على النساء والفتيات في قضية الحجاب، على الرغم من أنهن تتعرضن للتحرش من قبل شرطة الأخلاق".

وأضافت "في الحقيقة مقتل جينا أميني كانت مأساة كبيرة جداً، إلا أن تلك المأساة أصبحت شرارة في الحركة النسائية الإيرانية وفي حركة الحرية، ومن أهم النقاط الإيجابية في هذا الحدث أنه وحد شعب إيران دون إرادة الحكومة، لأن الحكومة كانت تسعى جاهدة إلى تقسيم الشعب في البلاد".

 

"علينا أن نناضل ضد النظام الأبوي في مجتمعنا"

وأكدت سوسن رخش على وعي الشعب "يسعى الناس جميعهم إلى الحرية والازدهار لا أكثر، وهذه كانت إحدى النقاط الإيجابية، ولكن على هذا الطريق فقد الكثير منهم حياتهم أو أصبحوا معتقلين في السجن، وكانت المجزرة التي نفذت في شرق كردستان ومحافظة سيستان ـ بلوشستان، إحدى القضايا الكبيرة التي نتعامل معها كحركة نسائية. ومن ناحية أخرى لدينا الجانب السلبي الذي يتمثل في تهميش قضايا المرأة".

ولفتت إلى أن "الذهنية الذكورية في مجتمعنا تتمتع بقوة طويلة الأمد ويجب محاربتها. على الحركة النسائية أن تتقدم بأهدافها المستقلة جنباً إلى جنب مع الحركة الشعبية التي بدأت بمقتل جينا أميني ولا تزال مستمرة".

وأشارت إلى دور المرأة في الثورة الإسلامية "لعبت المرأة دوراً بارزاً في ثورة 1979، ولكن ليس كقوى مستقلة وثورية، فلم تكن لدينا المعرفة الكافية، لأننا كنا نحاول أن نخرج أنفسنا من خناق العصر البهلوي الذي كان يتمتع بشكل سياسي مختلف، لذا لم تُطرح قضايا المرأة كثيراً في ذلك الوقت، وربما كجيل من المراهقين، لم نتخيل أن نتائج الثورة التي نقودها ستكون كما حدث سابقاً، كنا نظن أنه بعد انتهاء الديكتاتورية سنحصل جميعاً على حقوقنا، وربما كانت هذه التجربة درساً عظيماً لنا نحن النساء ليس فقط في إيران، وهذه الحركة الآن هي حركة تقدمية لذا دور المرأة فيها مهم جداً".

وأضافت "الحركة النسائية من أقوى الحركات في إيران مقارنة بالحركات الطلابية والعمالية والزراعية، كلما ازدادت وتيرة النضال اشتد القمع ضدها لأن الجمهورية الإسلامية تخشى المرأة المنظمة التي ناضل ضد الذهنية الذكورية. في مثل هذا المجتمع يعتبر الحجاب أحد أكبر رموز الاضطهاد".

 

"يحاول الرجال تغيير شكل وطبيعة هذه الحركة"

وعن النضال ضد الحجاب الإجباري تقول "اتخذ النضال ضد الحجاب الإلزامي أشكالاً مختلفة، من فتاة وقفت أمام رجل في الشارع إلى من حارب هذه القضايا بطريقة منظمة. نمت الحركة النسائية بشكل ملحوظ والتي أحدثت انتفاضة في جميع أنحاء إيران وشرق كردستان ضد اضطهاد المرأة. يحاول الرجال في الغالب تغيير شكل وطبيعة هذه الحركة النسائية".

 

"لعبت النساء دوراً أساسياً في النضال"

وقالت سوسن رخش عن دور نساء جيلان "عندما ننظر إلى تاريخ مازاندران وجيلان، كان للمرأة دوراً مهماً في اقتصاد البلاد، حيث تشتهر مدينة مازندران وجيلان بزراعة الأرز فتقضي نساء المنطقة ساعات طويلة في زرع شتلات الرز، لذلك بما أن المرأة لعبت دوراً اقتصادياً، فقد كان لها دور اجتماعي أيضاً، كما ناضلن من أجل مطالبهن".

وأشارت إلى أنه تم تشكيل أول منظمة نسائية في مدينة جيلان، وكانت تلعب نساء هذه المدينة دورهن بشكل منظم وغير منظم وتناضلن سراً، وحتى الآن تعتبر مدينة جيلان واحدة من أولى المناطق التي دخلت المشهد بمجرد إعلان نبأ مقتل جينا أميني وأعطت أولى الضحايا، وكان عدد القتلى في المدينة أكثر بكثير مما تم تسجيله.

ولفتت إلى الأحداث التي وقعت في سجن إيفين في الأشهر القليلة الماضية "ما حدث في سجن إيفين الشهر الماضي حدث في سجن لاكان قبل أيام والذي يُعد حالياً من أخطر السجون في إيران. لا نعرف عدد الأشخاص الذين قُتلوا، وتم اكتشاف قبور لا أسماء لها ولا تحمل علامات. الآن تم الكشف عن هويات الأشخاص الذين ربما قُتلوا إما في السجن أو في الشوارع، لكن العائلات ما تزال لا تجرؤ على التحدث".

 

"النضال من أجل حقوق النساء كافة"

ونوهت إلى أن "هذه الانتفاضة ستؤدي بلا شك إلى ثورة. من مزايا الانتفاضة الأخيرة أن المرأة الإيرانية أدركت أنه لا ينبغي أن تتمحور حولها. كما أعطت الانتفاضة رسالة إيجابية للغاية مفادها أن النساء في جميع أنحاء إيران تقعن تحت ضغط الحكومة الإيرانية، وأنهن تتعرضن للقمع في جميع أنحاء إيران".

وفي ختام حديثها أوضحت سوسن رخش أنه يجب أن تكون النساء أكثر وعياً بحقوقهن وأخذ ذلك في الاعتبار. تختلف الظروف المناخية والظروف الاجتماعية لكل منطقة في إيران ويوجد فيها مكونات وثقافات مختلفة، لذلك يجب التخطيط لكيفية النضال واتحاد المرأة من أجل حقوق النساء كافة.