سودانيات تبحثن عن السلام وترفعن شعار "لا للحرب"

تُعد المرأة السودانية من أكثر الفئات التي تضررت من الحرب الدائرة بالبلاد بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ نيسان /أبريل العام الماضي، الأمر الذي دفعها للبحث عن حلول للأزمة.

آية إبراهيم

السودان ـ تنشط عدد من القيادات النسوية في السودان للبحث عن حلول وإنهاء الحرب الدائرة في البلاد والحد من معاناة النساء والتي تبدأ من داخل منازلهن سواء كان بالقتل وتعرضهن للرصاص أثناء المواجهات أو عمليات الخطف والاغتصاب وغير ذلك.

بعد أشهر من اندلاع المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تحركت المرأة السودانية للبحث عن حلول لإنهاء الأزمات التي تسبب بها الحرب للمرأة وأطلقت العديد من الفعاليات والنشاطات ونظمت الاجتماعات، ففي كمبالا العاصمة الأوغندية عقدت نحو 50 امرأة مؤتمر تحت عنوان "النساء السودانيات التأثير على مسار السلام ودعم بناء التحالفات" دعت المشاركات فيه لإشراك المرأة مناصفة في الحراك الرامي لوقف الحرب وتحقيق السلام في البلاد، كما نظم في العاصمة نفسها في نيسان/أبريل اجتماع لتوحيد المبادرات النسوية الرامية لوقف الحرب وبناء السلام، في السودان بمشاركة 30 منظمة ومبادرة، وخلص اللقاء النسوي إلى حزمة من التوصيات أبرزها التصدي الجماعي لوقف الحرب والعمل على تحقيق السلام من خلال خطة عمل مشتركة تحت اسم "منصة المرأة السودانية لتنسيق المجموعات والمبادرات النسوية لوقف الحرب وبناء السلام في السودان".

وسبق المؤتمر اتفاق 69 كياناً نسوياً على تنسيق الجهود لإنهاء الحرب بين الجيش والدعم السريع، كما شهدت العاصمة المصرية القاهرة ورشة عمل ناقشت مفهوم التنسيق بين المبادرات التي تقودها النساء في السودان.

تقول سنية آدم وهي مهندسة زراعية بهيئة الزراعة الآلية ومسؤولة العلاقات الخارجية بالتجمع النسوي بولاية القضارف شرق البلاد أن التجمع تأسس في عام 2019 ويهدف لتحقيق نسبة تمثيل للمرأة في المشاركة السياسية تصل إلى 40%.

وأشارت إلى أن التجمع دخل بعد الحرب في تحالفات مع أجسام نسوية وتحول دوره لكيفية وقف الحرب "تعاملنا مع بعض المبادرات من ضمنها مبادرة نساء ضد الحرب خاصة بعد أن وجدنا أن المرأة أكثر فئة متضررة من الحرب وأن النازحين أغلبهم من النساء والأطفال".

وأوضحت أن التحالف نظمت وقفات احتجاجية لوقف الحرب لكنها لم تؤدي دورها بسبب أن الحرب كانت في ذروتها كما قمن بإطلاق أغنية تنادي بالسلام بشراكة مع مبادرة دعم السلام.

وأكدت عزمهم على وقف الحرب بأي طريقة "المرأة هي صانعة السلام وأن مساعيهن مستمرة للتواصل مع جميع الأجسام على مستوى الولايات لإيصال صوتهم على المستوى الإقليمي، كما أكدت حرصهم على الجلوس مع الجيش للتعرف على رؤيتهم، ودعت إلى أن تكون هنالك مفاوضات بين الجيش والدعم السريع وطالبت بأن يكونوا جزء منها".

 

 

بدورها قالت مساعد الأمين العام لمنظمة القيادات النسوية الشابة وعضوة حركة نساء ضد الحرب مودة بابكر أنهن "قمنا بمساهمات متعددة لإيقاف الحرب بينها تشكيل حركة نساء ضد الحرب كما حاولن التحالف مع أجسام بالولايات لأجل تنظيم وقفات تندد بالحرب لجهة أن النساء أكثر المتضررات منها".

وأوضحت أنهن تواصلن مع بعض النساء في مراكز الإيواء وقمن بتنظيم ورش تدريبية لكيفية إيقاف الحرب ومعاملة النساء في الحروب وتوصيل صوتهم لبعض المنظمات الحقوقية والأممية "سنرفع صوتنا بالدعوة لإيقاف الحروب على أجساد النساء، فهنالك معاناة كبيرة تواجهها النساء، سننادي دائماً لا للحرب".

 

 

وأكدت سليمة إسحق مديرة عام وحدة مكافحة العنف ضد المرأة أن المرأة هي الفئة الأكثر تضرراً من الحرب وأنها تدفع ثمن كبير من أمنها وسلامتها "المرأة السودانية لازالت تعاني من رحلة النزوح واللجوء في ظل استمرار الحرب".

وأوضحت أن المرأة السودانية يقع على عاتقها مسؤولية كبيرة في ظل هذه الظروف لجهة إنها من تتحمل المسؤولية بشكل أكبر تجاه أسرتها وتدفع من خلال ذلك كلفة الحرب، مشيرة إلى أن الدول التي خرجت من الحرب كان للمرأة دور كبير في ذلك حتى ما بعد الحرب فهي لها دور رائد في البناء والتعمير وإعادة الحياة لطبيعتها وذلك لقدرتها على التعامل مع الأزمات حتى لو كان ذلك فوق طاقتها.