سودانيات تأملن بتحقيق السلام مع حلول عام 2026

رغم مرارة الحرب وقسوة ما يعيشه الأهالي عندما تبدأ القذائف باستهداف المناطق الآهلة بالسكان، إلا أن نساء السودان لا تفقدن أملهن بالغد المشرق لبلادهن وحياتهن.

آية إبراهيم

السودان - تحاول المرأة السودانية النهوض من جديد والاستمرار في حياتها بشكلها الطبيعي رغم ويلات النزاع التي تمر بها بلادها.

في ظل استمرار النزاع بين الجيش السوداني من جهة وقوات الدعم السريع من جهة أخرى منذ نيسان/أبريل من العام 2023، يحل العام 2026 حاملاً معه أمل السلام، والمرأة أكثر عزيمة وإصرار لتخطي التحديات والصعاب التي تواجهها على مختلف الأصعدة.

يأتي عام 2026 بالتزامن مع أوضاع إنسانية مأساوية تعيشها النازحات من إقليم دارفور غرب البلاد، إلى معسكر العفاض بمحلية الدبة بعد سيطرت قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، ونزوح أعداد كبيرة من النساء إلى مناطق آمنه وسط توثيق 19 حالة اغتصاب من قبل الدعم السريع بالمعسكر، وذلك وفقاً لبيان صادر عن شبكة أطباء السودان.

 

عام يُعنون بالسلام

لقد كان هذا العام قاسياً ومليئاً بالألم للسودانيين مع استمرار النزاع للعام الثالث دون حلول تلوح في الأفق، ولكن مع اقتراب نهايته يشع الأمل لدى النساء بعام يُعنون بالسلام.

 


        

هذا الأمل تقول عنه مها أحمد وهي محاضرة بواحدة من أكبر الجامعات السودانية بأن هذا العام سيتوج بالسلام في النهاية "الحياة لن تتوقف في السودان رغم الظروف التي يمر بها. والمرأة التي تضررت بشكل كبير من الحرب ستستقبل العام الجديد وهي أكثر صمود وتميز ووعي"، مؤكدة أن المرأة تظل عماد المجتمع وصمام أمانه، وهذا التفاؤل أحد صفاتها.

 

"لن نستسلم للنزاع"


 


        

بدورها تؤكد سهى الحاج وهي موظفة بمفوضية العون الإنساني أن أعوام النزاع رغم قسوتها صقلتها، ومثلت لها نقطة تحول حيث اكتسبت العديد من المهارات بينها الذكاء العاطفي الذي تعتبره أمر هام بالنسبة لها، ويمكن من خلاله ضبط انفعالات الشخص في ظل ضغوط النزاع.

وقالت أن العامين السابقين للنزاع علماها الكثير "ليس هنالك أمر صعب بل كيفية البداية والإصرار على النجاح هو ما يهم"، مشيرةً إلى أن الكثير من الناس يصفونها اليوم بصاحبة الإصرار والعزيمة.

وليست سهى الحاج من الذين يستسلمون للظروف فلديها خطط من أجل العام المقبل فهي تسعى لتنظيم ورش حول التغيير ومواكبة العام، ووضع خطط للسير عليها، مشددةً على ضرورة الدفع بالمبادرات ورفع نسبة الوعي، مطالبةً الجهات المختصة بالوقوف إلى جانب المرأة ودعمها في ظل الانتهاكات التي تعرضت لها.

هناك ملايين النساء اللاتي نزحن من منازلهن بسبب النزاع في بلادهن، وتواجهن ظروف معيشية قاسية في معسكرات النزوح، وقبلها تعرضن لعمليات قتل واغتصاب إضافة لفقدان مصادر الرزق وسط ذلك لازلن يأملن العيش في حياة مستقرة وهن يستقبلن العام 2026، وأن يعم الأمن والسلام في السودان.

 


        

وتقول صفاء طارق وهي تدير مطعماً بالولاية الشمالية التي نزحت إليها قادمة من العاصمة الخرطوم بعد أن كانت تعمل في مجال التجميل "تمكنت من بدء حياتي من جديد خلال عام 2025، بجانب والدتي وتطوير مشروع عمل في الطعام، لقد نجحنا في ذلك. الأمور تمضي بشكل جيد لبناء مستقبل وحياة جديدة، لا يمكننا الاستسلام للنزاع وانتظار انتهائها حتى نعيش حياتنا".