رهف يوسف 

قامشلو ـ .

"كثرة الاستماع مظلة الفهم" مثلٌ مشهور مجزوم بصحته، فالأذن هي الطّريقة الوحيدة لنفهم الأمور بصورة حقيقة، فقد تغشنا الصّور أحياناً من دون حديث يعبر عن فحواها، لذا ما تزال ترددات الإذاعات طريقة للوصول إلى قلوب المُستمعين.

 

ستار إف إم إذاعة غنية بالأخبار والمواضيع المُتعلقة بالمرأة

 

 

المذيعة في راديو ستار إف إم إيمان حسن (20) عاماً، قالت أنَّ الرّاديو تأسس في 15 كانون الأول/ديسمبر 2017، وكان في مرحلة البث التَّجريبي في العام الأول، ليبدأ بعده بث الأغاني، والبّرامج، والأخبار في عام 2018، "نحن عشر إعلاميات ثابتات في الرّاديو، ولدينا مراسلات خارج النّاحية كقامشلو والحسكة ورميلان، وأخريات يقدمنَّ برنامج خاص بهنَّ يوماً واحداً في الأسبوع".

تقول عن أهمية الرَّاديو كوسيلة سمعية "منذ عشرات السَّنين اعتمد النَّاس على الصحف للحصول على المعلومات، ولكن الخبر كان يصلهم بعد حدوث الواقعة بفترة زمنية معينة، وبعدها جاء الرّاديو لينقل الوقائع في لحظة حدوثها، وعلى الرّغم من التّطور التّكنولوجي لم يتراجع هذا الدّور"، مؤكدة على أنَّ الرّاديو يُعمل خيال الإنسان، "عندما تستمعينَّ للإذاعة تلقائياً ستبدئين برسم الصّور في عقلك".

وتبين أن في الرّاديو العديد من البرامج، أبرزها برنامج صباحي يستمر لمدة ساعة ونصف، ويتناول كل يوم موضوع اجتماعي مختلف. 

وأضافت "هناك برنامج المرأة الشّابة مع فتيات يافعات، وبرنامج روج آفا جن الخاص بالمرأة أيضاً، وهناك المرأة والحياة الذي يُبث بثلاث لغات هي العربية، والكرديّة، والسَّريانيّة، وأنا أقدم برنامج مساء الخير، يومين في الأسبوع وأساسه المواضيع الاجتماعيّة، لكن في حال تطلب الوضع نغير الموضوع للسياسي".

وتُقدم إيمان حسن كذلك برنامج "ضيعتنا" وهو أسبوعي يتحدث عن قرى مختلفة وتواريخها وتأسيسها، وروح التَّعاون بين القرويين، ومعاني أسماء القرى، كما قالت.

وأكملت "هناك برنامج بانوراما ستار يُبث مرة واحدة في الأسبوع، نتواصل عبره مع صحفيات من مختلف مناطق شمال وشرق سوريا، لنسلط الضّوء على أبرز التَّفاصيل المتعلقة بالوضع الرّاهن في مناطقهنَّ، والفعاليات التي حدثت خلال الأسبوع". 

أما برنامج "المصابين" الذي يقدمنه مع جرحى الحرب فقالت عنه "نقف فيه على أهم التّفاصيل التي ترتبط بإصابات هؤلاء الجرحى، ومدى تأثيرها عليهم". إضافةً لبرامج المسابقات للبالغين والأطفال، والأغاني.

وقيمت إيمان حسن مدى تطور الرّاديو بالمقارنة بين البّرامج التي بُثت خلال السنوات الماضية واليوم "ازداد عدد البّرامج بشكل ملحوظ، بعد أنّ كان قليلاً، أصبح يقارب الـ 30 أو 40 برنامجاً، وسيزداد عدد البّرامج في الأيام المُقبلة، وفي البداية كان عدد المُستمعين معدوداً، والآن استطعنا إلى حدٍ ما أن نصل لكل منزل أو امرأة لم تكن تتصور أنَّ تتكلم عبر الإذاعة، ووصلنا إلى خارج شمال وشرق سوريا، فلدينا مستمعين في أوروبا وغيرها من الدول".

 

انطلاقاً من صوت المرأة والحياة يتوسع بث الإذاعة لكافة مناطق إقليم الجّزيرة في شمال وشرق سوريا

 

 

أما المُذيعة هيام عبد الله (21) عاماً، تبين أنها اختارت العمل في ستار إف إم لأنها إذاعة للمرأة "أردنا أن نصدح بصوت المرأة، ولأنني من المكون العربي أسعى لإيصال صوت المرأة العربية التي لطالما عانت". 

وساعد تنوع البرامج التي تُبث عبر الإذاعة بين التّرفيهية والاجتماعيّة، والسّياسيّة، على جذب عدد كبير من المُستمعين، كما أكدت "لنتمكن من احتراف العمل الإعلامي تلقينا تدريبات عدة، ساعدتنا على تخطي الصّعوبات التي واجهتنا والتَّقدم".

وكوسيلة مسموعة لها مميزات عدة كما قالت "نعتمد على أسلوب الجَّذب السَّماعي، لذا لا بد من التّركيز على نبرة الصَّوت، وطرح المواضيع التي تهم أفراد المجتمع الذي نعيش فيه، وعلى الرَّغم من أنَّ النَّاس ينجذبون للإنترنت ومواقع التّواصل، فلم يضمحل دور الإذاعة لأنّ الجميع قادر على سماعها بدون كهرباء أو إنترنت، سواء في العمل أو المنزل أو السّيارة".

وأكملت "لدينا عدة صفحات على الفيسبوك واليوتيوب والتلغرام والانستغرام، ننشر عبرها الصّور والمقاطع لأعمال النّساء ومواضيع تتعلق بهنّ، إذ يبقى هدفنا الأساسي من أول إذاعة للمرأة في شمال وشرق سوريا هو تمكين وتطوير جميع النساء".

وأضافت "في السَّابق لم يكن لدى النّساء الجرأة ليعبرنّ عن آرائهنّ والتواصل مع الوسائل الإعلامية، ولكن مع زيادة التّفاعل معهنّ، لقينا استجابة جيدة، وأصبح لنا اسمنا وتوسع عملنا".   

وتُقدم هيام عبد الله نشرة الأخبار المسائية وبرنامج "المرأة والحدث" الذي يبحث في النشّاط السّياسي للمرأة والمجال الاقتصادي، و"المرأة والحياة" الاجتماعي الذي يعرف بتاريخ وعادات المرأة العربيّة وتراثها.

منذ فترة وسعت الإذاعة بثها ليشمل جميع مناطق إقليم الجّزيرة "زادت برامجنا العربية، والكردية، والسَريانيّة، فمن 9 أو10 برامج أصبح لدينا 22 برنامجاً للتسجيل و8 تقريباً بث مباشر، بعد أن قللنا نسبة بث الأغاني". 

واختتمت بالتأكيد على أنهنّ يتطلعنّ في المُستقبل لأن يكون البث على مستوى شمال وشرق سوريا، "نريد أن يتعرف الجميع على عملنا، وننجح في الوصول لقلوب الناس عبر آذانهم، فنحن نكبر بمستمعينا والمُنضمات إلينا".