سرطان عنق الرحم يقتل النساء دون علم بإصابتهن به

من أجل توعية المجتمع والنساء بسرطان عنق الرحم وكيفية الوقاية والعلاج منه في مراحله الأولى، أطلق الاتحاد الليبي لمكافحة السرطان حملة توعوية إلكترونياً، بالتزامن مع شهر التوعية بسرطان عنق الرحم

ابتسام اغفير
بنغازي ـ .
سرطان عنق الرحم هو رابع أكثر أنواع أمراض السرطان شيوعاً بين النساء على مستوى العالم، ففي عام 2018 تم تشخيص ما يقدر  بنحو 570 ألف امرأة مصابة بسرطان عنق الرحم في كافة أنحاء العالم، وأدى إلى وفاة ما يقرب من 311 ألف امرأة وفق إحصاءات منظمة الصحة العالمية، ولكن العديد من النساء المصابات به لا يعلمن بذلك إلا في مراحله الأخيرة، لذلك تم تحديد شهر كانون الثاني/يناير من كل عام من أجل التوعية به.
في ليبيا انطلقت حملة توعوية بسرطان عنق الرحم بإشراف الاتحاد الليبي لمكافحة مرض السرطان الذي تأسس عام 2012، هذه الحملة تضمنت العديد من البرامج، ولمعرفة المزيد حول الحملة التوعوية التقت وكالتنا برئيس الجمعية العمومية للاتحاد الليبي لمكافحة السرطان الدكتور محمد أبو بكر ديكو.
وعن تحديد كانون الثاني/يناير شهراً للتوعية، قال محمد ديكو "نحن نهتم بكافة أنواع السرطانات وليس سرطان عنق الرحم فقط، ولكن منظمة الصحة العالمية وضعت بروتوكولاً للتوعية به في شهر كانون الثاني/يناير من كل عام، لذلك نظم الاتحاد العديد من الحملات التوعوية التي تقع ضمن أهدافه وبرامجه منذ تأسيسه، وذلك بسبب نقص الوعي لدى المجتمع حول أمراض السرطان وخصوصاً التي يمكن الوقاية منها، كان من ضمنها سرطان عنق الرحم".
 
الحملة الثانية انطلقت إلكترونياً بسبب كورونا
وأوضح محمد ديكو "أن هذه الحملة هي الثانية التي يطلقها الاتحاد الليبي لمكافحة سرطان عنق الرحم والتوعية به، ولكن انطلقت هذا العام إلكترونياً نظراً لانتشار جائحة كورونا واتباعاً لتوصيات منظمة الصحة العالمية بضرورة اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية لمنع انتشر الوباء".
وأشار إلى أن الحملة تضمنت توزيع استبيانات على الفرق التي يبلغ عددها 63 فرقة موزعة على مختلف المدن الليبية، وسوف يكون العمل إلكترونياً، ويتم التوعية بهذا المرض سواءً على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة أو من خلال وسائل الإعلام المختلفة منها المسموعة والمرئية والمقروءة، لافتاً إلى أن الحملة استمرت على مدى شهر كانون الثاني/يناير، ولا زالت بعضاً من تلك الفرق تقوم بالتوعية في بعض المدن الليبية.
 
"لم نتوصل لرقم محدد عن إصابات سرطان عنق الرحم"
وعن الاستبيان الذي تم نشره عبر حساب الاتحاد على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك لمعرفة مدى انتشار سرطان عنق الرحم ومدى معرفة النساء بالمرض قال محمد ديكو "لم نتوصل لرقم محدد وثابت ولكن لا زلنا نعمل عليه... الإجابات عديدة ومختلفة ولكن أغلبها توضح عدم وعي أغلب النساء بهذا المرض"، وحول ما يمكن تقديمه للنساء إلى جانب النصح والتوجيه يقول "حالياً نعمل مع جهات عامة لتوفير المسحة وكذلك اللقاح".
من جانبها أوضحت اختصاصية أمراض النساء الدكتورة عائشة حدود أن "سرطان عنق الرحم يعتبر من السرطانات الأكثر شيوعاً بين النساء لو تحدثنا عن الجهاز التناسلي للمرأة، ويأتي بعده سرطان المبيض، ثم سرطان الرحم، فسرطان المهبل، وهذا النوع من السرطانات له أعراض ومؤشرات تظهر حتى قبل أن يتحول إلى سرطان، عكس سرطان الرحم الذي لا يعطي أي مؤشر أو تظهر أعراضه على المصابة إلا في المراحل الأخيرة، عندما يصل المرض إلى الرئة، والعظم، بينما في سرطان عنق الرحم، وسرطان الثدي يمكن تفادي حدوث تكاثره بالكشف المبكر، بمعنى أنه لدينا نوعين من أنواع السرطانات التي تصيب المرأة والتي يمكن تفاديها بالكشف المبكر عنه، ويمكن علاجه علاجاً تاماً، والشفاء منها شفاءً تاماً".
 
يجب على المرأة أن تقوم بالكشف الدوري
وعن المؤشرات أو الأعراض التي على ضوئها تتجه المرأة إلى العيادة النسائية تقول عائشة حدود "يجب على المرأة أن تقوم بالكشف الدوري، ولا تربط ذهابها للعيادة بفترة الحمل والولادة وهذا ما تفعله معظم النساء، هناك أعراض قد تظهر على المرأة في حالة إصابتها بسرطان عنق الرحم، منها وجود إفرازات مهبلية، وعادة في مثل هذه الحالة تذهب معظم النساء إلى الصيدلية لإحضار غسول أو مطهر، ولكن هذا غير صحيح فقد يكون هذا العرض مؤشر على وجود شيء خطير، أيضاً نزول الدماء أثناء العلاقة الزوجية، ووجود دماء في غير موعد الدورة الشهرية، والشعور بآلام مزمنة في منطقة الحوض، وجود رائحة كريهة، هذه الأعراض الخمسة لا يمكن في أي حال من الأحوال إهمالها، أو إهمال واحدة منها".
 
95% من الإصابات كانت بسبب فيروس الورم الحليمي
وعن أسباب الإصابة بسرطان عنق الرحم تقول عائشة حدود "إن السمنة، التدخين والإصابة بمرض فيروسي كنقص المناعة الإيدز أو التهاب الكبد، من بين العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بسرطان عنق الرحم، كذلك من أهم وأبرز الأسباب هو الإصابة بفيروس الورم الحليمي، ويتم الإصابة به عند الاتصال الجنسي، فأكثر من 95% من أسباب الإصابة بسرطان عنق الرحم هو الإصابة بفيروس الورم الحليمي، بالإضافة إلى استخدام حبوب منع الحمل لفترات طويلة تتجاوز الأربع سنوات".
 
يمكن علاجه والوقاية منه باللقاحات
وعن كيفية الوقاية والعلاج من سرطان عنق الرحم تقول عائشة حدود بتفاؤل "سرطان عنق الرحم من السرطانات التي تعطي مؤشرات في التغيرات النسيجية، فباكتشافه في المراحل الأولى يمكن علاجه والشفاء منه شفاءً تاماً، كما يمكن الوقاية منه باستخدام اللقاحات، وهناك ميزة أخرى أن خلايا سرطان عنق الرحم تأخذ وقتاً طويلاً قد يمتد إلى سنوات قبل أن تتحول إلى خلايا سرطانية قاتلة، لذلك لابد أن نعتمد ونكثف التوعية بهذا المرض ودعوة النساء للذهاب إلى الكشف الدوري حتى لو لم تكن تشعر بالمرض".