سردشت تواجه تحديات في مجال التعليم ونقص المدارس

أكدت النساء في مدينة سردشت في شرق كردستان، أن المدارس في المدينة تواجه تحديات كبيرة متمثلة في العدد الكبير من الطلاب في كل فصل، ونقص المرافق التعليمية المناسبة مثل المختبرات أو المرافق الرياضية مما يؤثر سلباً على مستواهم التعليمي.

نسيم محمد خواه

سردشت ـ أصبحت مشكلة نقص الكادر التعليمي والحاجة إلى المزيد من المدارس في مدينة سردشت بشرق كردستان أزمة خطيرة في مجال التعليم، فبدلا من توظيف معلمين من الفئة الشابة، يتجه التعليم إلى مطالبة المعلمين الحاليين بالعمل الإضافي من خلال زيادة عدد الطلاب في كل فصل، أو إعادة المتقاعدين إلى العمل التدريسي.

على الرغم من وجود قوانين تتعلق بمجانية تعليم الطلاب، إلا أن التعليم يعتمد على بعض الاستراتيجيات لتوجيه الطلاب إلى المدارس الغير حكومية، والذي بدوره يفرض على عاتق الأسر تحصيل رسوم التعليم، وتواجه المدارس العامة التي تضم حالياً قرابةً90% من الطلاب تحدياً كبيراً متمثلاً في الاكتظاظ الشديد في الفصول الدراسية، وفي بعض الصفوف الابتدائية يصل عدد الطلاب إلى أكثر من أربعين شخصاً، مما قد يؤثر سلباً على مستواهم التعليمي.

وحول هذا الموضوع تقول ليلى م. (اسم مستعار)، إحدى المعلمات في مدارس مدينة سردشت، "صفوفنا مليئة بالطلاب لدرجة أنهم لا يجدون مكانًا مناسبًا للجلوس خلال وقت الفصل، لا يوجد وقت كافٍ لتلبية احتياجات كل طالب، وتكون العائلات غير راضية دائماً عن هذا الوضع، وعلى الرغم من الاحتياجات المتزايدة للمدارس الجديدة، فقد أوقفت الحكومة بناء بعض المدارس الجديدة التي لا تتناسب مع المعايير اللازمة، غالباً ما تفتقر إلى المرافق التعليمية المناسبة مثل المختبرات أو المرافق الرياضية، لافتةً إلى أن هذه المدارس تحتوي على عدد قليل من الفصول الدراسية والمكاتب والمقاعد، وأصبحت بيئة غير مناسبة للطلاب "العلامة الوحيدة على الإبداع في هذه المدارس هي طلاء بعض الجدران".

وأشارت إلى أن هناك نقص في عدد الكادر التعليمي "بينما يوجد الآلاف من الخريجين الشباب/ات والعاطلين عن العمل، هناك نقص حاد في عدد المعلمين في المدارس، مضيفةً أنهم يضغطون بشكل كبير على المعلمين للعمل لساعات إضافية، بل ويعرض على المتقاعدين العودة إلى التدريس، ولكن يبدو أنهم لا يرغبون في توظيف معلمين جدد، في حين أنه من الضروري حقاً تعيين معلمين جدد".

وأكدت سوما. ق والدة إحدى طالبات الصف الثالث عن الوضع الدراسي "على الرغم من أن ابنتها تذهب إلى المدرسة كل يوم، إلا أنها لا تتعلم بشكل جيد بسبب كثرة الطلاب في الفصل الواحد، لا يستطيع المعلم أن يعطي الاهتمام الكافي لكل طالب بسبب ازدحام الفصل حالياً يتواصل بعض المعلمين مع الطلاب عبر تطبيقات مثل "شاد" أو صفحات الإنستغرام" وينشرون محتوى تعليمياً، ومع ذلك فأنا أساعد ابنتي على تعويض هذا النقص من خلال التمارين المنزلية".

ومن جانبها قالت شيدا. س إحدى نساء مدينة سردشت، والتي لديها طفلان يدرسان، عن وضع مدارس هناك "نظراً لعدم توفر المدارس، أصبح البعض منها تدرس بنظام الدوام المختلف، بسبب نقص المدارس، حتى في المدارس الفنية والمهنية المخصصة للمراهقين يتم فيها تدريس الأطفال، وهذا ما يسبب الكثير من المشاكل للأطفال لأن هذه المدارس مصممة للمراهقين ومرافقها مثل الكراسي والسلالم وغير مناسبة للأطفال. كما صدرت أوامر بهدم عدد كبير من المدارس في المدينة بسبب حالتها المادية السيئة، ولكن حتى بعد مرور أكثر من عشر سنوات على صدور هذا الأمر، فإنها لا تزال تقوم بالتدريس.