'سنعرف العالم على أهداف ثورة المرأة ومكتسباتها في يومها العالمي'

تتحضر كافة المؤسسات النسوية بمقاطعة الفرات في إقليم شمال وشرق سوريا لاستقبال اليوم العالمي للمرأة بفعاليات متنوعة تلقي الضوء على إنجازاتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.

نورشان عبدي

كوباني - قالت الإدارية في حركة الهلال الذهبي في مدينة كوباني بمقاطعة الفرات في إقليم شمال وشرق سوريا فاطمة خليل أن الثامن من آذار يوماً هاماً بالنسبة للنساء، وهو مصدر لرفع وتيرة نضالهن وكفاحهن بوجه الذهنية السلطوية.

أعلنت مجموعة من العاملات في مدينة نيويورك الأمريكية الإضراب عن العمل عام 1857 بسبب تردي ظروف العمل، ذلك الإضراب شكل شرارة لانطلاق ثورة نسوية إلى جميع أنحاء العالم تطالب بالعدالة والمساواة، فما كان من الأمم المتحدة في عام 1977 إلا أن أقرت 8 آذار/مارس من كل عام يوماً عالمياً للمرأة، ومنذ ذلك الوقت تحتفل غالبية الدول في العالم بهذا اليوم.

النساء بإقليم شمال وشرق سوريا تخضن نضالاً منقطع النظير من أجل الحرية والعدالة وفق نهج وفكر القائد عبد الله أوجلان الذي أكد على أهمية هذا اليوم بإصدار مبادئ تحرير المرأة ضمن مرافعاته تحديداً في يوم الثامن من آذار/مارس عام 1998 بهدف تحرير وتطوير دور المرأة حيث رأى أنه بتحررها سيرتفع مستوى النضال وستتحقق مطالب الشعوب المضطهدة.

وعن أهمية اليوم العالمي للمرأة قالت الإدارية في حركة الهلال الذهبي فاطمة خليل "النساء في العديد من الدول تحتفلن بهذا اليوم إلا أنهن لا تحصلن على كامل حقوقهن كونهن خاضعات لأنظمة سلطوية، بينما النساء بإقليم شمال وشرق سوريا انتهجن فكر وفلسفة القائد أوجلان وعرفن حقوقهن وأدركن أن يوم الثامن من آذار هو يوم للخروج عن الصمت وللمطالبة بالعدالة والمساواة من أجل بناء مجتمع ديمقراطي، ستكمل النساء ثورتهن التي قال عنها القائد أوجلان إنه تركها في منتصف الطريق بسبب اعتقاله على يد الدولة التركية، بفكره الحر والمستنير أكملنا ما بدأه من أجل المرأة التي باتت اليوم صاحبة فكر وثورة ناجحة".

وأكدت أن النساء بإقليم شمال وشرق سوريا بثورتهن أفشلن العديد من المخططات "تعرضت المرأة في المجتمع الطبيعي لكافة أشكال الانتهاكات وسلبت حقوقها من قبل الذهنية الذكورية، لكننا مع انطلاق ربيع الشعوب أطلقنا ثورة المرأة لنعيد ما سلب منا ولنثبت للعالم أننا قادرات على إدارة ذاتنا ومجتمعنا، فالوضع كان مختلف قبل الثورة وبعدها لقد كانت المرأة آلة للخدمة والإنجاب فقط، الثورة وهبتها المكانة التي تستحقها فأصحبت سياسية وقيادية وإدارية ومرشدة لتنظم المجتمع، لقد أدركت الهدف الحقيقي من الاحتفال بيوم الثامن آذار، وبالنسبة للنساء شهر آذار بأكمله شهراً ذو طابع خاص خاصة يوم المرأة العالمي الذي تحلين فيه بالإرادة و القوة لتطالبن بحقوقهن".

وأوضحت فاطمة خليل أن المراكز الفنية بدأت بالتنظيم والتحضير لاستقبال هذا اليوم "في كل عام يقوم مركز حركة الهلال الذهبي منذ بداية شهر شباط بإطلاق نشاطات فنية منها تشكيل فرق موسيقية من كادر نسائي بهدف إبراز دور المرأة من خلال صوتها، بينما ستقوم المؤسسات النسوية الأخرى في المنطقة بعرض مسرحيات وتنظيم احتفالات وإلقاء المحاضرات وعقد الاجتماعات بهذه المناسبة"، مؤكدةً أن 8 آذار سيكون يوم حرية لكافة النساء "في هذه المناسبة سنلقي الضوء على الكيان الحقيقي للمرأة في كافة أنحاء العالم خاصة المرأة الكردية التي تقاتل في جبال كردستان من أجل حريتها وقضيتها كما سنعرف العالم على أهداف ثورة المرأة ومكاسبها، لذلك على كل امرأة أن تكون صاحبة إرادة لنثبت للعالم أن جمالنا ليس فقط بأشكالنا ولكن بفكرنا وجوهرنا".

وعن تحضيرات الفرق الموسيقية النسوية قالت "بدأ العمل على تدريب أعضاء الفرق على الآلات الموسيقية بالتعاون مع هيئة الثقافة والفن ومركز باقي خدو للثقافة والفن في كوباني، حتى الآن لدينا أربع فرق نسائية جاهزة، ستتضمن الاحتفاليات فقرات موسيقية وستشارك فرقة دبكة الأمهات الكردية، وكذلك ستلقي الشعر فرقة مؤلفة من النساء، هذا التنوع لإكساب الاحتفاليات معنى ومضمون مميز وبذلك سنتمكن من إيصال رسالتنا في هذا اليوم للعالم بأسره وفحواها  بأن المرأة ستبقى المطالبة الأبرز بالحرية الجسدية للقائد أوجلان والباحثة عن حل للقضية الكردية".

وأضافت "خضنا بإقليم شمال وشرق سوريا ثورة لذلك لنا الأحقية للاحتفال بهذا اليوم وحالنا أفضل من باقي مناطق سوريا، أذكر أنه قبل ثورة 19 تموز كانت حكومة دمشق تمنع النساء من الاحتفال بيومهن العالمي، لكن هذا الحال تغير فبعد ثورتنا تعرفنا على حقيقة اليوم العالمي للمرأة وأصبحنا قادرات على الاحتفال به بكل حرية".

وفي ختام حديثها قالت فاطمة خليل "بروح شعار المرأة حياة حرة سنحتفل بالثامن من آذار بروح النصر والمقاومة، وبصوتنا ومقاومتنا سنحتفل هذا العام بيوم الثامن من آذار على عكس باقي الدول حيث تحتفل النساء بيوم واحد فقط لكن نحن بإرادتنا سنجعل كافة أيامنا هي الثامن من آذار".