جونا أردلان

سنه ـ تعاني نساء منطقة جاورود التابعة لمدينة سنه بشرق كردستان من آلام جسدية طويلة الأمد إثر عملهن لسنوات طويلة في الزراعة التي تعتبر من الأعمال الشاقة.

قالت اثنتان من نساء جاورود اللتان تحملنا الاسم ذاته شرافت نوري "نعمل في الزراعة منذ سنوات طويلة، لكن الآن لم يعد بمقدورنا العمل كالسابق كوننا نتقدم في السن. لقد قمنا برعاية الأطفال، وتربية الحيوانات، والقيام بالأعمال المنزلية، وبالرغم من أنه لم تكن توجد مرافق صحية، إلا أننا تمكنا من تربية أطفال أصحاء".

وحول المحاصيل التي كانوا يزرعونها، أشارتا إلى أنه "في السابق، كنا نزرع أشجار الجوز والمشمش، والقمح والشعير، وكنا نحرث الأرض عن طريق الأبقار لعدم وجود آلات الحراثة، ونستخدم الحطب للتدفئة، ونعمل في جز العشب والحصاد ونحن نحمل أطفالنا على أكتافنا".

وأوضحتا أنهم "قديماً كان لدينا الكثير من محاصيل التبغ وكان الرجال يقطفونها بينما نحن كنا نجهزها للبيع، وكان هناك الكثير من الأعمال، مثل تنعيم الأسطح بالطين، بينما الآن يتم ذلك باستخدام الإسمنت"، وأضافتا "كنا نأخذ دور الرجال والنساء فعندما نذهب إلى الأرض نقوم بقطف الفريز والمشمش ونحصد القمح ونقص العشب بالإضافة إلى إعداد الطعام، لم يعوضنا الرجال أبداً عن مجهودنا، حتى المال الذي كانوا يمنحونا إياه يأخذونه في أوقات الحاجة".

وأشارتا إلى أنه في السابق لم يكن يوجد طبيب بل كانت هناك امرأة تساعد النساء الحوامل، وكانت تستغرق الولادة بضعة أيام، وفي بعض الأحيان إما أن تموت المرأة الحامل أو يموت طفلها نتيجة النزف الشديد "توفيت امرأة من قرية رشنش أثناء الولادة"، وقالت إحداهما أنها أنجبت أحد عشر طفلاً دون أن تذهب إلى المشفى إلا لواحد منهم.

وعن الآلام التي تعانين منها بسبب العمل الشاق، لفتتا إلى أنه "لقد عملنا بجد في الزراعة، والآن لا نستطيع النوم من شدة آلام أقدامنا وآلام الظهر والصداع. كل ذلك نتيجة عملنا الشاق في الماضي، ففي موسم قطف الفريز نقف على أقدامنا من الصباح حتى المساء لمدة شهرين، والآن ركبتنا بحاجة إلى عملية جراحية".