سميرة صيام أول مدربة قيادة سيارات وشاحنات في قطاع غزة
بالرغم من كبر سنها إلا أن سميرة صيام لاتزال مستمرة في تدريبها لقيادة السيارات والشاحنات في غزة.
نغم كراجة
غزة ـ تتحدى الستينية سميرة صيام النظرة الأبوية وأحكام العادات والتقاليد، من خلال تدريب الفتيات والشبان على قيادة السيارات والشاحنات.
تعتبر سميرة صيام البالغة من العمر 63 عاماً أول مدربة قيادة سيارات وشاحنات في قطاع غزة وبحوزتها رخص قيادية متعددة، وعن بداية تعلمها قيادة السيارة تقول "عندما كنت صغيرة في العمر شجعني والدي لتعلم قيادة السيارة وبمرور الوقت أصبحت القيادة هوايتي إلى أن قررت الحصول على رخصة تدريب، لكن هذا الأمر لم يكن سهلاً بحكم العادات والتقاليد في مجتمعنا التي ترى أنه كيف يمكن لامرأة تدرب الآخرين على القيادة؟".
وأضافت "أعمل سائقة ومدربة منذ عام 1984، أي لدي خبرة 30 عاماً"، مشيرة إلى أنها "فكرت في البداية في الحصول على دورة تدريبية حول إعداد مدربين لتعليم السياقة واتجهت للمدرسة للتسجيل".
وأشارت إلى أنها "لم أسلم من الانتقادات والآراء السلبية من المارة أثناء أداء مهنة التدريب، لكنني تجاهلت تلك المضايقات وتجاوزتها إلى أن أصبحت أشهر سائقة في القطاع اليوم".
وحول التحديات والمصاعب التي واجهتها منذ بدايتها في العمل "لقد كنت أعمل بأجر رمزي أي ما يؤمن لي المواصلات ذهاباً وإياباً ومن المؤسف أنني حتى اليوم أتقاضى راتب بسيط رغم أنني سعيت لأتخذ هواية القيادة مصدر دخل؛ لتحسين الوضع الاقتصادي المتردي، بالإضافة إلى تحدي النظرة الأبوية التي تفرض القيود المجتمعية على المرأة وتلزمها بحدود معينة تحت شعار العادات والتقاليد".
ووجهت رسالة للفتيات بأن تكسرن حاجز الخوف والخجل وتعملن في المهن التي يرغبنها دون أن تلتفتن لانتقادات الآخرين، وتسعين نحو تحقيق طموحهن وأهدافهن.
وأضافت "امتهاني لقيادة السيارات جعل الفتيات يترددن على مدرسة القيادة التي أعمل بها لاكتساب الخبرة والرخصة نظراً لأنهن تجدن راحة وسلاسة في التعامل عندما يكون المدرب امرأة، وفي نفس الوقت تستمدن القوة والمواجهة كوني امرأة تعمل في هذا المجال يعتبر حكراً على الرجال".
وتقول أن هناك العديد من الفتيات أقبلن عليها؛ لتعلم قيادة الشاحنة الأمر الذي بات في أعينهن مرعباً لكن مع الدعم والتشجيع أصبحن تمتلكن الخبرة الكافية في قيادة الشاحنات دون خوف ورهبة.
وأكدت في ختام حديثها على أن "أهم عوامل النجاح والمثابرة في تعليم القيادة هي حسن المعاملة والصبر، وتوصيل المعلومات للمتدربين/ات بأسلوب يسير وواجهة صحيحة، وإزالة حواجز الخوف والقلق، وبعد عملي لسنوات طويلة أود التنويه إلى ضرورة امتلاك المدرب معرفة كافية بالقيادة حيث سينقل المعلومات والخبرة للجيل القادم لاقتناء الرخصة وذلك من أجل تقليل الحوادث والاصطدامات المرورية".