شيماء بسيبس: أسعى إلى محاربة ثقافة "الانبهار" بإنجازات المرأة

تسعى الصحفية التونسية المناصرة لقضايا النساء شيماء بسيبس، إلى تحقيق مبدأ المناصفة في برنامجها الإذاعي وتقديم القصص النسوية الناجحة بعيداً عن ترسيخ ثقافة الانبهار بما تنجزه المرأة وكأنه اختراع نادر خيالي لا يتماشى ومؤهلاتها

زهور المشرقي

تونس ـ تسعى الصحفية التونسية المناصرة لقضايا النساء شيماء بسيبس، إلى تحقيق مبدأ المناصفة في برنامجها الإذاعي وتقديم القصص النسوية الناجحة بعيداً عن ترسيخ ثقافة الانبهار بما تنجزه المرأة وكأنه اختراع نادر خيالي لا يتماشى ومؤهلاتها.

في حوار مع وكالتنا لفتت الصحفية المناصرة لقضايا النساء شيماء بسيبس، إلى أن تونس تعتبر رائدة مقارنة بمختلف دول المنطقة في سن التشريعات والقوانين التي انتصرت للمرأة في اتجاه سقف الطموحات الموجودة.

ما هي القضايا التي تناقشينها في برنامجك، وإلى ماذا تسعين، وهل هناك وعي تجاه قضايا النساء؟

نناقش قضايا الفئة الشابة مع فتيات وفتيان في مختلف برامجنا، ونسعى إلى دعم تمكين النساء في مراكز القيادة من خلال تقديم قصص نجاحهن في مختلف المجالات.

وحين نتحدث عن قضية المرأة في تونس نتحدث عن فضاء عام يشجّعها على البروز والتطور وإثبات ذاتها، وأعمل شخصياً من خلال برنامجي بإذاعة الشباب العمومية على دعم تلك المساعي من خلال تمثيل النساء في البرنامج تطبيقاً لمبدأ المناصفة مع الرجل، وأسعى إلى عرض قصص نجاح النساء بعيداً عن عنصر المفاجأة الذي تعتمده مختلف وسائل الإعلام التي تقدم نجاح المرأة على أنه استثناء وكأنه حكر على الرجل.

للأسف حين نتحدث عن نجاح المرأة في مجال معيّن نسجّل عنصر الانبهار بما حقّقته وهو ما أعمل على محاربته من خلال برنامجي الإذاعي عبر الحديث عن تلك القصص بنفس طريقة تناول قصة نجاح رجل، وكانت لي العديد من المواكبات للأنشطة التي قام بها الـ "كريديف" والجمعيات الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق النساء والتمكين السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، وواكبت أنشطة متعلقة بالمحامل الرقمية والحملات خاصة لها علاقة بمناهضة العنف ضد المرأة، وفي كل مرة كان الخطاب موجّهاً إلى النساء أساسه أن عليها أن تتخطى حاجز الخوف وتبلّغ عن حالة العنف التي تتعرض لها... وفي علاقة بحضور النساء في برنامجي أعتبره حضوراً مدروساً وقوياً باعتبار نجاحاتها وتألقها وفرض ذاتها، لا على أساس المجاملات.

هل لامست وعياً لدى الفئة الشابة بإرساء ثقافة جديدة للانخراط في حملات التحسيس والتوعية لتجسيد حقوق النساء؟

حين نقارن وضع المرأة التونسية مع قريناتها نجدها الأفضل وحين نتحدّث عن المساعي لتمكين النساء والنهوض بواقعهن والتحسيس بأهمية نيل حقوقهن، نجد المحامل الرقمية الجديدة التي يعمل عليها الشباب في إطار الثورة التكنولوجية لتشجيع المرأة مثلاً التبليغ عن العنف حيث لا يمكن محاربة العنف بكل أشكاله البشعة دون التبليغ عنه، وهذا يتطلّب الشجاعة والاستقلالية المادية والنفسية حتى أتمكّن كامرأة من مكافحة تعنيفي عبر تلك المحامل والتطبيقات وعبر الرقم الأخضر الذي وضعته وزارة الأسرة والمرأة والطفولة للنساء... وهنا أعتبر أن الدور الأبرز لوسائل الإعلام هو إيصال المعلومات الكافية للمرأة من مختلف جوانبها وتبسيطها خاصة فيما يخص عملية التبليغ التي أعتبرها أجرأ خطوة وهي المرحلة السليمة ضمن مسار استرداد المرأة حقّها قانونياً.

كما أننا نتحدث عن أهمية تدريب وتكوين النساء حتى يكتسبن خبرات مهمة في مختلف المجالات، ولا أرى هناك خصوصية في الأنشطة التي تمارسها النساء لأن في ذلك ترسيخاً تمييزياً بين الجنسين، فالمرأة تقيَّم من خلال عملها ونجاحاتها كما الرجل.

وقد لاحظت تطوّراً كبيراً في السنوات الأخيرة في تمكين النساء اقتصادياً ووجودهن في مراكز القرار فضلاً عن توفير الدعم لصاحبات المشاريع ومحاولة المرافقة من فكرة المشروع إلى مرحلة التنفيذ.

ونحن نحتفل باليوم العالمي للمرأة والدفاع عن حقوقها، هل بلغت المرأة التونسية اليوم مرحلة نيل حقوقها التي ناضلت من أجلها طيلة عقود؟

نتمنى السلام لكل نساء العالم، نتمنى في عام آخر أن تتمكن المرأة التونسية من صنع أمجاد أخرى وأن تنجح في إحداث التغيير المستحقّ لوضعها بشكل عام وأن تعزّز حقوقها ومكتسباتها التي بلغتها... نطمح إلى تعزيز حضور النساء في مختلف المجالات وانخراطها أكثر في مراكز القرار والقيادة، لذلك يجب أن نواصل النضال لتغيير نظرة المجتمع ككل لنجاح التونسيات، وتغيير نظرة "الاستثناء" إلى نظرة الاستحقاق.

وهناك مساعي حثيثة من قبل هياكل المجتمع المدني والهياكل الرسمية لتعزيز حضور المرأة في مختلف المجالات، حيث وجب العمل على ترسيخ تلك العقلية من خلال تبنيها من قبل كل المؤسسات العمومية والخاصة، ونجزم بأن التونسيات قد تميّزن في كل المجالات العلمية والأدبية والاقتصادية والسياسية، ومع ذلك لازلنا نطمح إلى المزيد من تعزيز ذلك الدور الريادي من خلال إرساء ثقافة جديدة والعمل على تعزيز ثقة المرأة بنفسها.