شرق كردستان... نساء قرية بيساران لا تستسلمن للقيود المجتمعية

في المجتمعات الأبوية تجبر النساء على التخلي عن أحلامهن لأن الكثير من الممارسات والأعمال يتم قولبتها لتكون إما خاصة بالرجال أو النساء وأي تغيير يعتبر مُعيب.

اسراء عزیزي

بيساران ـ ركون الدراجات النارية وبقدر ما هو ممارسة بسيطة إلا أنه يعتبر حكراً على الرجال في الكثير من المجتمعات وهذا هو الحال في إيران وشرق كردستان، قبل أن تكسر هذا التقييد نساء قرية بيساران اللواتي بدأن بركوب الدراجات النارية والعمل عليها منذ عام 1987.

في قرية "بيساران" بمدينة سنه شرق كردستان تعمل امرأتان لتوصيل النساء إلى عملهن وبهذه الطريقة، لا تضطر النساء للاعتماد على الرجال وبنفس الوقت تحصلن على تنقلات مريحة، معتبرات أن ذلك حقهن مثل الرجال ولا يحرمن أنفسهن من متعة ركوب الدراجة النارية.

النساء في هذه القرية تعملن بجد، ومع كل القيود المفروضة حيث أنهن في بعض الأحيان مضطهدات ومجبرات على الطاعة وهنا حدود لما يجب وما لا يجب فعله، إلا أنهن لا تستسلمن لذلك بل توجهن حياتهن بجرأة، وإدارتهن لها زادت الآن ولم تبقين كما كن وإنما تعطين أنفسهن أهمية أكبر وتتعرفن على أنفسهن ورغباتهن.

ومن خلال التجول في القرية في ساعات معينة من اليوم، ستصادف نساء يركبن الدراجات النارية مما يضاعف من جمال القرية، رغم أنه عليهن الحذر من الكلمات والأحاديث على الدراجة النارية، لكن في كل الأحوال يكسرن القاعدة، والمحرمات وهو انتصار لا يمكن إنكاره.

تقول صبري الرميعي "أقود الدراجة النارية منذ 4 سنوات وأنا مهتمة جداً بهذا العمل، وأشجع صديقاتي وأساعدهن على تعلم قيادتها، وأرغب في زيادة عدد النساء اللواتي تقدنَّ الدراجات النارية، والآن يوجد أكثر من 50 شخصاً يركبون الدراجات النارية هنا، وأتمنى أن يحدث هذا في جميع القرى ويصبح عادة"، مضيفةً "أعتبر أن تكون نساءنا قادرات على قيادة الدراجة النارية وقضاء حوائجهن بأنفسهن دون الاعتماد على الرجال، شرفاً عظيماً".

ولفتت إلى أن "والدي وإخوتي كانوا ضد ركوبي للدراجة النارية، ولكنني أصريت وقمت بأخذ قرض وشراء دراجة نارية، وتمكنت من إقناعهم، والآن إنه لمن دواعي الفخر أنني أستطيع أن أقوم بقضاء عملي وعمل عائلتي بالدراجة النارية".

وأشارت إلى أنها ليست الوحيدة في العائلة التي تركب الدراجة النارية "شقيقتي أيضاً تركب الدراجة النارية منذ عام 1987، واستطاعت أن تُفسح الطريق أمامي وأمام العديد من نساء القرية".

من جهتها قالت سامية مرادي، إحدى سائقات الدراجات النارية في القرية "أقود الدراجات النارية منذ عام ولا أعتبرها عيباً بالنسبة للنساء. أصبح من الرسمي في بلادنا أن العديد من النساء يركبن الدراجات النارية، وتستخدمها النساء للذهاب إلى السهول والحدائق والقيام بالأعمال الزراعية ومساعدة الأسرة".

فيما بينت سهيلة بيري أنه "أشعر بالارتياح لأنني أعرف كيف أركب دراجة نارية وأشكر عائلتي على توفير هذه الظروف وشقيقي الذي علمني واشترى لي دراجة نارية جيدة"، لافتةً إلى أنه "منذ عام 1987، تعلمت النساء تدريجياً ركوب الدراجات النارية وزاد عدد راكبيها لدينا، وأود أن تنضم إلينا النساء في القرى الأخرى، وسيتم توفير الظروف لهن بالتعاون مع القرويين".

وترى أن الدراجة النارية تخفف من ضغوط العمل المرتبطة بالقرية "نقوم بالكثير من الأعمال في القرية بالدراجة النارية، كما أن الرجال لديهم رؤية جيدة لهذا العمل، وأتمنى أن تحقق جميع النساء كل أحلامهن وألا يوقفنها بسبب جنسهن".

تقوم صبري وسامية وسهيلة بنقل أفراد الأسرة بالدراجة النارية ما بين الأراضي الزراعية والمنزل دون أن تجبرن على الانتظار لحين وصول الرجال، وحتى أن الفتيات الصغيرات في أيام العطل وبعد المدرسة تساعدن في ذلك وربما تأتي شجاعة نساء القرية وقوتهن من هذه المسؤوليات.