شرق كردستان... النساء المستقلات تتعرضن للتحرش الجسدي واللفظي

أكدت إحدى نساء مدينة كرماشان بشرق كردستان، أن النساء المستقلات تتعرضن للتحرش الجسدي واللفظي عندما تبحثن عن منزل للإيجار الأمر الذي اضطرها إلى عدم رؤية المنزل عن كثب، بل ترسل أحد معارفها لرؤيته.

جوان كرمي

كرماشان ـ تواجه النساء المستقلات العديد من الصعوبات والمعوقات خاصةً عند البحث عن منزل للإيجار في ظل الذهنية الذكورية التي ترسم للمرأة الصورة النمطية وتجعلها في قالب معين، فإذا حاولت المرأة تحدي العادات والتقاليد والخروج من القالب النمطي، تتعرض للعديد من الانتهاكات.

 

"يتذرعون بالعادات والتقاليد"

واجهت (ه. ج) وهي امرأة مستقلة، العديد من الصعوبات فيما يتعلق باستئجار منزل، وقالت إن أصحاب العقارات أو سماسرة العقارات لم يؤجروها منزل كونها عازبة، متسائلة "لماذا لا تستطيع المرأة العازبة استئجار منزل؟ ماذا ينقص المرأة المستقلة عن الرجل حتى تُعامل بهذه الطريقة؟ ويتذرعون بالعادات والتقاليد ويقولون إن الجيران لا يتقبلون فكرة تأجير المنازل لنساء عازبات، وفي بعض الأحيان يجب أن أتوسل للحصول على حقي، لاستئجار المنزل الذي أريد أن أدفع ثمنه".

 

التحرش الجنسي واللفظي

وعن المضايقات التي تتعرض لها، أوضحت أن هناك مشكلة أخرى تواجهها كالتحرش الجنسي أو اللفظي من قبل سماسرة العقارات أو أصحاب العقارات "عندما كنت أذهب لرؤية المنزل الذي أريد استئجاره أواجه التحرش اللفظي والإيماءات المزعجة عدة مرات من قبل سماسرة العقارات أو أصحاب العقارات، ولهذا السبب في بعض الأحيان اضطر إلى عدم رؤية المنزل عن كثب وأرسل أحد معارفي أو شقيقي للذهاب لرؤية المنزل".

وأضافت "حتى عندما كنت اتصل بأصحاب العقارات كنت أتعرض للإساءة اللفظية، كانوا يقولون لي أنه يمكنني دفع الإيجار بسعر منخفض، من الواضح أن هذه العروض لها طلب آخر وراءها، ففي الكثير من الأحيان يرسلون رسائل نصية تتضمن كلمات وأسئلة غير لائقة بعد إنهاء المكالمة، أنه أمر مزعج حقاً لأنهم ينظرون إلى المرأة على أنها سلعة ويضعون لها ثمناً".

 

"ندفع رسوماً إضافية"

وأشارت إلى حالة التضخم والارتفاع الحاد في الإيجارات "في المقابل، بما أنه لا توجد رقابة على الأسعار وكل شخص يحدد الأسعار بإرادته، فهناك العديد من الضغوطات على المستأجرين الذين لا يستطيعون تحمل الإيجارات المرتفعة، ومن الواضح أن معظم النساء المستقلات تنتمين إلى هذه المجموعة وأن نسبة عالية منهن لا تستطعن ​​دفع أقساط الرهن العقاري والإيجار، هذه بعض المشاكل التي تقف عائقاً في طريقنا نحن النساء المستقلات. عندما أسأل سماسرة العقارات إذا كان لديهم منزل للإيجار أم لا، يسألوني عن مبلغ الإيجار الذي أريد دفعه، وعندما أفصح عن المبلغ يقولون أنه بهذا السعر لا يمكنني حتى العثور على حظيرة، وتتفاقم هذه المشكلة في المدن الصغيرة".

وعن التأثير السلبي لهذه القضايا على وضع جميع النساء المستقلات، لفتت إلى أن المشاكل التي تواجهها المرأة المستقلة في استئجار منزل، لها آثار سلبية كثيرة عليها "هذه المشاكل تجبرنا على دفع مبلغ إضافي لاستئجار منزل، وفي بعض الأحيان، لا تحل المشكلة حتى بدفع التكلفة الإضافية، وفي النهاية تبقى المرأة المستقلة لفترة طويلة بلا منزل. حدثت هذه المشكلة مع إحدى صديقاتي حيث اضطرت إلى نقل جميع ممتلكاتها إلى منزل والدها والبقاء فيه لفترة طويلة حتى وجدت منزلاً".