شركة غاز السويدية فتحت المجال لعمل المهندسات

بعد أن استلمت الإدارة الذاتية شركة الغاز السويدية تمكنت النساء من العمل في أقسام كانت حكراً على الرجال.

شيرين محمد

قامشلو ـ تمكنت النساء في الإدارة الذاتية من العمل في كافة المجالات ومن ضمنها العمل في شركة الغاز حيث استطاعت المهندسات العمل فيها فيما كانت في السابق للرجال فقط.  

الشركة السويدية لإنتاج الغاز تقع في قرية السويدية في ناحية رميلان التابعة لمقاطعة قامشلو في شمال وشرق سوريا، تم البدء بتجهيزها عام 1983 ومع حلول عام 1985 تم الانتهاء منها، وكان الهدف من بنائها تأمين الغاز المنزلي LPG للمنطقة نتيجة توفر الغاز المرافق من المحطات النفطية برميلان أي الاستفادة من كميات الغاز المحروقة على الشعلة وتحويلها إلى غاز منزلي، والآن تنتج في اليوم حوالي 14 ألف اسطوانة يتم إرسالها إلى كافة مناطق شمال وشرق سوريا.

تقسم الشركة إلى عدة أقسام وكل قسم يختص بعمل مختلف، قسم العمليات هو المسؤول عن المراقبة والتشغيل يبلغ عدد العاملين فيه ما يقارب 135 عامل/ة، وقسم الصيانة المسؤول عن تصليح الأعطال وصيانة المعدات ليكون المعمل بجاهزية تامة على مدار 24 ساعة ويضم هذا القسم حوالي 60 عامل/ة، والتعامل مع الغاز يكون خطراً لذا نظمت الشركة قسم الحماية إذ لا يتم إجراء أي عمل دون موافقة هذا القسم، كما أنه مسؤول عن تجهيز مكان العمل للبدء سواء كانت ميكانيكية أو كهربائية، ويعمل في هذا القسم حوالي 20 عامل مختص، وقسم الإدارة المسؤول عن تأمين الكادر والمعدات اللازمة للمعمل، والتقنية مسؤول عن الآلات الهندسية وآلات النقل وغيرها، ويبلغ عدد العاملين فيه ما يقارب 35 عامل.

وتأمن الشركة ما يقارب 500000 ألف متر مكعب غاز نظيف لتشغيل عنفات الكهرباء العائدة لشركة النفط في ناحية رميلان، وتوزع الشركة الغاز المنزلي على كامل مناطق شمال وشرق سوريا، بالإضافة إلى صنع مادة الكبريت ما يعادل 20 طن يومياً نتيجة فصل الغاز الحامضي، وإيصاله إلى وحدة الكبريت لتحويله إلى زهر الكبريت للاستفادة منه في صناعة الأسمدة والأحماض، وتأمين كمية 30 طن يومياً من مادة المذيب الذي له استعمالات متعددة، ويجدر بالذكر أنه تم إنشاء معمل لتصنيع اسطوانات الغاز.

وحول هذا العمل قالت المهندسة في مجال البتروكيمياء في الشركة ناريمان أحمد "أعمل في غرفة التحكم العامة منذ ما يقارب السنتين، ينقسم الغاز الذي يدخل إلى المعمل لـ 7 أنواع، الأول ينتج الطاقة، والثاني هو غاز البترول LPG الذي يستخدم في المنزل، وهنالك بعض الأنواع الأخرى التي يتم استخدامها لأشياء أخرى، القسم الذي نعمل فيه حساس للغاية، ويجب أن يكون الشخص دائماً مستيقظاً ومنتبهاً في حال حدوث أي مشكلة طارئة، ليتم السيطرة عليها تجنباً من تضخم المشكلة".

وأضافت أنه "لم يكن للنساء دور في العمل بهذا المجال في عهد النظام السوري، ولكن مع استلام الإدارة الذاتية للشركة تمكنت المرأة من الدخول في هذا العمل، وتكون فريق نسوي مشكل من 15 امرأة تخرجن من جامعة روج آفا، في البداية واجهتنا صعوبات لأنه لأول مرة تأخذ النساء مكانهن في مثل هذا المكان بين عدد كبير من الرجال، ونشأت المشاكل بسبب عدم قبول الرجال لنا والنظر إلينا كأننا لا نعرف شيئاً، ولكن بعد مرور الوقت تمكن من إثبات أنفسهن في هذا المجال".  

وأشارت ناريمان أحمد إلى أنه "من أجل تلبية احتياجات الناس، هناك صعوبات ومخاطر لا يراها الجميع، العديد من المواد أو الأدوات تكون أحياناً نادرة ويصعب الحصول عليها، ولهذا السبب يتم إيقاف المصنع لعدة أيام، أي أننا نعمل بأقل الوسائل الممكنة، ونحاول تنفيذ خطط بديلة أخرى، وفي نفس الوقت فإن معمل الغاز هو مكان حساس للغاية وهناك تأثير سلبي لهذه الأنواع من الغاز علينا جميعاً والذي يعرف أيضاً باسم غاز HOS، لذلك غالباً ما يعاني العمال الذين يعملون هنا من الأمراض مثل نزلات البرد والتهابات الصدر، ومن أجل حماية وسلامة العمال هنا نطالب بتوفير الأمن الصناعي ويجب أن يكون في مثل هذه المصانع الكثير من المعدات ومضخات الحماية".