شقيقين ضاعت طفولتهما في العمالة لمساعدة والدتهما المريضة

قصة الطفلين الشقيقين تشبه قصص عشرات الأطفال في الشمال السوري ممن حولتهن الظروف المعيشية القاسية، إلى بائعين متجولين باحثين عما يسد رمقهم ورمق أهلهم بعد يوم صيفي حار وشاق.

هديل العمر

إدلب ـ بدأت قصة الطفل سليم مع شقيقته بعد وفاة والدهما بوباء كورونا العام الماضي ٢٠٢١، وإصابة والدتهما بسرطان الدم ما أوجب على الأخوين الصغيرين البحث عن مصدر رزق يساعدهما على جلب الخبز وبعض الأدوية لأمهما المريضة.

بثيابهما البالية وأجسادهما الصغيرة المتعبة، يتجول الطفلان سليم الأقرع البالغ من العمر 6 أعوام وشقيقته روعة الأقرع 7 أعوام، في شوارع مدينة الدانا، باحثين عمن يشتري منهما علب المناديل الورقية، ليبيعا طوال اليوم كمية تمكنهما مرابحها من العودة ببعض الطعام لأخيهما الأصغر ووالدتهما المريضة بسرطان الدم.

يقول سليم الأقرع أن العمل شاق ولا يخلو من التعب جراء المشي لمسافات طويلة في اليوم، وهو حزين على حاله وحال أخته فهي لا تحتمل حرارة الشمس والمشي لمسافات طويلة وهو ما يدفعهما للاستراحة على حافة الشارع كل حين.

وأضاف إنه يحمل كيساً من المناديل الورقية على ظهره، وتحمل أخته كيساً مشابهاً، يعملان جاهدان في محاولة بيعه طوال اليوم للمارين من الناس وسائقي السيارات وأصحاب المكاتب والمحال التجارية ليعودا في نهاية اليوم بمربح يقدر بين ٤٠-٥٠ ليرة تركية.

ولا تخفي والدة الطفلين سارة الحلو البالغة من العمر 45 عاماً، حزنها الشديد لحال طفليها الذين شردتهما الظروف المعيشية القاسية ودفعت بهما إلى الشوارع ومخاطر العمالة وقالت "كنت أود أن أقدم لأطفالي الحياة الكريمة وأمنحهم السعادة والأمان ولكني عجزت عن ذلك بعد إصابتي بالسرطان الذي دمر كل أمل لي بالحياة، ومساعدة أطفالي بعد رحيل والدهم".

وعن اكتشاف مرضها وأعراضه أشارت إلى أن أعراض سرطان الدم تنوعت بين الحمى، والتعب الدائم والوهن، والعدوى المتكررة، وفقدان الشهية أو انخفاض الوزن، وانتفاخ الغدد اللمفاوية، وتضخم الكبد، وأوجاع في العظام، والنزف، وضيق التنفس خلال النشاط البدني، ظهور نقاط وبقع صغيرة حمراء اللون على الجلد، فرط التعرّق وخاصةً في ساعات الليل.

وأوضحت أن تلك الأعراض دفعتها لإجراء الفحص ليتبين إصابتها بالمرض وبمراحل متقدمة، وهي اليوم تحصل على جرعات كيماوية من مركز طبي يقدم ذلك بشكل مجاني في إدلب، بينما لا تستطيع الحصول على العلاجات الأخرى كمثبطات الكيناز والمعالجة الإشعاعية وزرع النقي وزرع خلايا جذعية، لعدم توافرها إلا في مناطق سيطرة النظام أو المشافي التركية التي يصعب الوصول إليها.