شاهدات ومتضررات من القصف التركي تروين معاناتهن

عبر أهالي قرية أقيبة الشاهدين والمتضررين من قصف الاحتلال التركي عن استيائهم من استمرار القصف ورد فعل العالم تجاهه.

روبارين بكر

الشهباء - أكدت نساء قرية أقيبة في ناحية شيراوا بمقاطعة عفرين بشمال وشرق سوريا وهن متضررات من قصف الاحتلال التركي على المنطقة، أن الهجمات تستهدف كل شيء ودمرت منازلهن، وممتلكاتهم ومصادر رزقهن.  

يستخدم الاحتلال التركي ومرتزقته سياسة خلق الفوضى والتخريب في مناطق الإدارة الذاتية بحربٍ خاصة وعسكرية، وذلك من خلال شن هجماته وبشكلٍ عشوائي وهمجي على معظم مناطق شمال وشرق سوريا، منها استمرار قصفها الهمجي على مهجري عفرين وأهالي مقاطعة الشهباء في قرى ناحية شيراوا بعفرين ومقاطعة الشهباء.  

واستهدف الاحتلال التركي قرى ناحية شيراوا في عفرين المحتلة في 25 أيار/مايو الجاري في ساعات الليل المتأخرة ووقعت يومها أكثر من 200 قذيفة، وألحق القصف أضراراً كبيرة في قرية أقيبة، حيث احترقت سيارة نقل ركاب أي مصدر رزق إحدى عوائل القرية، وفي الوقت ذاته وبطائرة مسيرة تم استهداف منزل في ناحية تل رفعت بمقاطعة الشهباء. 

علماً أن القصف مستمر على قرى مقاطعة الشهباء وناحية شيراوا، ويتسبب القصف بين كل لحظة وأخرى بتدمير المنازل، والممتلكات والأراضي الزراعية العائدة ملكيتها للشعب وفي الوقت ذاته تزرع الفوضى والتوتر بين الأهالي.

 

"حقوقنا المشروعة باتت من الأحلام"

حول هذا الموضوع تحدثت لوكالتنا من أهالي قرية أقيبة والشاهدة على القصف والمتضررة منه فهيمة شيخ عيسى "في ساعات المساء المتأخرة استهدفت قذائف الاحتلال التركي ومرتزقته قريتنا وما حولنا من قرى آهلة بالمدنيين، وعلى إثرها احترقت سيارتنا التي تقل الركاب، وهي مصدر رزقنا الوحيد، كما أن زجاج جميع النوافذ والأبواب تحطم، جراء القصف الهمجي والعشوائي".

وعن المزيد من الأضرار التي خلفها القصف التركي ذكرت أن الهلع والخوف سيطرا على نفوس الأطفال، "لم يتوقف القصف، وكذلك لم يهدأ الأطفال ولم يكفوا عن الصراخ والبكاء، فأكثر من 100 قذيفة استهدفتنا خلال ساعات قليلة".

وأكدت أن مطلبهم هو أن يعم الأمان والاستقرار في المنطقة، وأن يعود كل مهجر إلى دياره وأرضه، معتبرةً أن هذا من أبسط حقوقه وقد بات من الأحلام.

 

"يصعب علينا الاحتماء من القصف"

زينب خليل عبرت عن غضبها واستيائها من الأوضاع في قرى ناحية شيراوا ومقاطعة الشهباء وقالت "هذه ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي يستهدف فيها الاحتلال التركي المنطقة إنما يستهدف القرى الأهلة بالمدنيين دائماً، منذ بداية الأزمة السورية وحتى يومنا هذا"، متسائلةً "إلى متى ستبقى الأحوال والأوضاع هكذا؟".

ونوهت إلى أنها تعيش مع زوجها المسن في القرية وحياتهم اليومية في غاية الصعوبة فلا أحد يساعدهم "مع اشتداد القصف ونتيجة لوضعنا الصحي لا يمكننا الفرار أو التحرك السريع وهذا ما يزيد مأساتنا". مؤكدةً أنهم صامدون أمام القصف "لن يتمكن الاحتلال التركي من كسر عزيمتنا، فنحن مصرين على العودة".

 

"لا يجب أن يكون رد العالم هكذا"

فيما تحدثت روشين قاسم عن لحظات القصف ووصفته بـ "زخ المطر"، مبينةً أنه "في ساعات الليل المتأخرة وبينما كنا جالسين في منازلنا استهدفنا الاحتلال التركي بمئات القذائف ولم نتمكن من التحرك من غرفة لأخرى لشدة القصف الهمجي والبربري على المنطقة"، مشيرةً إلى أن منزلها الذي يأويها ويحمي أطفالها تضرر من القصف وتعرض للدمار.

واستذكرت عفرين عندما كانت تستقبل النازحين بينما أهلها اليوم يعيشون مأساة حقيقية "لا يجب أن يكون رد العالم والمنظمات الإنسانية والدولية تجاه ما قدمه أهالي عفرين للسوريين هذا، على الجميع رفع صوت الحق والمطالبة بعودة أهالي عفرين لأرضهم محررة وإخراج الاحتلال التركي منها".