شابة مصرية تسعى إلى تحقيق حلمها في الصعود على المسرح
لا يقف الطموح عند أي محطة، خاصة إن كان متعلقاً بالفن الذي يسمو بالروح إلى أقصى مداها ويجعلها تهيم في رحابه دون خوف أو توقف، يعتبر ذلك أدق ما يمكن أن توصف به تجربة مادونا مجدي.
أسماء فتحي
القاهرة ـ قررت الشابة مادونا مجدي أن تعمل في الكافيتريا لتلبية احتياجات رواد المسرح من مأكولات ومشروبات وأمام ناظرها على بعد خطوات من طموحها وأحلامها المتمثلة في خشبة المسرح التي تزيد من إصرارها مع كل صباح في الكفاح من أجل تحقيق حلمها في تقديم أفضل ما لديها وسط تصفيق الجمهور.
تقول مادونا مجدي أنها تستمتع بالحديث عن المسرح الآسر لقلبها مع أبطال العروض والضيوف وتنتعش بتلك الحوارات وهي تمارس عملها الذي تحتاج إليه لتتمكن من الإنفاق على نفسها ودراستها وإثقال موهبتها حتى تصل لحلمها وتعمل في المجال الذي ترغب به.
وأوضحت مادونا مجدي التي حلمت بالعمل في المسرح، أنها تعلقت بالمسرح منذ طفولتها "كنت أمارس التمثيل في طفولتي على مسرح الكنيسة وفي المرحلة الإعدادية حصلت على ورش إخراج".
وأشارت إلى أنها تخرجت من كلية الآداب قسم الفلسفة وتكمل دراساتها العليا فيها، لافتةً إلى أنها في البداية "ذهبت إلى مسرح آفاق لأني مخرجة وأقدم العروض حتى بدأت دراستي وتوقفت عن ذلك، لأتمكن من إنجاز ما يتعلق بها من مهام ولكن عند البحث عن عمل يعينني على مواصلة الدراسة قررت أن أفعل ذلك بجواره من خلال الكافيتريا وأطمح أن أصبح مخرجة جيدة في المستقبل".
وأضافت "قمت بتأجير الكافيتريا الموجودة في المسرح وأصبحت مسؤولة عنها، فوجودي إلى جوار المسرح يعوضني عن مشاعر الفقد، إن خشبة المسرح تعني لي الكثير فقد تربيت عليها في صغري ومتيمة فعلياً بها، وأحمل الكثير من الذكريات المتعلقة بما قدمته عليها من عروض لا يمكنني أن أفرط بها مهما زادت أعبائي في الحياة كونها أكثر ما يبهجني بها، وحينما يصبح لدي عمل أظل قابعة في الكافيتريا لتلبية احتياجات رواده إلا أن ذلك لو تعارض مع أحد العروض التي أرغب في حضورها أمنحه الأولوية لأن المسرح هو الأهم بالنسبة لي، بالطبع هناك من يساعدني في ذلك لكي لا أخسر عملي".
وأضافت "أشارك مع الممثلين الموجودين في المسرح في الكثير من النقاشات التي تتعلق بما يقدمونه من عروض وما يطرحونه من أفكار"، مشيرةً إلى أن شغفها لم يتوقف عند ذلك الحد بل اتجهت كذلك لتصميم الإضاءة وتسعى لصقل موهبتها واكتساب المزيد من المهارات في المجال الذي تحبه.
وحول التحديات التي تواجهها، تقول "بحكم طبيعة المكان هناك الكثير من الضغوط التي أتعرض لها فهناك عدد كبير من رواد المسرح رجال ومنهم من ينظر إليّ بشكل غير لائق وأحاول قدر الإمكان أن أكون حاسمة في ردود فعلي تجاه أي شخص ألمس منه تجاوز، ما أتعرض له تعاني منه الكثير من النساء والفتيات في أماكن العمل في مصر".
وعن العروض المسرحية التي قدمتها، أشارت إلى أنها شاركت في العديد من العروض المسرحية منذ صغرها، وتعتبر المسرحية التي عرضت تحت عنوان "خلطبيطة با" وتولت عملية إخراجها، الأقرب إليها، لأنها تعرض مشاكل وقضايا المرأة بقالب كوميدي.
وأضافت "إن العرض المسرحي الذي جاء تحت عنوان "عالم موازي" هو الذي لفت الأنظار لعملي فقصته تدور حول موتى خرجوا جميعاً واكتشفوا ما حدث لهم وكل منهم سرد قصته وكيف كان يستحق مغادرة الحياة وفي ذات الوقت طرح آمال تتجدد عن إمكانيات النجاح حال الاستمرار في الحياة"، مشيرةً إلى أنه هناك العديد من العروض التي زادت من تعلقها بالمسرح.
وأكدت على أن العمل يغير من حياة المرأة ويزيد من قوتها ويجعلها تعتمد على ذاتها في تحقيق اكتفائها الذاتي وتحمل المسؤولية "لقد عملت في مجالات كثيرة قبل الكافيتريا ففي صغري حصلت على دورة تسويق وعملت بشركة نقل، وأيضاً عملت بمصنع للجلود وهنا أدركت أن النظرة للنساء اللوائي تعملن في المصانع تحمل قدر كبير من الدونية"، مضيفة "عملت كذلك مساعدة للمدرسين وغيرها من المهن التي أثقلت خبرتي".