ساحة المرأة الحرة... المكان الذي خلد مقاومة كوباني
يصادف الأول من تشرين الثاني/نوفمبر الذكرى السنوية التاسعة ليوم التضامن العالمي مع مقاومة كوباني والذي جاء بعد مقاومة ونضال الأهالي والمقاتلين/ت بوجه مرتزقة داعش الذي بدأ هجومه المروع على المقاطعة في أيلول/سبتمبر عام 2014.
نورشان عبدي
كوباني- استطاعت النساء من خلال مشاركتهن في ثورة المرأة بشمال وشرق سوريا وبشكل خاص في مقاومة كوباني ضد مرتزقة داعش بأن تنرن درب النضال والحرية أمام النساء في كافة أنحاء العالم.
دارت حرباً شرسة ومقاومة تاريخية في مدينة كوباني أثناء تصدي قوات حماية الشعب والمرأة لهجمات مرتزقة داعش الذي كان يشكل خطراً كبيراً على العالم بأجمعه، تلك المقاومة أصبحت رمزاً للنضال والبطولة في عام 2014، وبريادة النساء الكرديات ومقاتلات وحدات حماية المرأة تحولت مدينة كوباني الصغيرة إلى قلعة المقاومة والصمود وعرفت العالم بالكرد والنساء الكرديات والقضية الكردية، لذلك تضامنت جميع شعوب العالمية الهادفة للنشر السلام مع تلك المقاومة.
ويصادف الأول من تشرين الثاني/نوفمبر، اليوم العالمي للتضامن مع مقاومة كوباني بعد مقاومة لهجمات مرتزقة داعش على المدينة في عام 2014، وفي هذا اليوم تضامنت ما يقارب 30 دولة حول عالم مع مقاومة الشعب الكردي في كوباني، أقيمت حينها التظاهرات الشعبية والانتفاضات في جميع أنحاء العالم من أجل مساندة الشعب الكردي ومقاومته وذلك تحت شعار "الاستنفار العالمي من أجل كوباني والإنسانية ضد داعش".
ويصادف اليوم الذكرى السنوية التاسعة ليوم التضامن العالمي مع مقاومة كوباني، وأوضحت الرئيسة المشتركة لهيئة الشؤون الاجتماعية والعمل في مقاطعة كوباني بإقليم الفرات في شمال وشرق سوريا هيلين حاجم دور النساء في تلك المقاومة وأهمية يوم التضامن العالمي مع كوباني.
"بريادة المرأة الكردية عرفت مقاومة كوباني"
وعن دور المرأة الكردية في إبراز حقيقة ما عاشه المقاتلين والمقاتلات في مقاومة كوباني قالت "هذا اليوم لم يأتي عن عبث ودون تضحيات بل أقر نتيجة لنضال ومقاومة عظمية وتاريخية من شبان وشابات كرد في مدينة كوباني الصغيرة التي عرفت بقلعة الصمود والمقاومة، فالانتصار الذي تحقق في مقاومة كوباني دفع الشعب الكردي ثمن كبير له وهو دماء أبنائهم".
وعن السبب الذي جعل العالم بأجمعه يتضامن مع مقاومة كوباني بينت "مرتزقة داعش أرهبت العالم بأجمعه في مدينة صغيرة كمدنية كوباني ونتيجة لمقاومة تاريخية هزمت على يد مقاتلين/ت وحدات حماية الشعب والمرأة، فقوة وإرادة الشعب كانت أقوى من إرهاب داعش، فهذه المقاومة هي التي جعلت العالم والعديد من الدول والأشخاص الذين يطالبون بالسلام والحرية يخصصون يوم للتضامن العالمي مع مقاومة أبناء مدينة كوباني الذين قضوا على داعش التي هددت العالم".
وأضافت "خرج العالم للساحات والانتفاض من أجل منحنا الدعم من الناحية المعنوية لكي نقاوم أكثر ويتجدد العهد للقضاء مرتزقة داعش وإحراز النصر لهذه المعركة، لذلك أصبح يوم التضامن مع كوباني نقطة تحول جيدة بالنسبة للشعب الكردي".
وأوضحت أن ثورة المرأة في شمال وشرق سوريا وتطبيق مشروع الأمة الديمقراطية كانا من أحدى أسباب اختيار كوباني للهجوم من قبل داعش "كان الإعلان عن الإدارة الذاتية في روج آفا في عام 2014 وتطبيق مشروع الأمة الديمقراطية، من الأسباب التي دفعت تركيا لدعم مرتزقة داعش للقضاء على هذه الإدارة التي تهدد سياستها وبشكل خاص القضاء على ثورة المرأة التي انطلقت من كوباني لذلك كان الهجوم على مناطق شمال وشرق سوريا وبشكل خاص على كوباني بهذا الشكل الهمجي".
وأكدت أن المقاومة التي أبُديت من قبل المرأة الحرة لم تبقى فقط في هذه المدنية الصغيرة أو ضمن إطار شمال وشرق سوريا ولكنها أصحبت مقاومة عالمية أممية بعد أن تضامن العالم أجمعه معها "هنالك العديد من المقاتلين حول أنحاء العالم انضموا لهذه المقاومة، والبعض منها أرادت تطبيق نظام الإدارة الذاتية في مناطقها أيضاً، كما أنه هناك العشرات من البحوث والكتب تتحدث عن المقاومة التاريخية في ملحمة كوباني".
"ساحة المرأة الحرة ميراث لنضال النساء في معركة كوباني"
في 14 أذار/مارس عام 2016 نصب تمثال المرأة الحرة الذي يمثل حرية وشجاعة المرأة الكردية الثورية والمقاتلة والتي ظهرت شخصيتها في مقاومة كوباني، يرمز تمثال المرأة الحرة المجنحة إلى نضال النساء الكرد وكان هذا التمثال بمثابة رمز وهدية من مدينة السليمانية إلى كل من شارك وقاوم في معركة كوباني.
نحت الفنان زيرك ميرزه تمثال المرأة الحرة الذي يبلغ طوله 9 أمتار ووزنه 8 أطنان، حيث استمر في العمل أكثر من ثلاثة أشهر لإظهار حقيقة وقوة المرأة الكردية، شكل التمثال يرمز للعديد من النقاط فالأجنحة ترمز إلى آلهة النصر ووضع اليد اليمنى للتمثال على الصدر إشارة إلى قسم التي تؤديه المقاتلات أثناء حملهن للسلاح، ويرمز رفع اليد الأخرى إلى النصر أيضاً.
وحول أهمية تمثال المرأة الحرة للأهالي والنساء في كوباني أوضحت أن "تمثال المرأة الحرة نصب بمثابة شكر وتثمين لنضال ومقاومة المرأة في حربها ضد داعش في ملحمة كوباني، هذا التمثال هو الشاهد على مقاومة كوباني وإرادة مقاتلات ووحدات حماية المرأة، وشاهد على مقاومة الأمهات في المعركة وعلى إصراراهن في البقاء في المدينة إلى جانب أبنائهم المقاتلين للاهتمام بهم وإعطاءهم المعنويات، فهذا التمثال له قيمة وأهمية معنوية للأهالي والنساء في كوباني فهو يمثل هوية المرأة الكردية التي قاتلت وجهاً لوجه مع مرتزقة داعش".
وأشارت إلى أن التمثال يمثل المئات من المقاتلات كأرين وريفان وبيرتان وأفيستا "تمثال المرأة المقاومة يمثل كل امرأة كردية لها قضية، وإحداهن المناضلة أرين التي فدت بروحها من أجل القضاء على ظلام داعش، فالأهالي يسمون ساحة المرأة الحرة بساحة أرين ميركان".
وأوضحت أن "هذه الساحة تتعرض للهجمات مرة أخرى، لذلك يجب على الدول التي دعمت مقاومة كوباني أن يقفوا مجدداً مع الشعب هناك، فالأشخاص الذين قضوا على داعش وحموا العالم بأجمعه من خطره اليوم يتعرضون بشكل مستمر للهجمات من قبل الاحتلال التركي".