سعاد الغف: المجتمع لا ينصف ذوات الاحتياجات الخاصة ويحرمهن حقوقهن

أكدت الأخصائية النفسية سعاد الغف على أن المجتمع لا ينصف الفتيات ذوات الاحتياجات الخاصة، ويسلب حقوقهن مثل حق الميراث والزواج والعمل، مشددةً على ضرورة حماية واحترام حقوقهن، ودمجهن في المجتمع.

نغم كراجة

غزة ـ ضمن مشروع "حماية واحترام حقوق النساء والفتيات وذوات الإعاقة المهمشات والناجيات من العنف المبني على النوع الاجتماعي"، في غزة يواصل مركز شؤون المرأة تنفيذ مبادرة تعزيز وإدماج ذوات الاحتياجات الخاصة في مختلف مجالات الحياة.

تعاني (م. ن) البالغة من العمر 49 عاماً، من إعاقة حركية، وهي أم لابنتين، وعن سبب إعاقتها تقول "ذات يوم مرضت وتعرضت لحمى النفاس وعلى إثرها أصبت بإعاقة حركية الأمر الذي دفع زوجي للزواج بثانية. عانيت كثيراً من العنف لكنني في كل مرة اضطر للصمت والتأقلم من أجل ابنتي".

وأضافت أنها تجلس منذ سنوات طويلة على كرسي متحرك، وحصلت مؤخراً على كرسي تحكم كهربائي، لكن زوجها أصر على بيعه "كنت أحتاج للكرسي الكهربائي كي أتنقل به بحرية من مكان لآخر، لكن زوجي رفض ذلك حتى يستفيد من ثمنه، وهذه ليست المرة الأولى في استيلائه على أموالي ومستلزماتي، فأنا أتقاضى راتب شؤون".

بينما (س. ر) البالغة من العمر 32 عاماً والتي تعاني أيضاً من إعاقة حركية، قالت "على إثر مسيرات العودة التي انطلقت في 30 آذار، أصبت بإعاقة حركية في قدمي، لدي أخ علاقتي به قوية جداً وعندما توفي والدي قررنا توزيع الميراث فاعترض أخي على منحي حصتي نظراً لأنني من ذوات الاحتياجات الخاصة، وعلى هذا الأمر فإن الفتيات لا ترثن، وقام بالصراخ في وجهي بأنه لا يمكنني أن أمتلك حتى ولو غرفةً واحدة في المنزل".

وأشارت إلى أنها رفضت رفع دعوى قضائية عليه حتى لا تخسره وتزيد من المشاكل رغم أن حالتها النفسية سيئة جداً بعد فعلته وصدمتها به.

ومن جانبها قالت (ر. ج) التي تبلغ من العمر 25 عاماً، "أكملت مسيرتي التعليمية وصولاً للتخرج الجامعية، وبعد كفاح أربع سنوات في الصحافة والإعلام حصلت على فرصة عمل لكن أهلي رفضوا أن أعمل خوفاً على أخواتي من عدم زواجهن نظراً لأنني معاقة وباعتبار ذلك فضيحة لهم".

فيما قالت الأخصائية النفسية سعاد الغف "نضع دائماً في أولويات المركز فتيات ذوات الاحتياجات الخاصة نظراً للتحديات والصعوبات التي تواجههن من نظرة المجتمع لهن، وعدم اهتمام الأسر بهن، مما أدى إلى توليد شعور العجز والإحباط لديهن، ورغم الجهود المبذولة من قبل المؤسسات المعنية، إلا أننا ما زلنا في مراحل أولية من إحداث التغيير".

وأشارت إلى أن النساء والفتيات ذوات الاحتياجات الخاصة غالباً ما تواجهن خطراً أكبر في التعرض للعنف بكافة أشكاله سواء داخل المنـزل أو خارجه، وأيضاً تتعرضن للإهمال أو المعاملة السيئة، والإهانة والاستغلال من المجتمع والأسرة.

وحول مبادرة دمج فتيات ذوات الاحتياجات الخاصة قالت "استهدفت المبادرة 90 امرأة وفتاة من ذوات الاحتياجات الخاصة من محافظة شمال غزة بهدف دمجهن في الحياة العملية، بالإضافة إلى توعية الأهالي بحقوقهن".

وأوضحت أن "المبادرة تخللها أنشطة عديدة منها تنفيذ خمسة ورش توعوية وتثقيفية وجلسات دعم نفسي واجتماعي، وأيضاً ورشة عمل لإدارة الضغوط والدعم القانوني، ونظمنا يوم ترفيهي، ولضمان وصولهن ومراعاةً للأوضاع الاقتصادية تم تأمين المواصلات لهن، وتم توفير الفئات المستهدفة من خلال التشبيك والتنسيق مع المؤسسات المعنية بذوات الاحتياجات الخاصة".

وأكدت سعاد الغف على أن المجتمع لا ينصف فتيات ذوات الاحتياجات الخاصة، ويسلب منهن حقوقهن مثل حق الميراث، الزواج، العمل، تحت مبررات غير مقنعة ليس لهن ذنب بها كالعجز عن الحركة والتنقل، بالإضافة إلى خوف الأهالي من معرفة المجتمع بأن إحدى فتياتهم من ذوات الاحتياجات الخاصة، والصورة النمطية والسائدة التي تحرمهن من تحصيل حقوقهن بالكامل.

وبينت أن المركز وطاقمه مستمر في دعم وتمكين ذوات الاحتياجات الخاصة بتحضير عدة أنشطة وفعاليات منها تجهيز حلقات إذاعية حول واقعهن، ووضع اللافتات الخاصة بذوات الإعاقة البصرية في المستشفيات، وتحضير كتيب يحتوي على إشارات الصم.

وفي ختام حديثها أشارت سعاد الغف إلى أنه "لا زلنا نقدم حقائب الحماية وجلسات الدعم الصحي والنفسي والقانوني، وتنفيذ دورات تدريبية حول إدارة المشاريع الصغيرة؛ لتنمية مواهبهن وإبراز إبداعاتهن وتكوين مصدر دخل لهن، وأيضاً استمرارية الجلسات واللقاءات التثقيفية والاجتماعية، وتشجيعهن من خلال مشاركتهن في البازار السنوي".