ريم سكر أول امرأة فلسطينية تعمل في مجال الأمن والحراسة
ريم سكر أول حارسة أمن تخوض غمار العمل الأمني في قطاع غزة، وتكسر القيود المجتمعية والأعراف التي تفرض على المرأة مهام محدودة لا يجوز تخطيها.
نغم كراجة
غزة ـ داخل مركز تجاري يكتظ بالناس تقف ريم سكر مرتدية الزي الأمني الخاص بالحراسة وتقوم بمهامها الوظيفية متغاضية العادات المجتمعية والأعراف التقليدية وكسرت حواجز الرهبة في دخول المجالات التي تقتصر على الرجال فقط.
وقالت ريم السكر البالغة من العمر 36 عاماً لوكالتنا "إن فكرة عملي في مهنة الأمن والحراسة قريبة بعض الشيء من تخصصي الجامعي العلوم الأمنية حيث جاءتني فكرة خوض تجربة العمل كحارسة أمن حينما كنت أراجع مع زوجي بعض المعلومات أثناء دراسته نفس التخصص مما شجعني ذلك إلى استكمال دراستي الجامعية".
وأوضحت أن المجتمع كانت له رؤية أخرى حيث من المتعارف أن البيئة الفلسطينية لها عاداتها وتقاليدها ويتتبعها غالبية الأفراد "أحببت هذا المجال ولن أبالي لتعليقات الأشخاص واعتراضهم أيا كان".
وعن المضايقات التي تعرضت لها قالت "لم أتفاعل مع المداخلات والانتقادات التي كنت أسمعها وأتغاضاها تماماً كأني لم أسمعها وأباشر عملي على أكمل وجه لأنني على ثقة تامة بأننا في مجتمع متحفظ بأعرافه وعاداته مهما حاولنا التأثير والتغيير".
وأوضحت "حينما أردت العمل ذهبت إلى عدة شركات وبنوك ومراكز تجارية لكن النظرة المجتمعية السائدة لا تعترف بوجود امرأة تستطيع العمل في مجال الأمن، وواصلت البحث حتى تمكنت من الحصول على وظيفة داخل بنك ولاقيت تشجيعاً ودعماً من العميلات به"، لافتةً إلى أنها تعرضت لأول مشكلة في العمل عندما أرادت أن تحل خلاف بين فردين وقام أحدهما بصدها قائلاً " أريد رجل أمن أتفاهم معه وليس امرأة".
وعن الصفات التي يجب أن تتمتع بها اللواتي تعملن في مجال الحراسة قالت "لابد أن تتسم بقوة الشخصية وجدارة أدائها في العمل، وتحمل المسؤولية والضغط، ويكون لديها إمكانيات حل الخلافات بأساليب بديهية وحيادية، إضافةً إلى مرونتها وسرعة التصرف وقت الأزمات والطوارئ".
وأكدت على أهمية وجود عناصر الأمن النسائي في أماكن العمل خاصة أن هنالك الكثير من المواقف والأحداث تحصل بين نساء ولا يتمكن عناصر الأمن الرجال التدخل السريع وحل الخلاف "من الضروري أن يعي المجتمع دور الأمن النسوي وأهميته في إنهاء الخلاف وأن المرأة تستطيع القيام بمهمة الحراسة مثل الرجل".
وقالت حارسة الأمن ريم السكر "أود أن أوجه رسالة لكل امرأة تود أن تخوض غمار العمل الذي يعتقد أنه مقتصر على الرجال بأن تكسر حاجز الخوف وتمارس ما ترغبه دون الاطلاع على حديث الفئة التي تتمسك بالقالب التقليدي والنمطي، نحن اليوم أصبحنا في عالمٍ تسوده المشاركة النسوية وموثق بإنجازاتها وابتكاراتها".