روايات نسوية تشهد على التاريخ الشنيع لسجون طالبان

خلال السنوات الثلاث من حكم طالبان، تعرضت النساء في السجون للتحرش الجنسي عدة مرات، وانتحرت أخريات بعد إطلاق سراحهن، وأكدت ناشطة في مجال حقوق المرأة أن "الطريقة الوحيدة لتحرير النساء في العالم وأفغانستان هي الاتحاد ضد المجرمين ومحاربتهم".

بهاران لهيب

كابول ـ في بلد مثل أفغانستان، يُعَد الاعتداء الجنسي أحد الأساليب المستخدمة كسلاح لإسكات الناس في الأغلب، وقد استخدمت العديد من الحكومات و"الجماعات الجهادية" وحركة طالبان، هذا التكتيك على النساء لإجبارهن ومن حولهن على التزام الصمت.

عندما استولت طالبان على السلطة بأفغانستان في عام 1991، اغتصبوا النساء من جميع الفئات العمرية، حيث اغتصبت فتاة تبلغ من العمر سبع سنوات وحتى أم تبلغ من العمر سبعين عاماً، وفي عام 1992 في أفشار سيلو بكابول، قام مجلس نزار بقيادة أحمد شاه مسعود والحركة الإسلامية بقيادة عبد الرب رسول سياف باغتصاب النساء بشكل جماعي إلى جانب المذابح ونهب منازل الناس.

وقد انتحرت فتاة تدعى ناهد 14 عاماً، وذلك بإلقاء نفسها من الطابق السادس في حي الماكروريان في كابول هرباً من براثن قوات شورى النزار، حيث أطلق عناصر طالبان النار وقمعوا المتظاهرين، مما خلف عدداً من الجرحى والقتلى، حيث أن تقارير من الجمعية الثورية للمرأة الأفغانية (RAWA)، وPayam-e-Zan، ومنظمة العفو الدولية، وهيومن رايتس ووتش، ومشروع العدالة، وأفغانستان وغيرها من المؤسسات، تظهر أن آلاف النساء قد تعرضن للاغتصاب خلال السنوات الخمس لـ "الحكم الجهادي"، وتشير التقارير إلى أن النساء تعرضن للهجوم في شمال كابول خلال السنوات الخمس الأولى من حكم طالبان.

وعلى مدى 20 عاماً من الوجود الأمريكي، ظلت المرأة الأفغانية غير آمنة، وبالإضافة إلى القتل والعنف المنزلي، تعرضت النساء والأطفال والفتيات المراهقات للاغتصاب والتحرش الجنسي. ولم تتم محاكمة مرتكبي هذه الجريمة قط.

ومرة أخرى، خلال السنوات الثلاث من حكم طالبان، أبلغت النساء في السجن مراراً وتكراراً، دون الكشف عن هوياتهن، عن تعرضهن للتحرش الجنسي، وانتحرت عدد منهن بعد إطلاق سراحهن، ومؤخراً كشفت صحيفة الغارديان ورخشان ميديا ​​عن جرائم طالبان بحق النساء المسجونات بتهمة عدم التقيد بالحجاب الإلزامي، وقد انتحرت عدد من اللاتي أطلق سراحهن بعد أيام قليلة وعثر على عدد من جثثهن في مناطق مختلفة حيث أن علامات التعذيب والاغتصاب مرئية على أجسادهن.

قامت حركة طالبان بتصوير جريمة اغتصاب امرأة محتجة واستخدمته لإسكات الأصوات، ووفقاً لصحيفة الغارديان ورخشان، تم التعرف على وجه الضحية، وقد تعرضت للضرب بشكل متكرر مع الاغتصاب، لكن هذه المرأة الشجاعة أرسلت الفيديو إلى الصحفيتين، وبذلك فضحت "الإسلاميين" وطالبان.

تقول الناشطة في مجال حقوق المرأة شيماء. و التي أوضحت أنها تشعر بالصدمة من التقارير المنشورة عن قتل واغتصاب وتعذيب النساء في سجون طالبان، وكانت هي نفسها قد أمضت ثلاث ساعات في سجن طالبان، ولأنهم لم يحصلوا منها على وثيقة، تحررت من عبوديتهم بضمان كان عبارة عن مبلغ كبير من المال، وتقول "في شتاء العام الماضي، تم اعتقالي أثناء إحدى المسيرات، ومن مكان اعتقالي إلى المنطقة المعنية، كانوا يشتمونني مراراً وتكراراً، وفي كل مرة كانوا يسألونني من الذي قدم لنا المال لتنظيم مسيرة ضدهم".

وأضافت "التزمت الصمت ولم أتكلم، عندما دخلت المنطقة الأمنية بعد التفتيش الجسدي، أخذوا هاتفي واقتادوني إلى غرفة مظلمة، وبعد مرور ساعة، استدعاني رجل إلى مكتبه قدم نفسه على أنه القائد الميدان، وفتشوا هاتفي لكنهم لم يعثروا على أي مستند، وفي كل مرة يسألني عما إذا كنت قد شاركت في المسيرة، كنت أجيب بالنفي، وكنت أقول له إنني كنت ذاهبة لرؤية والدتي وكانوا يعتقلونني، ثم اتصلوا بزوجي وأبي وطلبوا منهم مبلغاً كبيراً من المال مقابل إطلاق سراحي".

من جانبها قالت نادية. ف ناشطة أخرى في مجال حقوق المرأة بأفغانستان، رداً على تقرير حول اعتداءات طالبان على النساء في سجونها "نحن النساء نخاف من طالبان بأيديولوجيتها المناهضة للمرأة التي تعتبر المرأة الشخص الوحيد الذي يعتني بها، لأزواجهن وشؤونهن المنزلية، ولا نتوقع المزيد، لكن المرة الأولى كان الأصوليون والإسلاميون هم من ارتكبوا هذا القمع والجريمة ضد المرأة".

وأضافت "في إيران، تم اغتصاب الفتيات العذارى قبل الإعدام، وحول داعش النساء الإيزيديات إلى سبايا لها، وكانت آلاف النساء ضحايا هذه الجريمة خلال انفصال الهند وباكستان، وهناك دول كثيرة في تاريخ النساء واجهن مثل هذه الجرائم".

وترى نادية. ف أن "الطريقة الوحيدة لتحرير النساء في العالم وأفغانستان الاتحاد ضد المجرمين وكشف وجوههم، وأؤكد للمرأة الأفغانية أن الحل ليس بالانتحار، بل بمحاربتهم".