رقية صادقي من الصحافة إلى الحياة الصعبة في الهجرة

تحدثت الصحفية رقية صادقي التي اضطرت للهجرة بعد سيطرة طالبان على أفغانستان مرة أخرى، عن الصعوبات التي واجهتها في إيران وإيطاليا.

بهاران لهیب

كابول ـ رقية صادقي هي واحدة من الصحافيين الأفغان الذين عملوا مع وكالات أنباء مختلفة قبل حكم طالبان، والمديرة المسؤولة عن موقع "هفته نامه پیرامون" أي "الجريدة الأسبوعية"، كما عملت أيضاً مع وزارة التأهيل والتنمية الريفية في مشروع بحثي، واضطرت لمغادرة أفغانستان منذ سيطرة حركة طالبان على البلاد.

أجرت وكالتنا مقابلة مع الصحفية الأفغانية رقية صادقي التي غادرت البلاد منذ سيطرة طالبان، وتحدثت عن أنشطتها "تم تنفيذ المشروع البحثي لوزارة التنمية الريفية في محافظات مختلفة، وسافرت إلى شمال البلاد لأتحدث مع النساء عن أوضاعهن المعيشية وتعليمهن وتعليم أبنائهن وبناتهن، وما تحتجن إليه. وعندما حصلت على المعلومات رتبتها على شكل مقالات ونشرتها في موقع "الجريدة الأسبوعية"، وكان محتوى المقالات في الغالب حول الحجاب الإجباري، وعدم وصول المرأة إلى المراكز التعليمية والمدارس، والعنف ضد النساء".

ومثل كل النساء الأفغانيات، تغيرت حياة رقية صادقي عندما استولت حركة طالبان على الحكم مرة أخرى، وعن ذلك تقول "فقدت وظيفتي عندما سيطرت طالبان على البلاد. لم تسمح طالبان للنساء العاملات في المكاتب الحكومية بمواصلة العمل وطلبت منهن البقاء في منازلهن حتى إشعاراً آخر. كما تم إغلاق موقع "الجريدة الأسبوعية" على شبكة الإنترنت، وحذف المواضيع التي تم نشرها على الموقع".

 

صعوبات الهجرة

وعن بداية هجرتها توضح "مكثت في المنزل لمدة شهرين، وأتيح لي فرصة جيدة للحصول على تأشيرة إيرانية ومغادرة أفغانستان مع شقيقتي وشقيقي. اعتقدت أنني سأتخلص من المشاكل في البلاد، لكن في البلد الجديد وهي المرة الأولى التي أسافر فيها للخارج، واجهت مشاكل أخرى منها تمديد تأشيرتي، فعندما أوشك تاريخ تأشيرتنا على الانتهاء، تجولنا في أنحاء البلاد للحصول عليها مرة أخرى، ولكنهم أهانونا ووجهوا لنا الشتائم".

وذكرت رقية صادقي المشاكل الاقتصادية التي واجهتها في إيران "كانت مشكلتي الأخرى الوضع الاقتصادي السيء، تعيش عائلتي في أفغانستان لذلك لم أستطع أن أطلب منهم المال، لذلك بحثت كثيراً عن عمل حتى عثرت أخيراً على وظيفة ممرضة في منزل عائلة إيرانية يوجد فيه امرأة مسنة كنت أرعاها ليلاً ونهاراً، وكان العمل صعباً للغاية بالنسبة لي. عندما تأتي إلى دولة كمهاجر عليك أن تبدأ من الصفر، وهو أمر صعب للغاية".

 

الإبادة الجماعية بحق الهزارة

وتمكنت رقية صادقي والتي تعيش حالياً في إيطاليا مع شقيقتها، من مغادرة إيران بعد تسعة أشهر، لكن لم تتضاءل مشاكلها بالذهاب إلى إيطاليا "عندما لجأت إلى إيطاليا لم أستطع فعل أي شيء لأنني لا أجيد اللغة. كتبت مقالات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتحدثت لوسائل الإعلام عن أوضاع المرأة الأفغانية وحقوق الإنسان والمظاهرات التي نظمها الطلاب الإيطاليون دعماً للمرأة الإيرانية. ومؤخراً بدأت مناقشة على تويتر، نتحدث عن القضايا والمشاكل والانتهاكات الموجودة في أفغانستان منها الإبادة الجماعية للهزارة".

وأوضحت أنه "منذ أكثر من 130 عاماً أي منذ زمن عبد الرحمن خان، تعرض الهزارة للإبادة الجماعية. على الرغم من أن الحكومات والأنظمة قد تغيرت، ولكن الإبادة الجماعية بحق الهزارة لا تزال مستمرة، فقد شهدنا جميعاً هجمات مميتة في الجامعات والمستشفيات والمراكز التعليمية، وعلى الطرق. أحياناً يُقتلون باسم داعش وفي بعض الأحيان باسم طالبان".