رنا كرزي تبتكر خدمة "موتو تاكسي" للنساء
بثقة عالية بالنفس وبقوة وإرادة صلبة، قررت رنا كرزي أن تخوض غمار مهنة قلما نجد فيها نساء، بل ربما ابتكرت هذه المهنة، ألا وهي خدمة توصيل النساء بواسطة الدراجة النارية أو موتو تاكسي.
كارولين بزي
بيروت ـ تقود رنا كرزي وهي أم لولدين الدراجة النارية منذ عام 2016، ولكنها اختارت أن تلتحق بمهنة دراجات الأجرة "موتو تاكسي" منذ نحو عامين، وبدأت أيضاً بمهنة تعليم النساء على قيادة الدراجات النارية.
توضح رنا كرزي لوكالتنا عن اختيارها هذه المهنة "منذ عامين ابتكرت تاكسي للنساء ولكن بواسطة الدراجة النارية لا السيارة".
"الفكرة ولدت بالصدفة"
قالت "لقد ولدت الفكرة بالصدفة بما أنني أقود دراجة نارية طلبت مني إحدى صديقاتي أن أقوم باصطحاب ابنها من المدرسة، ثم سألت نفسي لماذا لا أستثمر خبرتي في قيادة الدراجة النارية وأن استفاد من هذه الخبرة وأمارسها كمهنة، وبالفعل بدأت العمل بخدمة موتو تاكسي".
وشاركت فكرتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بهدف تعريف الناس إلى مهنتها الجديدة "قمت بالإعلان عن مهنتي الجديدة من خلال صفحتي على فيسبوك، ولكن فاجأتني نسبة الاقبال الكبير للتعاون معي واختياري لأقوم بإيصال النساء إلى منازلهن، لا بل اكتسبت ثقة الرجال أيضاً الذين تواصلوا معي من أجل إيصال زوجاتهم أو أولادهم إلى المكان الذي يرغبون التوجه إليه".
"موتو تاكسي وتدريب على القيادة"
وأشارت إلى أنها تشعر بالمتعة في قيادة الدراجة النارية، فتجد فيها الحرية والاستقلالية وتعزيز الثقة بالنفس، فهي لا تأبه بتعليقات الناس ولا تشعر بأنها أقل من الرجل في هذا المجال، بل استغراب الناس في البداية زاد من قوتها.
وأكدت أن فكرة رؤية امرأة تقود دراجة نارية وتعمل عليها كتاكسي كانت غريبة نوعاً ما، ولكن الآن أصبحت الفكرة رائجة، ولاقت أصداء إيجابية.
ولا يقتصر عمل رنا كرزي على خدمة التوصيل، بل بموازاة عملها في الموتو تاكسي، بدأت بمهنة تعليم النساء على قيادة الدراجات النارية، حتى أن عدداً من الشبان أصبح يلجأ إليها للتدرب على قيادة الدراجة.
وأضافت "هناك عدداً من النساء اللواتي يتصلن بي علماً بأنهن يشعرن بالخوف من ركوب الدراجة، ولكنني أحاول أن أهدئ من روعهن وأطلب منهن ألا يشعرن بالخوف وأن يثقن بي، فيتجاوزن هذا الخوف".
وفي مرحلة انتشار وباء كورونا الذي عاد اليوم ليزداد انتشاراً في لبنان، تشير إلى أنها اعتمدت بعض الإجراءات الوقائية التي تحد من انتشار الفيروس، وتؤكد بأن ركوب الدراجة النارية للسيدات من وسائل النقل الآمنة من ناحية انتشار الوباء فهي في الهواء الطلق وبالتالي تحد من انتقال العدوى، على خلاف وسائل النقل الأخرى. وتؤكد بأنها تلتزم بوضع الخوذة والقفازات.
"هذا ما يميز خدمة التوصيل عبر الدراجة النارية"
لدى رنا كرزي ولدان، ابن وابنة يثقان بوالدتهما وبعملها، كما أنها قامت بتدريبهما على قيادة الدراجات النارية وأصبح لدى كل واحد منهما دراجة، يذهبان بواسطتها إلى الجامعة أو العمل.
تأثرت مهنتها بارتفاع أسعار المحروقات في لبنان، ومع ارتفاع تسعيرة أجرة سيارات التاكسي، ارتفعت معها خدمة التوصيل لديها ولكنها لا تزال مقبولةً، إلا أن ما يميز خدمة التوصيل عبر الدراجة النارية هو اكتساب الوقت والوصول إلى العمل بوقت أسرع، فهي لا تتأثر كثيراً بزحمة السير.
وأكدت بأن قيادة الدراجة النارية تمنح المرأة ثقة بالنفس "كما أن محبة الناس وثقتهم بك تشعرك بالفخر والسعادة، فهو شعور جميل جداً أن تجدين الرجال والنساء على حد سواء يثقون بك وبقدراتك".
وتوجه رنا كرزي رسالة لكل النساء يشعرن بالخوف من ركوب الدراجة النارية، وتلفت إلى عدد ممن يتدربن لديها "هناك الكثير من النساء أدربهن ولا يزلن يشعرن بالخوف، فأقول لهن لا تخافن فقط عليكن أن تنفذن كافة القواعد التي أعرفكن عليها".