رحلة سيلا مع رواية القصص

عالم القصص الجميل والممتع، هي رحلة حياة طويلة لا نهاية لها. ومن جوهر القوالب التي اعتمدتها القصة على مر الأزمان، فإنها تخبرنا بضرورة الخروج عن تلك القوالب واكتشاف عوالم جديدة

زينب بهليفان
إزمير- . وإن صح التعبير فإنها بمثابة رحلة سفر.. سيلا توب جام، تحيلنا إلى أفق وخيالات القصة في عالم خارج الزمن. أناس من الأزمان الساحقة وحتى يومنا هذا، أناس من كل الأعمار يتجاوزون الحدود والأمكنة ويدعوننا إلى رحلة سفر خاصة.
تحدثنا إلى سيلا توب جام حول نشاطاتها، وعن أسلوبها العذب والسلس في الإلقاء، وكذلك عن نشاطاتها الخاصة بالأطفال، وحول رحلتها المؤثرة وحول مدرسة القصة التي سميت باسمها.
"الخيال يسافر بالمرء إلى كافة أنحاء العالم"
حصلت سيلا توب جام على إجازة في التمثيل من جامعة سليمان ديمرال في قسم فن التمثيل، وذلك في عام 2018. وهي بنفسها تعترف أنها لم تكبر مع القصص والحكايات. والحقيقة إنني عندما سمعت هذا الأمر من شخص حول القصص إلى محور حياته اليومية، استغربت كثيراً. نشأت علاقة سيلا مع القصة أول مرة مع ولادة ابنتها. تتحدث عن رسالة التخرج التي أعدتها في تلك الفترة والتي كانت حول "إعداد الرواة ورواية القصة في يومنا الراهن"، وفي تلك الرسالة تتحدث عن ظهور أول علاقة لها مع عالم القصة. 
في مدرسة القصة والتي سميت باسم سيلا، بدأت سيلا توب جام بتدريب طلابها على فن رواية القصة. طلاب ورواد هذه المدرسة من جميع المستويات الدراسية. وهدفها من إنشاء المدرسة هو إعداد رواة قصة محترفين يستطيعون رواية القصص في الأماكن المفتوحة، أي في الخارج. والعديد من الأشخاص انتسبوا إلى هذه المدرسة لأغراض وأهداف مختلفة.
وحول القصص واختلافها تقول سيلا توب جام "استطيع أن أقول أن كل شيء تغير مع ولادة ابنتي. وفي تلك الفترة تحديداً دخلت القصص إلى حياتي. قبل تلك الفترة كنت أهتم بمطالعة الكتب وقراءة القصص. وعندما ولدت ابنتي، فإن أدب الأطفال صار من بين أولوياتي. وفي تلك الفترات لم أكن قد سمعت أن هناك شيء اسمه رواية القصة. هناك فرق واختلاف كبير بين رواية القصص وقراءة الكتب. فعندما يروي أحدنا القصة فإننا ننظر إلى أعين بعضنا البعض. وأثناء رواية القصة أو الاستماع إليها تنشأ طاقة مختلفة. وفي تلك الأجواء فإن الإنسان يسافر عبر الخيال، يسافر عبر العالم أجمع. وفي تلك الأجواء وفي الفترات التي تليها تنشأ علاقة بين الإنسان والقصة".
 
تنحدر من أقدم الثقافات
وتفيد سيلا توب جام أن أصحاب العديد من مجالات العمل الأخرى، أبدوا تجاوباً وانسجاماً مع احتراف رواية القصص، كما نوهت إلى أن هذا الأمر ينحدر من أقدم الثقافات، وتضيف أيضاً: "أنظم ورشات عمل دورية ومنتظمة منذ عام 2017 وحتى الآن، إضافة إلى اهتمامي بالقصص القديمة فإنني أروي القصص عبر الرموز والإشارات. فعلى سبيل المثال، صديقي افة الماس يعطي دروساً عن الرموز والإشارات، وأنا أدرس الخطابة أو الإلقاء. خلال هذه الفترة شاركت في العديد من النشاطات المشتركة. وقد تبادلنا مع بعضنا البعض جميع ملاحظاتنا، ومعلوماتنا، ودراساتنا، لتكون بمثابة بداية مرحلة جديدة. في مدرسة القصة، يتم تدريس دروس نظرية وأخرى عملية، وفق برنامج عمل مختلف ومميز. هدفنا هو حث الأشخاص الذين ينتسبون للمدرسة، على أن يعيشوا خيالاتهم، ونحن بدورنا نرشدهم إلى الطريق من خلال تجاربنا الشخصية".
 
"معاني الرموز الموجود في القصص مهمة"
تقول سيلا توب جام أنه عندما يتم الحديث عن رواة القصة، فإن أول ما يتبادر إلى الذهن هو صورة رجل متقدم في العمر، ولكن في يومنا الراهن، فإن معظم رواة القصص في المدن هم من النساء ممن تتجاوز أعمارهن 30 عاماً، والمتدربات بشكل جيد، وتتابع حديثها قائلة "في كل العصور، تظهر القصص دائماً أن الأميرات اللواتي يتم انقاذهن ضعيفات. وهذا الأمر تبلور جراء مشاهدتنا للنماذج التي تقدمها أفلام (ديزني). ولكن أثناء قراءة القصة من الكتاب، فإنك ترى أو تشعر بأميرة لم يكتب عنها أحد أو لم يتحدث عنها أحد. بلا شك أن هناك معايير عامة في القصص، ولكن عندما يتمعن الإنسان في القصص، يدرك أن القصة من أقدم النتاجات الثقافية. 
أثناء رواية القصة، إذا كان راوي القصة مستاءً، أو يقدم نفسه وكأنه شخص ضعيف، وقتها تظهر المشاكل. ولكن المشكلة ليست في القصة، بل في الشخص الذي يروي القصة. كل ما أصبوا إليه وأتمنى ان أحققه، هو أن يتم فهم واستيعاب القصص عبر الرموز والإشارات وألا تتحول إلى أداة للتضليل".