رهام هجو: استهداف الإيزديات وسيلة للقضاء على المجتمع وثقافته ومعتقداته
تسعى الإيزيديات برغم كل التهديدات والمجازر التي تعرضن لها عبر التاريخ إلى مواصلة النضال من أجل حريتهن وإيصال قضيتهن إلى العالم.
زهور المشرقي
تونس ـ عبرت عضو حركة حرية المرأة الإيزيدية عن غضبها من استمرار التنكيل بالنساء الإيزيديات إذ لا يمر يوم إلا وتُقتل وتُغتصب امرأة، في ظل الصمت الدولي المستمر وتقاعسه عن ملاحقة الجناة ومحاكمتهم دولياً.
قالت عضو حركة حرية المرأة الإيزيدية رهام هجو لوكالتنا على هامش مشاركتها في المؤتمر العالمي الثالث للنساء القاعديات الذي تحتضنه العاصمة تونس، أن المجتمع الإيزيدي واجه مئات المذابح والإبادات الجماعية حيث أصبح العالم يعرف هذا المجتمع عبر الإبادة لا عبر ثقافته ونشاطاته وإيمانه بالمساواة بين الجنسين وبالحرية.
وذكّرت رهام هجو بالإبادة التي تعرض لها الإيزيديين على أيدي مرتزقة داعش عام 2014 "لقد سببت تلك الإبادة صدمة حقيقية للإيزيدين حيث قُتل وخُطف الآلاف وأخذ العشرات كعبيد وتم تجنيد الأطفال قسراً كجنود 'خلافة' علاوة على جرائم اغتصاب النساء وطرد حوالي 200 شخص يعيشون اليوم في ظروف مأساوية بائسة في مخيمات إقليم كردستان".
وأوضحت أن الجرائم التي ارتكبت بحق الإيزيديين تمثّل إبادة حقيقية يجب ملاحقة الجناة عليها دولياً، لافتةً إلى أن مجلس النواب الأمريكي ووزارة الخارجية ونواب البرلمان الأوروبي والبرلمان الفرنسي قد اعترفوا جميعاً بهذه الإبادة الجماعية وبقي أن يحاكم المجرمون أممياً.
وأشارت إلى أن استهداف الإيزيديات والتنكيل بهن وقتلهن وسيلة للقضاء على المجتمع وثقافته ومعتقداته "قام مرتزقة داعش باغتصاب النساء وبيعهن كعبيد وسبايا أو إجبارهن على الزواج، فضلاً عن الضغوطات لاتباع قواعد الإسلام الراديكالي، كما عمد المرتزقة إلى إجبار أبنائهن على تلقي أفكار داعش المتطرفة، في حين واجهت النساء اللواتي عارضن أوامر المرتزقة عقوبات قاسية أدت إلى قتلهن والتنكيل بجثثهن، كما انتحرت عشرات النساء بقطع المعصم أو رمي أنفسهن من أعلى المرتفعات هروباً من التنكيل والممارسات البشعة التي فرضها داعش، وهي مآسي كثيرة عاشتها النساء في مناطقنا لا يعلم عنها العالم إلا القليل اليسير".
ولفتت إلى تعرض الإيزيديات للإساءة والظلم والاضطهاد أكثر من جميع نساء العالم، وحان وقت رد الاعتبار لهن وتدوين نضالاتهن وتخليد مساهمتهن في تحرير الأرض.
وتطرقت رهام هجو إلى مساعي تركيا المستمرة للقضاء على الشعب الإيزيدي كما فعلت في شمال كردستان، مؤكدةً على أن النضال لا يزال مستمراً لإفشال تلك المخططات العدوانية تجاه المنطقة ككل، مشيرةً إلى أن الهجمات التركية التي تزعم الأخيرة أنها تستهدف بها حزب العمال الكردستاني؛ كل ضحاياها من السكان الإيزيديين المحليين في شنكال بإقليم كردستان، مذكرة بأحداث مستشفى سيكيني في آب/أغسطس العام الماضي التي أسفرت عن مقتل ممرضة وعاملين بالمستشفى وطفل، معتبرةً أن تلك جرائم حرب وفقاً لنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
وأوضحت أنه خلال الإبادة الجماعية التي ارتكبت بحق الإيزيديين على أيدي مرتزقة داعش، راح ضحيتها حوالي 3504 امرأة و2869 رجلاً، فيما لا يزال 2941 في معتقلات داعش، كما تسبب بنزوح حوالي 360 ألف شخص من بينهم 200 ألف لا يزالون في مخيمات إقليم كردستان، وعشرة آلاف شخص غادروا العراق، لافتةً إلى أن تلك الأرقام تدل على بشاعة ما ارتكبه المرتزقة.
واعتبرت أن التهديد الأول بعد الإبادة هو استمرار الاستهدافات التركية العشوائية التي راح ضحيتها عشرات المدنيين، داعيةً الحكومات العربية والغربية إلى التضامن مع هذا الشعب الذي يعاني بسبب هويته وعقيدته.
وأكدت رهام هجو على أنه بالرغم من كل المآسي التي عاشها الشعب الإيزيدي إلا أنه لا يزال صامداً متمسكاً بحقه في الأرض، ولن يقف مكتوف الأيدي تجاه أي تصرفات عدوانية تحاول استهدافه مجدداً.
ودعت النساء من مختلف أنحاء العالم إلى التضامن مع الإيزديات والتحرك من أجل استكمال تحرير من اختطفهن المرتزقة، مشيدةً بنضالات النساء في شنكال رغم كل الحزن والألم والاقصاء والتهميش والتهديدات.
ونوهت في ختام حديثها إلى أنها شاركت في المؤتمر الثالث للنساء القاعديات الذي نظم في تونس العاصمة، لإبراز نضال الإيزيديات وقوتهن وصمودهن برغم سياسة التهجير والتنكيل لكنهن بقين صامدات مقاومات لا يعرفن التراجع من أجل حريتهن وحرية منطقتهن.