رغم قلة الإمكانيات وإيماناً بإمكانية العلاج... دعم مرضى السّرطان مُستمر

في بعض حالات السّرطان لا يكون العلاج مستحيلاً، ولكنه صعب لعدم توفر الأجهزة والإمكانيات، إلا أنَّ الدّعم لمرضى السّرطان يجب ألا يتوقف، وخاصة للأطفال الذين يكون الألم أشد عليهم، لذا تعمل جمعية الأمين وعدد من الأطباء على تقديم المساعدة اللازمة للمصابين بهذا المرض

شيرين محمد 
قامشلو ـ في بعض حالات السّرطان لا يكون العلاج مستحيلاً، ولكنه صعب لعدم توفر الأجهزة والإمكانيات، إلا أنَّ الدّعم لمرضى السّرطان يجب ألا يتوقف، وخاصة للأطفال الذين يكون الألم أشد عليهم، لذا تعمل جمعية أمين وعدد من الأطباء على تقديم المساعدة اللازمة للمصابين بهذا المرض.
"أنت مُصاب بالسَّرطان" جملة تبث الرَّعب في نفوس الكبار قبل الصّغار حول العالم، وفي شمال وشرق سوريا رغم قلة الإمكانيات، تعمل الجمعيات والكوادر الطّبيّة المُتخصصة لمساعدة ودعم مرضى السّرطان ولا سيما الأطفال منهم. 
 
"أمين" جمعية تُعنى بالأطفال المصابين بالسَّرطان 
الإدارية في جمعية أمين لرعاية الأطفال مرضى السَّرطان يارا خليل، قالت إن جمعيتهم خيريّة غير ربحيّة، تأسست في 14 حزيران/يونيو 2021، بهدف رعاية الأطفال مرضى السّرطان "نقدم لهم المُستلزمات الطّبيّة الشّاملة مجاناً كالأدوية، وأكياس الدَّم، والسَّفر ذهاباً وإياباً إلى دمشق براً وجواً".
وتبين أنهم حصلوا على أسماء المرضى في بداية عملهم من الأطباء المُختصين في المنطقة، ووصلوا إليهم عن طريق الكومينات، وتتراوح الأعمار التي لديهم بين السّنة والـ 18 عاماً، "أغلب الأطفال أشقاء، ولكن العدد ليس كبير، لأن العديد من الأطباء رفضوا اعطائنا أسماء المرضى بسبب سرية العمل".
وفي المقابل كان هناك أطباء ساعدوا وسهلوا الوصول إلى المرضى، فكان لهم علاقات وثيقة بالجّمعية، وتولوا علاج العديد من الحالات من دون مقابل، "نحصل على الأدوية من الهلال الأحمر الكردي، إذ نُعطي المرضى بطاقة وهم يذهبون لاستلام علاجهم، بعد صرف الكّمية المُناسبة لهم".
ومنذ بداية افتتاح الجّمعية نَظمت العديد من الفعاليات أبرزها حفلة ترفيهيَّة للأطفال، "تضمنت مجموعة من الألعاب كالأسئلة والأجوبة، وتقديم الهدايا الرّمزية، كما وقدمنا قرطاسية وملابس مدرسية للأطفال في إحدى حملاتنا، ونجهز لافتتاح أكاديمية تعليمية وترفيهية لأطفال مرضى السّرطان".
"لدينا ثماني أعضاء، ونعمل ضمن قامشلو فقط في الوقت الحالي، لأننا حصلنا على الموافقة، ولكن نعمل للحصول عليها في كل من الحسكة والدرباسية، وعامودا، وكافة مناطق شمال وشرق سوريا".
وبشكل غير متوقع تعاون النّاس معهم في بداية افتتاح الجّمعية، "التّفاعل كان كبيراً، والحماسة عالية، ونستمر بدورنا بمتابعة مرضانا عن طريق التواصل مع الأطباء المُختصين، لمعرفة مستوى تحسنهم والمشكلات التي يعانون منها، ولدينا ثلاثة مصابين يتحسنون بشكل كبير". 
وأكدت على أنهم يتجنبون ذكر اسم المرض أمامهم "هناك أطفال غير قادرين على تقبله وتحمله، وفي مبادرة طيبة كان هناك طفل قص خصلة من شعره وقدمها للأطفال المرضى تضامناً معهم، وهذا شكل دعماً لهم، ونعمل على عقد ندوات لتوعية الأهالي بكيفية التّعامل مع أطفالهم وإخبارهم بالمرض".
وتعمل الجّمعية على تأمين مسكن للأطفال الذَّين يذهبون إلى دمشق لتلقي العلاج، لتقليل التّكاليف الملقاة على عاتق عوائلهم، بالإضافة إلى العديد من المشاريع الأخرى التي يسعون لتنفيذها قريباً، كما قالت.
واختتمت يارا خليل بالقول إن "هناك عوائل يرفضون أن نقدم لهم الدّعم بسبب كبريائهم، أرجوا منهم التّفكير بمصلحة أطفالهم، وعلى الأقل يسمحوا لنا بتقديم الدّعم النفسي للأطفال المُصابين بالسّرطان".
 
سرطان الدّم في نقي العظام والجهاز اللمفاوي علاجه ليس مستحيلاً 
أما أخصائية أمراض وأورام الدَّم الدّكتورة مريم عبد الحكيم أحمد، تبين أن سرطان الدّم يتكون في الأنسجة المسؤولة عن إنتاج خلايا الدم والتي تشمل نقي العظام والجهاز اللمفاوي، "تستبدل الخلايا الطبيعية الناضجة بأخرى غير ناضجة وغير قادرة على القيام بعمل الأولى، وذلك يسبب مجموعة من الأعراض كنقص الوزن وفقدان الشَّهيّة، والتّعب، والوهن العام، وارتفاع الحرارة، والكدمات، ونقص الصَّفيحات، وزيادة أو نقصان تعداد الكريات البيض، وضخامة العقد اللمفاوية والكبد والطّحال".
وعن أنواع سرطان الدّم قالت "سرطان دم حاد فيه ابيضاض لمفاوي حاد وابيضاض نقوي حاد، سرطان دم مزمن وفيه ابيضاض نقوي مزمن وابيضاض لمفاوي مزمن، لمفومات، إضرابات نقي تكاثرية".
أما الأسباب فهي مختلفة "بعض الدّراسات ترجح أنها ناجمة عن عوامل وراثية، وأخرى عن عوامل بيئية كالتعرض للأشعة، وبهذا يختلف العلاج بين كيميائي وشعاعي، حسب الحالة ونوع السّرطان".
وأضافت "بعد استجابة المريض للعلاج الكيمائي أو الشّعاعي، نقوم بزرع نقي للعظام، النّتائج إيجابية، فبعض الحالات تعالج بشكل تام، في فترة من الفترات توقف زرع النقي في سوريا وعاد منذ فترة في دمشق".
وتبين أن مشكلة أمراض أورام الدّم في قامشلو تكمن في عدم وجود جهاز فصل دم، "يحتاج المريض بعد العلاج الكيميائي وقبله لكريات حمر مركزة وبلازما، وصفيحات، ولا يتوفر في المنطقة سوى جهاز فصل دم واحد موجود بالحسكة، ولا يستطيع تغطية حاجة كل المرضى".
وقالت مريم أحمد عن تشخيص مريض سرطان الدّم "نشخصه بالفحص السّريري، والتّحاليل الدموية، بالإضافة إلى حاجته لخزعة عظم، وإجراء تحاليل تلوينات مناعية على خزعة العظم، أو تحليل فلوسايتوميتري، ومع الأسف بعض هذه الإجراءات غير متوفرة هنا".