رغم كافة الصعوبات... نازحات مخيم واشوكاني تقاومن منذ خمس سنوات

تتحمل نازحات سري كانيه مشاق التهجير وقسوة النزوح وجميع الظروف المعيشية الصعبة في سبيل العودة إلى أرضهن.

دلال رمضان

الحسكة ـ تعيش النازحات في مخيم واشوكاني ظروفاً صعبة داخل خيم تفتقر لأبسط مقومات الحياة، وبالرغم من ذلك تتحملن مشاق التهجير وقسوة النزوح التي فرضت عليهن في سبيل العودة إلى أرضهن.

احتلت تركيا ومرتزقتها مدينة سري كانيه/رأس العين وكري سبي/تل أبيض في 9 تشرين الأول/أكتوبر من عام 2019، مستخدمة كافة الأسلحة المتطورة ومنها المحرمة دولياً ضد المدنيين العزل، وقتلت المئات من الأطفال والنساء وشردت الآلاف منهم، ونهبت وسلبت كافة ممتلكاتهم وأراضيهم، ولإيواء هؤلاء النازحين قسراً افتتحت الإدارة الذاتية بمقاطعة الحسكة في إقليم شمال وشرق سوريا مخيم واشوكاني شمال غرب الحسكة بـ 12 كم، الذي تفقد فيه معظم المهجرات قسراً الأمان والراحة وانعدام الخصوصية، فالحمامات مختلطة والخيم متلاصقة مع بعضها البعض، وتزداد معاناتهم مع قدوم فصل الصيف وانقطاع المياه.

قالت الرئيسة المشتركة بمخيم واشوكاني ملك الصالح "يعيش نازحي مخيم واشوكاني والذي جلهم من الأطفال والنساء ظروف إنسانية صعبة وخاصة مع قدوم فصل الصيف بسبب ارتفاع درجات الحرارة وقلة المياه وانقطاعها عن مدينة الحسكة بأكملها من قبل الاحتلال التركي وانقطاع التيار الكهربائي نتيجة استهداف البينة التحتية، بالإضافة إلى تقاعس المنظمات الدولية عن تقديم المساعدة لهم".

وأوضحت أنه مع قدوم فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة تنتشر الحشرات في المخيم ويشتكي الأهالي من هذه الآفة التي تسبب العديد من الأمراض في ظل قلة مياه الشرب والنظافة.

وأشارت إلى أنه منذ تأسيس المخيم قدمت الإدارة الذاتية في إقليم شمال وشرق سوريا المساعدة للنازحين حسب إمكانياتها المحدودة "المخيم أنشأ منذ خمسة أعوام وبالرغم من ذلك تحاول الإدارة تقديم المساعدات للأهالي".

وطالبت المنظمات الدولية والإنسانية بالتوجه إلى المخيمات وتقديم يد العون والمساعدة للأهالي "إلى يومنا هذا لم تعترف بعض الدول والمنظمات بوجود مخيم لنازحي سري كانيه بالرغم من وجود 17 ألف نازح/ة في المخيم" مبينة أنه "بسبب الوضع الاقتصادي الصعب تلجأ العديد من الأمهات إلى جانب الأطفال للعمل خارج المخيم في الأراضي الزراعية كعمال مياومة، السبب الذي أدى إلى تسرب العديد من الطلاب من مدارسهم".

 

 

وبدورها قالت النازحة من مدينة سري كانيه/رأس العين خولة السالم القاطنة في مخيم وشوكاني "بالرغم من الخدمات التي قدمتها لنا الإدارة الذاتية نواجه معاناة وصعوبات كبيرة، ويزداد الوضع سوءاً يوماً بعد يوم بسبب القصف المستمر للاحتلال التركي".

وأكدت على المقاومة والنضال وتمسكها بأرضها رغم كافة الصعوبات التي يعيشها الأهالي في المخيم "نحن النساء أكثر شريحة تضررت إثر الحرب ونعيش حياة صعبة داخل المخيم، لأنه يقع على عاتقنا المسؤولية الكبرى من التحمل والمقاومة إلى حين العودة إلى أرضنا ومنازلنا، فدائماً المرأة هي المتضرر الأول لجميع الحروب والظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة".

وأوضحت "أن السكن في المخيم يؤثر وبشكل سلبي علينا نفسياً وجسدياً، لذا نطالب المنظمات الإنسانية والدولية بتقديم يد العون لنا والعمل من أجل عودتنا إلى بيوتنا، وإنشاء مراكز ترفيه للأطفال الذين تأثروا كثيراً نتيجة الاحتلال والقصف المستمر"، قائلةً "نتمنى العودة إلى منازلنا، فنحن شعب مقاوم وسنقاوم حتى الرمق الأخير من أجل العودة".

 

 

ومن جهتها قالت رويدا مستو من مدينة سري كانيه "نحن مقبلون على فصل الصيف والخيم التي نعيش فيها لا تتحمل حرارة الصيف ولا برودة الشتاء وتتطاير مع الرياح القوية وتغرق مع هطول الأمطار، ومع ذلك نتحمل كافة الظروف والصعوبات حتى نعود إلى مدينتا وأرضنا".