رغم بساطتها... نازحات في إدلب تتضامن مع غزة بالإمكانيات المتاحة

بعد 47 يوماً من الهجمات، دخلت هدنة إنسانية حيّز التنفيذ في قطاع غزة الذي يعيش كارثة إنسانية والتي ستستمر 4 أيام بين إسرائيل وحركة حماس.

هديل العمر

إدلب ـ استجابت نازحات في إدلب لدعوات التبرع للتضامن مع أهالي غزة المحاصرين منذ 48 يوماً في ظل القصف المستمر، وساهمن وفق الإمكانيات المتوفرة ورغم الأوضاع الصعبة التي يعشنها في مخيمات النزوح، بمحاولة رفع بعض المعاناة عن أهالي القطاع.

رغم تعرض مناطقهن إلى القصف العنيف جراء الحرب بين حكومة دمشق والمعارضة، سقط على إثرها عشرات القتلى والجرحى، ونزح أكثر من 200 ألف مدني إلى مناطق أكثر أماناً، تبرعت النساء بما تملكهن من إمكانيات بسيطة في ظل الوضع الصعب الذي تعشنه.

"دعواتنا وقلوبنا مع أهالي غزة" هكذا عبرت النازحة نجوى العبد الرحمن (32) عاماً عن تضامنها مع الفلسطينيين، وأضافت إنهم "يمرون بما مررنا به سابقاً، حين تم قصف مدننا وقرانا وقتل أبنائنا وهجرنا من ديارنا".

حملت نجوى العبد الرحمن بعض المواد الغذائية التي توفرت في خيمتها للتبرع فيها لأهالي غزة، ووضعتها في مسجد المخيم الذي يجمع تلك التبرعات ضمن حملة أطلق عليها "غزة جرحنا واحد" ليرسلها عبر منظمات إنسانية إلى غزة.

كما لم يمنع ضيق أحوال سارة البكر (28) عاماً التي تقيم في مخيمات دارة عزة شمال إدلب، المادية من التبرع ولو بالقليل لأهالي غزة، وقالت "نبكي دماً لما يتعرض له النساء والأطفال في غزة من قصف وإجرام، ولو استطعنا أن نفديهم بأرواحنا لفعلنا".

وأشارت إلى صعوبة العيش، فقلما يجد زوجها عمل يعيل به أبنائه، ومع ذلك آثرت التبرع بثمن كيس الخبز الذي كانت ستجلبه لأطفالها وهو عشر ليرات تركية لم يكن لديها غيرها لأهالي غزة، وكانت تتمنى أن تملك المزيد من المال لتساهم به في رفع بعض المعاناة عن أهالي غزة، الذين يواجهون حرب إبادة من قبل إسرائيل.

من جهتها تشعر النازحة براءة الشيخ موسى (35) عاماً بالفخر بابنتها لمى البالغة من العمر ثمان سنوات التي فتحت حصالتها التي استمرت في جمع أموالها لأشهر وانطلقت بها للتبرع لأطفال غزة، الذين يواجهون القصف والموت ولم تشفع لهم براءة طفولتهم لإيقاف ما يتعرضون له من إجرام.

وقالت "جمعت ابنتي المال بغية شراء بعض الملابس الجديدة لارتدائها أثناء ذهابها إلى المدرسة بدل ثيابها البالية، ولكن ما شاهدته من مآسي في غزة على مواقع التواصل الاجتماعي دفعها للتبرع بما جمعته متناسية هدفها الأساسي في جمعها".

وأكثر ما لفت انتباه براءة موسى ذاك التعاطف الكبير من قبل أطفال المخيمات مع أطفال غزة، والذي ظهر من خلال تبرعاتهم بمصروفهم البسيط في أغلب الأحوال، ما يعكس اهتمام الأطفال في إدلب بالقضية الفلسطينية وشعورهم بالآخرين لما سبق ومروا به من أهوال القصف والنزوح في إدلب، على حد تعبيرها.

ولاقت غزّة تأييد وتضامن كبير، حيث برز ذلك ليس فقط بجمع التبرعات التي بلغت قيمتها حوالي 350 ألف دولار بحسب هيئة الدعم الفلسطيني العاملة في الشمال السوري، وإنما أيضاً في المظاهرات والمعارض الفنية والرسوم الجدارية.

واعتبرت نازحات أن ما قمن به من تبرعات ما هي رداً للدين لأهالي القطاع المحاصر، الذين سبق وشاركوا بقوة في حملات تحت عنوان "يداً بيد" تبرعوا من خلالها لأهالي الشمال السوري في أوقاتهم العصيبة السابقة، وشملت تقديم الأموال بالإضافة للتبرع بالدم.