رغم العراقيل والصعوبات تمكنت من النجاح في مجال النشر
خاضت الصحفية حذامي خريف مغامرة تأسيس دار خريّف للنشر رغم الصعوبات، لتجد تشجيعاً خاصاً من الكاتبات.
نزيهة بوسعيدي
تونس ـ هناك مجالات تحقق فيها المرأة التوازن والإضافة مقارنة بالرجل عندما تكون في موقع القرار، ولعل مجال النشر والصحافة والإعلام أحدها فالمرأة تستطيع طرح مواضيع تهم بنات جنسها والطفولة والأمومة والصحة بطريقة أفضل كونها تتعامل معها عن قرب.
أوضحت الصحفية حذامي خريّف أنها بدأت العمل في عالم النشر من الصحافة المكتوبة حيث عملت مع جريدة العرب اللندنية ومع عدة مواقع أخرى، رغم أنها لم تدرس الصحافة بل درست الترجمة والأدب الإنكليزي "بحكم نشأتي بمحيط فيه كتّاب وصحفيون أصبحت لديّ خلفية لممارسة مهنة الصحافة وتدرّجت في جريدة العرب حتى وصلت إلى منصب مديرة تحرير، وبعد تجربة طويلة كتبت الكثير من المقالات الثقافية".
وبينت أن فترة كورونا كانت فترة للتفكير في إعادة صياغة الحياة، فخلالها لاحظت أنه لدي الكثير من الكتب والمخطوطات والمؤلفات لوالدي الشاعر عبد الحميد خريف وأعمامي، ففكرت في كيفية الاستفادة منها، فاقترح عليّ المستشارين بدار النشر فكرة تأسيس دار النشر "خريف" وكانت البداية بديوان والدي (عصافير البحر لا تبكي)".
وأشارت إلى أنه ما لفت انتباهها هو التشجيع الذي تلقته من الكاتبات اللواتي نشرت كتبهن ومنهن رواية "رحيل أريس" للكاتبة الليبية فاطمة سالم الحاجي و"الجسد والسرد" للكاتبة التونسية بسمة بن سليمان، والكاتبة كلثوم عيّاشية التي كتبت قصة للأطفال تتحدث عن الاختلاف وهي قصة كلها رموز حيث طرحت سؤالاً في أحد صفحات الكتاب "ألا يمكن أن يكون لون الشر أزرقاً أو أخضراً أو أصفراً؟ في إشارة إلى أن اللون الأسود ليس شراً، كما تم نشر كتاب حول شيرين أبو عاقلة وهو مجموعة من المقالات التي كتبتها الصحفية آسيا العتروس في ذكرى اغتيالها، ونشرت العديد من البحوث والدراسات المهمة التي تؤرخ فترة مهمة في تاريخ تونس والشرق العربي والقضية الفلسطينية.
وحول الصعوبات التي واجهتها بينت أن "إحدى الصعوبات تتمثل في عقلية الناشر وردة فعله، بالإضافة إلى ضعف التشجيع فالمكتبات لا تضع عناوين دار النشر غير المعروفة في الواجهة، وضعف إقبال التونسيين على القراءة شكل عائقاً آخر".
وقالت إنه يمكن عبر الفضاء الإلكتروني المساعدة على قراءة الكتب فالجميع بات يعتمد على مواقع التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا، لذلك قررنا إنشاء منصة رقمية تمكن القارئ من قراءة الكتب وشرائها إلكترونياً بسعر أقل من الورقي الذي ترتفع تكلفته بسبب ارتفاع تكاليف الطباعة وغلاء الورق "لا زلنا نعمل بطرق تقليدية على غرار الترويج بالمعارض كما على الكاتب أن يأتي إلينا عوض أن نذهب إليه".
وأكدت أن طريقة تقديم الكتاب ونشره بشكل جيد مهمة أكثر من الاهتمام بعملية الترويج والبيع "رغم أن المصممة تلفت انتباهي إلى أن تغيير واجهة الكتاب تزيد في كلفته إلا أني أصرّ على التغيير".
وقالت إن المرأة في مواقع القرار تواجه انتقادات على غرار أنها لا تفهم في السياسة وأنها غير قادرة على التسيير "خلال عملي في مجال النشر واجهت العديد من المضايقات كوني فتاة دخلت مجال صعب "للأسف العقلية الذكورية موجودة في تونس ونسبة العنف المسلط ضد المرأة في تزايد".
وحول تقييمها لمكانة المرأة بعد عام 2011 قالت محدثتنا منذ ذلك التاريخ باتت الكثير من المكاسب مهددة "ففي تونس كنا نناقش كيفية التقدم بمجلة الأحوال الشخصية وبعد عام 2011 أصبحنا نفكر في الحفاظ على المكتسبات وبلغنا مرحلة الدفاع عن مجلة الطفل وعن حقوق النساء وعن المساواة".