رغم الحروب والأوضاع المتردية في ليبيا... الأطقم الطبية النسائية تؤدي عملها

أثرت الحروب والانقسام السياسي بين الحكومات المتعاقبة على قطاع الصحة في ليبيا بشكل عام.

هندية العشيبي

بنغازي ـ تردى الوضع الصحي في ليبيا بشكل كبير منذ عام 2011، وأغلقت العديد من المستشفيات والمصحات والعيادات الخاصة والعامة، كما لم يعد يتم العمل في بعضها بسبب الدمار الذي لحق بها أو النقص في الموارد، إضافة إلى النقص في الأطقم الطبية والمساعدين ذوي الخبرة والنقص في الأدوية والمعدات الأساسية.

رغم العجز الذي شهدته المستشفيات وتردي الوضع الامني داخلها ووقوعها في مناطق اشتباكات مسلحة بين الأطراف المتصارعة في ليبيا خلال الأعوام الماضية، إلا أن الأطقم الطبية والمساعِدات لم تتقاعسن في تقديم الخدمات الصحية للمواطنين في أكثر الظروف خطراً على سلامتهن وصحتهن.

تقول ربيعة زيدان أخصائية أنف وأذن وحنجرة أن الأطقم الطبية والطبية المساعدة موجودة داخل المصحات والمستشفيات في كل الظروف، خاصة خلال الحروب وخلال جائحة كورونا التي أثرت على عمل قطاع الصحة في ليبيا، موضحة أن العناصر الطبية النسائية كانت حريصة على تقديم الخدمات والمساعدة للمرضى رغم الوضع الصحي المتردي بالإضافة للوضع الأمني الهش.

 

 

وحول الصعوبات التي تواجه العناصر الطبية النسائية خلال أدائها لعملها قالت حنين القزيري فنية أشعة طبية أن عدم توفر الإمكانيات والنقص الحاد في المواد والأدوية وكذلك الأفلام الخاصة بالتصوير الإشعاعي والملابس الطبية الخاصة بالحماية من الأشعة بكافة أنواعها، تعتبر من التحديات الكبيرة التي تواجه العناصر النسائية في عملهن، مؤكدةً أن العناصر الطبية النسائية تعمل بكامل جهدها لمساعدة المرضى وتقديم الرعاية الصحية اللازمة لهم، رغم هذا النقص.

 

 

عائشة السليماني فنية تحاليل طبية، قالت إن العناصر الطبية النسائية تعمل بشكل متواصل من خلال الأقسام المختلفة بالعيادات والمستشفيات، لكنها تجد صعوبة في العمل خلال الفترات المسائية، بسبب الوضع الأمني أو الالتزامات الخاصة لدى بعض النساء والتي تعيق أو تمنع عملهن خلال تلك الفترات، وقالت "لايزال المجتمع غير متقبل لعمل النساء في الفترات المسائية بالمستشفيات العامة والخاصة".

وبينت أن العناصر الطبية والطبية المساعدة النسائية قد تتعرض للاعتداء اللفظي أو التوبيخ من قبل بعض المرضى لعدم اتمام الإجراءات الخاصة بهم في بعض الأقسام، أو لعدم توفر المواد اللازمة لإجراء التحاليل الطبية، ما يعرضهن للعنف والأسلوب الفظ، حسب قولها.

وطالبت السليماني خلال حديثها السلطات المختصة بضرورة تطوير الكادر الطبي من أطباء وممرضين وفنيين، لتحسين أدائهم والتقليل من الاعتماد على العمالة الأجنبية.

يوجد في ليبيا أكثر من 150 مستشفى ومركز طبي عام، موزع على كامل المدن والمناطق، بالإضافة للعشرات من المستوصفات إلا أن معظمها يفتقر للتجهيزات والمستلزمات الطبية كذلك الصيانة الدورية.