رغم الغلاء أهالي شمال وشرق سوريا يستعدون لاستقبال عيد الفطر
يستعد أهالي شمال وشرق سوريا لاستقبال عيد الفطر، عبر صنع الحلويات وشراء الملابس للأطفال، على الرغم من غلاء الأسعار ومعاناة المهجرين.
روبارين بكرـ سيبيلييا الإبراهيم
مركز الأخبار ـ
يأتي عيد الفطر حاملاً معه السَّعادة، فكلمة فطر تعني كسر الصَّيام بعد انتهاء شهر رمضان، ولأهالي شمالي وشرق سوريا طقوس خاصة بهم إذ يذهب الناس إلى القبور في صباح اليوم الأول منه، وبعدها يجمع الأطفال السّكاكر من المنازل، ويتبادل الأقارب والأصدقاء الزّيارات للتهنئة به على مدار أيامه الثلاث.
يمر هذا العام عيد الفطر الرابع على أهالي عفرين المهجرين، وفي كل عام يتمنون أن يحتفلوا به في مدينتهم التي خرجوا منها مجبرين صوب الشهباء ليسكنوا الخيام بعد طردهم من قبل الاحتلال التركي ومرتزقته عام 2018.
تقول صاحبة محل للملابس في مخيم سردم بمقاطعة الشَّهباء بشمال وشرق سوريا هيفين شاكر، أن "هنالك آلاف المُهجرين، لا يشعرون بلذة العيد ففي عفرين كنا نعيش السَّعادة لأننا نحتفل بالأعياد على أرضنا، نأمل أن نحتفل العيد المقبل في منازلنا وعلى أرضنا".
لم يغب ارتفاع الأسعار عن أحاديث التحضيرات للعيد فالناس الذين يسكنون منازلهم عانوا هذا العام من ارتفاع الأسعار، وتزداد هذا المعاناة بالنسبة للمهجرين "الأطفال أكثر التَّواقين للعيد، ففيه يحصلون على ملابس جديدة، ولكن مع ارتفاع الأسعار أصبح ذلك صعباً، ففي الأعياد السَّابقة كان الإقبال أكبر على الشراء".
أما فيدان محمد معمو وهي مهجرة أيضاً فتقول إن هذا العيد هو الرابع الذي يمر عليهم وهم في الخيام "يتوزع غالبيتنا في المُخيمات، ويعيشون صعوبات جمة، إلا أن أمل العودة لا زال ينبض في عروقنا، لكن ورغم ذلك نحضر ككل عام لاستقبال العيد".
وحول هذه التحضيرات تقول "نُعد الكعك والحلويات، بشكل جماعي ونساند بعضنا البعض، وذلك لإسعاد الأطفال الذين ينتظرون قدوم العيد"، وتضيف "عيدنا الحقيقي سيكون يوم تتحرر عفرين، ولهذا وجب علينا المقاومة من أجل ذلك".
أما انتصار أحمد الفصيح ترى أيضاً أن الأوضاع الاقتصادية صعبة جداً فالجميع يعاني من الغلاء "ترتفع الأسعار نتيجة الحصار وفرض الضَّرائب على البضائع، وهذا أزم الوضع أكثر، لذا نطالب بفك الحصار، ونرجو أن يكون العيد القادم أفضل".
وتعيش مقاطعة الشهباء حصاراً خانقاً من قبل النظام السوري منذ أشهر، ولا يدخل إليها إلا اليسير من المواد الغذائية والطبية والمحروقات.
وتقول سلمى شيخ حبيب، أنهن يفضلنَّ إعداد حلويات العيد بأنفسهنَّ، على أن يشترينها جاهزة من المحال "نمزج الطَّحين، والسّكر، والحليب، والسَّمن، بشكل جيد، مع التوابل الخاصة، ونُشكلها في قوالب معينة، ونضعها في الفرن من أجل تقديمها في العيد للزوار".
وتتمنى أن تعود البسمة الصّادقة التي كانت تراها على وجوه أهالي عفرين عند قدوم هذا العيد كما كانت في السَّابق، قبل أن يهجروا من أرضهم.
يلقي الغلاء بظله على كافة مناطق شمال وشرق سوريا فأهالي منبج يعانون من الغلاء أيضاً تقول زهرة داوود، أن أجواء العيد في مدينة منبج جميلة، إلا أن ارتفاع الأسعار يُصعب عليهم شراء الحلويات، "مرَّ علينا شهر رمضان بصعوبة بسبب انقطاع المياه والكهرباء، وكذلك الغلاء إلا أن قدوم العيد يُخفف من وطأته".
وتضيف "نعيش بسلام بالمقارنة مع المناطق الأخرى، لذا في هذا العيد أتمنى أن يعم السلام على الجميع".
أما فاطمة الخليف، التي توجهت إلى السَّوق لشراء مستلزمات العيد والملابس لأطفالها، فتقول "يأتي العيد ليغرس السًّعادة في قلوب أبنائنا، لكننا نعاني من ارتفاع الأسعار فهذا العيد لم أشتري إلا القليل من الحلويات".
لعيد الفطر تحضيراته الخاصة فصنع الحلويات في المنزل ورغم ما يحمله من تعب للنساء مع الانقطاع المستمر للكهرباء، إلا أنه يبقى طقساً مهماً تحافظ عليه العائلات في شمال وشرق سوريا، تقول فتحية محمد الحمي، أنها وفي كل عام مع اقتراب العيد تبدأ بإعداد أنواع من الكعك كـ "الأقراص بعجوة، والمعمول، والبسكويت" وتتشارك مع قريباتها صنعه فالعمل الجماعي يميز عمل حلويات العيد، "باجتماعنا مع الجَّارات اللواتي يأتين لمساعدتنا، وتبادل الأحاديث، يمضي الوقت بسرعة".
أما عن الغلاء وتأثيره على أجواء العيد فتقول "ضحكة أطفالنا أغلى بكثير من الأسعار لدينا، ولكن العيد في العام الماضي كان أفضل بكثير، لأنني في هذا العيد فقدت والدتي منذ ما يقارب ثمانية أشهر، وسافرت شقيقتي إلى بلد آخر، فليس للعيد طعم من دون اجتماع الأسرة".