رفح بلا مستشفى... تدهور الأوضاع الصحية والنفسية للنساء والأطفال

أكدت عضو في لجنة حي مدينة رفح على أهمية إنشاء مشفى متكامل شامل للرعاية الطبية في مدينة رفح؛ للتخفيف من معاناة النساء وسهولة وصولهن للخدمات الصحية.

نغم كراجة

غزة ـ لايزال مئات الفلسطينيين في مدينة رفح جنوب قطاع غزة يحتاجون إلى وجود مستشفى يلبي احتياجاتهم، ويعفيهم من الحاجة إلى الانتقال لمستشفيات في مدن أخرى التي تشكل إرهاقاً على المرضى وذويهم نتيجة عدم وجود علاج ولا حتى فحوصات مخبرية.

تقول الناشطة النسوية عضو في لجنة حي مدينة رفح فريال زعرب أن الأوضاع الصحية للنساء تستاء وتتفاقم يوماً تلو الآخر بسبب خلو المدينة من مستشفى يضم كافة التخصصات الطبية، كم أن العيادات المتواجدة فيها تعد ذات إمكانيات قليلة لا تعالج الحالة بشكل طبي ولا تشخص المريض وتعالجه بشكل مباشر.

وتكمن المعاناة المضاعفة عند اضطرار المريضة أو طفلها اللجوء إلى مستشفيات قطاع غزة التي تتطلب مواصلات عالية التكلفة خاصةً في ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة وارتفاع معدلات الفقر، لافتةً إلى أن بعد المسافة التي تقطعها المريضات يعرض حياتهن للخطر بسبب عدم التدخل السريع لمداواة الحالة وإنقاذها.

وأشارت إلى أن حوالي 190 شخصاً أصيب خلال حرب "الجمعة السوداء" عام 2014، جلهم من النساء والأطفال، وقد فقد حوالي 80 شخصاً حياتهم نتيجة الإهمال وعدم وجود المستشفيات والمراكز الصحية، لافتةً إلى أن شعور الخوف والتوتر حاضر في كل الأوقات، في ظل افتقار المدينة للخدمات الطبية والمرافق الصحية.

وأكدت على أنه من الضروري إنشاء مستشفى خاص بالنساء لتشخيص حالاتهن وتقييمهن بطريقة صحيحة وتقديم الخدمات بشكل مجاني أو على الأقل فرض رسوم رمزية بما تتناسب مع الأوضاع الاقتصادية الراهنة التي يعيشها الأهالي.

وهناك مجموعة من العواقب التي تترتب على خلو مدينة رفح من مستشفى متكامل أبرزها تطور الحالة المرضية البطيء في الشفاء، كما أن تنقل المرضى من مستشفى لآخر يزيد من تراكم الضغوطات النفسية وتدهور الأوضاع الصحية للنساء كما تقول فريال زعرب "في كل الأحوال أياً كان المريض سواء المرأة أو طفلها أو أحد أفراد الأسرة فالمرأة هي المتضرر الأول كونها تحمل مسؤولية العائلة بأكملها".

ونوهت إلى أن الإهمال الطبي يؤدي إلى اكتشاف المرض بعد فوات الأوان خاصةً في حالة الأورام السرطانية والأمراض المزمنة "تكتفي العيادات المؤقتة التي تفتقر إلى الإمكانيات والمعدات الطبية بإعطاء جرعة مسكن للألم فقط مما يزيد الوضع الصحي للمرأة أو الطفل سوءاً"، موضحة أن استمرار الحصار المفروض منذ أكثر من 16 عاماً هو أحد الأسباب الأساسية في تدهور الوضع الاقتصادي وازدياد البطالة والفقر مما أدى إلى تباطؤ إنشاء مستشفيات في مدينة رفح.

وطالبت فريال زعرب بإنشاء مراكز طبية خاصة بالمرأة والطفل وتقدم الإرشاد النفسي والصحي بحيث تصبح أكثر وعياً وإدراكاً في التعامل مع الأزمات الصحية والطوارئ ويصبح لديها خلفية عن كيفية تخفيف الألم عند مداهمة إحدى الوعكات الصحية لأسرتها بشكل مفاجئ "من الأفضل إنشاء نقاط صحية في كل مؤسسة حكومية تقدم الإسعافات الأولية مما يسهم في تخفيف الأعباء الاقتصادية والاجتماعية ودعمها نفسياً ومعنوياً".

وكان للنساء مساهمة ثرية في إقرار بناء مستشفى وإضافة مرافق صحية بعد جهود طالت سنوات طويلة "شاركت مع زميلاتي في الكثير من الاعتصامات والاحتجاجات مطالبةً بإنشاء مستشفى متكامل باعتباره حق للأفراد، حاولنا إيصال المناشدات والاستغاثات في أرجاء المحافظة كوننا نمثل المرأة في الاتحاد العام والنقابات والمفوضيات ولا نزال نطالب بالإسراع في إقرار بناء المشفى حيث أن الموضوع بدأ يأخذ حيز من التنفيذ على طاولات صناع القرار".

وفي ختام حديثها قالت فريال زعرب إن المرأة اكتسحت كافة الميادين وهي تطالب بحقوقها وترفض القمعية التي تتعرض لها واستطاعت بقوتها ووعيها السياسي والعلمي تقلد مناصب عليا ومراكز صنع القرار وخلق بيئة صحية سليمة وآمنة وتحاول قدر الإمكان إيصال مثيلاتها من النساء إلى الخدمات متعددة القطاعات.