قريباً... افتتاح ست قرى نموذجية في شمال وشرق سوريا

أكدت عضوة منسقية مؤتمر ستار بشمال وشرق سوريا، على أنهم ستدشنون في القريب العاجل مجموعة من القرى النموذجية.

دلال رمضان

الحسكة ـ بهدف الحفاظ على العادات والتقاليد وتحسين الظروف المعيشية للنساء وبناء مجتمع متعاون ومتضامن وتحقيق الأهداف الاقتصادية التي لا يمكن أن تتحقق بمجهود فردي، يستعد مؤتمر ستار بمقاطعة الحسكة بشمال وشرق سوريا لافتتاح قرى نموذجية.

تأتي أهمية افتتاح القرى النموذجية التي كانت ضمن قرارات كونفرانس مؤتمر ستار التاسع الذي نظم في مقاطعة الحسكة بشمال وشرق سوريا، للحفاظ على ثقافة وتاريخ المنطقة ومنعها من الاندثار ورفع المستوى الاقتصادي للنساء اللواتي لا تجدن عملاً لهن في ظل الظروف المعيشية الصعبة، بالإضافة إلى التضامن وتحقيق اقتصاد جماعي، لأنها البنية الأولى لبناء مجتمع سليم.

وسيتم القيام بذلك من خلال توفير ما تحتاجه النساء، ونشر الوعي بين الأهالي وتعريفهن بحقوق المرأة والتمسك بالعادات التي تساهم في النهوض بالمجتمع، بعيداً عن تلك العادات البالية التي تضع النساء في قوالب نمطية.

وللتعرف أكثر على تلك القرى النموذجية التي يسعى مؤتمر ستار إلى افتتاحها قريباً، كان لوكالتنا لقاء مع عضوة منسقية مؤتمر ستار في مقاطعة الحسكة ريما محمود، التي أوضحت أن فكرة افتتاح هكذا مشروع جاءت نتيجة جهود طويلة.

وأشارت إلى فكرة البدء بافتتاح قرى نموذجية للنساء اقترحت ضمن الكونفرانس التاسع "لا بد من بناء هذه القرى النموذجية بما فيها من خير على النساء من ناحية الزراعة والثروة الحيوانية وتأمين فرص عمل لهن، لإعالة أسرهن دون الحاجة لمساعدة أحد والاعتماد على ذاتهن، بالإضافة إلى حمايتهن من الاستغلال".

ولفتت إلى أنهم يهدفون من هذا المشروع الحفاظ على الحياة الكومينالية والعودة إلى المجتمع الطبيعي حيث كانت النساء هن أساس الحياة "إن انتقال الأهالي من القرى إلى المدن أفقدهم عاداتهم وتقاليدهم، وقد جاءت الفكرة بعد سلسة من الاجتماعات وزيارة القرى والنساء وسماع متطلباتهن من أجل بناء قرية نموذجية تتوفر فيها كافة مستلزمات الحياة الخدمية".

وأشارت ريما محمود إلى أن هذه القرى ستفتح في كافة النواحي التابعة لمقاطعة الحسكة بدءاً من الدرباسية، الشدادي، الهول حيث ستفتح ستة قرى في مناطق مختلفة بمقاطعة الحسكة.

ولفتت إلى أن هذا المشروع يستهدف القرى الأكثر تهجيراً والتي على الأغلب ذو مواقع تستحق فتح المشاريع الزراعية والاقتصادية فيها لتشجيع الأهالي للعودة إليها وتطويرها والاستفادة من تلك المشاريع المثمرة مثالاً يحتذى بها بين القرى الأخرى.

وأكدت على أن هذه القرى ستقدم خدمات من كافة النواحي "سيفتتح في هذه القرى أكاديميات لتدريب النساء فكرياً وتوعيتهن، كافتتاح دورات محو الأمية ومدارس تعليمية، بالإضافة إلى مشاريع زراعية وكذلك تربية الحيوانات، وافتتاح جمعيات تعاونية والتي ستكون بإدارة النساء وتعاون الاهالي".

ولفتت إلى أنه خلال زيارتهن لإحدى قرى حي الشدادي التابعة لمقاطعة الحسكة تعرفوا على العديد من النساء، استطلعن خلالها آرائهن ومتطلباتهن لبناء قريتهن التي تضم حوالي 1500 منزل "استطعنا أخذ العديد من المقترحات لبناء قرية مثالية ومتضامنة وتعريف النساء بأنفسهن والاعتماد على ذاتهن والتمسك بأرضهن وتعريفهن على حركة المرأة الحرة".

وحول الصعوبات التي تواجههم في بناء قرى نموذجية، تقول إن "العديد من القرى تعاني من قلة الخدمات كعدم وجود الكهرباء والماء الصالح للشرب ومشاكل الصرف الصحي، مما يجعل جميع أهالي القرية يعيشون في معاناة بشكل يومي، بالإضافة لعدم وجود مستشفيات قريبة أو مراكز صحية، حتى أن بعض القرى لا يوجد فيها مدارس لتعليم الأطفال وهو ما يزيد من عدد الفتيات الأميات وزواج القاصرات كذلك".

وسيعمل مؤتمر ستار ضمن المشروع على تأمين كافة الخدمات لتعود القرى النموذجية بالنتائج على كافة المستويات.

وعن تحضيراتهن في الوقت الراهن، توضح "نستعد حالياً لعقد الاجتماعات في النواحي والقرى وإيجاد أماكن لفتح المدراس والأكاديميات والمشاريع الاقتصادية لبناء أساس متين للقرى النموذجية دون أخطاء".

وفي ختام حديثها وجهت ريما محمود رسالة إلى الأهالي والنساء بشكل خاص بالعودة إلى قراهم والعمل فيها وتطويرها من كافة النواحي "لنحافظ على أرضنا وثقافتنا من خلال قرانا، وأينما وجدت المرأة وجد الخير والعطاء وتماسك المجتمع".