قرار هدم مدينة بن سن هدم معه الاستقرار وماضي شعوب المنطقة
تمت مصادرة المنازل الموجودة في حي بن سن الواقعة داخل حدود منطقة شهيدلك في يني شهير التابعة لمدينة آمد بشمال كردستان
رداً على قرار الهدم في حي بن سن في سور بشمال كردستان، اشتكت النساء من اللصوص والمعتدين من جهة، ومن جهة أخرى تفكرن فيما سيفعلنه إذا هُدمت منازلهن.
مدينة مامد أوغلو
آمد ـ تمت مصادرة المنازل الموجودة في حي بن سن الواقعة داخل حدود منطقة شهيدلك في يني شهير التابعة لمدينة آمد بشمال كردستان، لإكمال عملية الترميم التي بدأت العام الماضي في مدينة سور. بذريعة أعمال الترميم التي بدأت على أسوار المدينة التاريخية، والتي كانت مدرجة في قائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 2015، تم تدمير مئات المنازل الواقعة أسفل الجدار.
أثناء هدم المنازل نزح آلاف المواطنين من الحي، ومن المتوقع هدم المنازل التي لم تدمر بعد في المنطقة خلال هذا العام، وأكد سكان الحي الذين يسكنون أسفل المنازل المهدمة أنهم لم ينعموا براحة البال بسبب السرقة والمضايقات، ولفتوا الانتباه إلى حقيقة أنه بعد الهدم لم تعد العلاقات الاجتماعية القديمة كسابق عهدها.
بعد الهدم امتلأ الحي بالمتحرشين واللصوص
في نطاق أعمال الترميم سيتم بناء منتزه يمتد من المنطقة إلى الحديقة العامة. كان المواطنون قلقين من هدم مئات المنازل، وبالفعل تغيرت حياتهم تماماً بعد هدم المنازل.
وفي إشارة إلى تزايد عدد المنازل الفارغة والمتضررة مع انهيار المنازل، لفتت النساء الانتباه إلى أن معدل السرقة والتحرش وتعاطي المخدرات ارتفع ثلاث أو أربع مرات مقارنة بالماضي. موضحين أنه لم يعد هناك أمان كما السابق.
"لا يوجد أثر لحياتنا القديمة"
قالت ثريا أوسلو التي تعيش في بن سن منذ أربعين عاماً، أنهم بعد الدمار لم يعد يتمكنون من الخروج ليلاً خوفاً من المتحرشين، وعن تأثير قرار مصادرة أملاكهم تقول "كان هذا المكان جميلاً ومزدحماً قبل هدمه، على الرغم من وجود اللصوص آنذاك إلا أنه لم يكن بقدر ما نعانيه اليوم. لا يمكننا الآن ترك أي شيء أمام منازلنا خوفاً من السرقة. تحول هذا المكان إلى بؤرة من المتحرشين واللصوص، بدلاً من أخذ منازلنا وهدمها يجب أن يؤمنوا لنا الأمن والسلام. أين سنذهب بأنفسنا إذا دمرت منازلنا؟ كل شيء كان أفضل في الماضي، كان لدينا جيران أحببناهم كثيراً. أما الآن أصبح الحي كله نهب ودمار. كل البيوت فارغة لم يبقى أحد سواي".
"لا يمكننا الابتعاد عن منزلنا بسبب اللصوص"
من جانبها قالت حواء أوسلو أنه لا وجود للسلام في أحيائهم مقارنة بالماضي. وحول ما يتعرضون له من مضايقات وعدم قدرتم على مغادرة منازلهم بسبب انتشار السرقة تقول "إنه لأمر جيد إذا لم يتم هدم منازلنا، وإذا فعلوا ذلك يجب أن يعوضوننا. ماذا سنفعل إذا دمروا منازلنا وتركونا بلا مأوى؟ بعد هدم المنازل أصبحنا نريد مغادرة الحي. لأن المعيشة أصبحت صعبة وفقدنا الأمن والأمان، لا نستطيع إغلاق أبوابنا والذهاب إلى أي مكان كما كنا نفعل سابقاً، اعتدنا أن نكون جيدين أحببنا بعضنا البعض، لقد تفرق أهالي الحي وذهبت كل عائلة إلى مكان آخر بعد عمليات الهدم، نحن عالقون في المنتصف لا نعرف ماذا نفعل. سيكون من الجيد أذ لم يدمروا منزلنا".
"ليصلحوا منازلنا بدلاً من تدميرها"
فيما شددت نزهت أوسلو على ضرورة إصلاح منازلهم بدلاً من تدميرها وهدمها، وأنهم يبحثون عن حياتهم القديمة المسالمة "بهدم هذه المنازل تُركنا في العراة، إما أن يفعلوا شيئاً يضاهي ما نعاني منه، ويتم تعويضنا بالشكل المناسب أو أن يرتكونا وشأننا".
وأضافت "أنا شخصياً لا أملك شيئاً، إذ دمر بيتي فأين سأذهب؟ عندما كنت أخرج أمام الباب كان الشارع مكتظاً بالناس، أما الآن عندما ندير ظهرنا يتم سرقة النوافذ والأبواب، خرج جارنا من المنزل تم سرقة أبوابه على الفور، يجب إيجاد حل جذري لهذا الموضوع، إذا كانوا سيأتون ويصلحون منزلنا فلنعيش هنا، لا نطلب العيش في حي ديجلاكانت الواقعة في وسط السوق في آمد، أو غازيلار. بل نطلب حياة كريمة وآمنة".
https://www.youtube.com/watch?v=-dxI8PVwLx0