نزيفا خلو: تحرير منبج فتح المجال أمام النساء

من الظلام إلى النور هذا حال أهالي منبج ونسائها بعد تحريرهم من مرتزقة داعش، بعد سنوات من الظلم والاضطهاد، الذي عانى منه أهالي المدينة وخاصة النساء

سيبيليا الإبراهيم
منبج ـ .   
سيطر مرتزقة داعش على مدينة منبج وحالها إلى خراب، فما كان من مجلس منبج العسكري بعد مطالب الأهالي بتحرير إلا أن أطلق حملة لتحرير المدينة في الأول من حزيران/يونيو 2016 وبعد 73 يوماً من المعارك المتواصلة، ليعلن عن تحريرها ودحر داعش في 15 آب/أغسطس.
منذ عام 2014 وحتى تحرير مدينة منبج عانت المرأة من قوانين داعش كما بينت الرئيسة المُشتركة للمجلس التَّنفيذي للإدارة المدنية الدّيمقراطيَّة في منبح وريفها نزيفا خلو، "تحولت جدران المنزل لسجن، ومنعها من العمل شكل ظلماً آخر، هذا عدا عن إجبارها على ارتداء النقاب. لأربع سنوات همشت المرأة".
وأوضحت نزيفا خلو بأن تحرير مدينة منبج فتح المجال أمام النساء "تحرير المدينة فتح الأبواب أمام المرأة لتكتشف ما كان مخفي من قدرات وإمكانيات وكفاءات لديها، بفضل تضحيات الشهيدات ومن خلال هذه التضحيات استطاعت المرأة أن تتقدم في الطريق الذي رسمته الشهيدات، من خلال عملها وتطوير ذاتها وأن يكون لها دور فعّال في المجتمع والمؤسسات، بالمقاومة تحررت نوعاً ما من العادات والتقاليد". 
وأكدت أن التحرير بفضل الشهداء "كان لشهدائنا الفضل الأكبر في التّحرير، فهب أهالي منبج في وجه الظّلم والاستبداد والاحتلال، ليغيروا المسار الذي فُرض عليهم، لذا لا بد من إكمال ما بدأ به أحرارنا، فنحن نبتغي الوصول لمجتمع أخلاقي سياسي يدعم العدالة الاجتماعية والمُساواة والسَّلام".
مِنَ النّساء من التزمنَّ منازلهنَّ وأخريات خرجنَّ منها إلى مدن تعطيهنّ مساحة أكبر من الحرية، ورغم ذلك وجود قوة عسكرية نسويّة ضمن صفوف قوات سوريا الدّيمقراطية ترك فيهنَّ بالغ الأثر كما تؤكد نزيفا خلو "أدركنَّ أن المرأة ينبغي أن تدافع عن نفسها وتحمل السّلاح وتنظم نفسها، فالهروب ليس حلاً".
وتُكمل "بعد التّحرر حققت المرأة قفزات نوعيّة، عبر افتتاح مؤسساتها الخاصة كمجلس المرأة السّوريَّة، ومركز دراسات الجَّنولوجيا، ودور المرأة، وبهذا استطاعت تنظيم نفسها، ولعبت دوراً فعّال، في مختلف المجالات، أبرزها المجال العسكري والأمني".
وحول عمل المرأة ضمن المؤسسات المدنية والعسكريّة قالت "شاركت المرأة في العديد من المشاريع سواء على الأصعدة التَّنظيميّة والخدميّة والإداريّة، واستطاعت الانتصار للنساء عبر لجنة العدالة الاجتماعية التي سهلت تقديم الدّعاوى، إضافة للمشاركة في صنع القرار، وإصدار القوانين في جميع الإدارات". 
وعن المعوقات قالت "الطّابع العشائري السّائد في منبج صعب من عمل المرأة وانضمامها للقوات العسكريّة، باعتباره مخالفاً للعادات والتّقاليد. إن خروج المرأة من المنزل يندرج تحت خانة العيب والحرام".
وأكدت نزيفا خلو على أنه في شمال وشرق سوريا تحدت النساء العادات والتقاليد رغم كل شيء، ودخلنَّ مجال العمل "منذ القدم عانت المرأة من تأطيرها وحصرها بالمنزل وتربية الأطفال، لكنها نهضت من تلك القوقعة لتنجح بإثبات دورها ونفسها، وتتخطى كل ما يحاول إعاقتها". 
وفيما يتعلق بالمرأة العاملة أشارت إلى أن "دورها مفصلي في المجتمع، فهي التي تفتح الباب أمام نفسها لتكون صاحبة قرار، وهذا ما تحققه اليوم العديد من النّساء في المؤسسات المدنية والعسكرية"، وأضافت "المرأة العاملة هي الوجه الآخر للمرأة الحرة، ورغم ذلك يوجد حتى اللحظة نساء يعانينَّ في منازلهنّ بصمت، ولكن المؤسسات النّسوية، تعتبر إنجازات على الصّعيد النّسوي، تعمل على مساعدتهنَّ".
وعن رغبتهنّ بالوصول لكافة النَّساء وآلية تحقيق ذلك أكدت على أنه "نحتاج لوضع برامج وخطط عمل، ففي العام المنصرم عقدنا سلسلة من الاجتماعات الخاصة بالمرأة، وكذلك في هذا العام نعمل على ذلك، بمساعدة دور المرأة ومركز جنولوجيا، والإدارة المدنية الديمقراطية، إضافة لتنفيذ مقترحات دار المرأة بافتتاح مشاريع خاصة لدعم المُطلقات والأرامل ولجنة المرأة".  
واختتمت الرئيسة المُشتركة للمجلس التَّنفيذي للإدارة المدنية الدّيمقراطيَّة في منبح وريفها نزيفا خلو، حديثها بالإشارة إلى نسبة النساء العاملات ضمن مؤسسات الإدارة المدنية وقالت إنه "ما يقارب من 900 إلى 1000 عاملة، موزعات على كافة الاختصاصات والقطاعات، وهذه النّسبة تتخطى العاملين الذكور، وفي منبج وريفها 544 امرأة كما أن2295 امرأة تعملن في قطاع التّربية".