'نظام الإدارة الذاتية السبيل الوحيد للعيش المشترك'

بعد انطلاق ثورة 19 تموز/يوليو عام 2012 وتأسيس نظام الإدارة الذاتية الديمقراطية، تمكنت المرأة بإقليم شمال وشرق سوريا من المشاركة في إدارة مجتمعها وأن تكون من صناع القرار في المنطقة.

نورشان عبدي

عين عيسى ـ منذ إعلان تأسيس نظام الإدارة الذاتية بتاريخ 27 كانون الثاني/يناير عام 2014، سجلت المرأة مشاركة بنسبة 50 % في كافة الهيئات والمكاتب واللجان حتى وصلت لنظام الرئاسة المشتركة.

قالت عضوة لجنة المرأة في مجلس مدينة تل أبيض/كري سبي بإقليم شمال وشرق سوريا مدينة مسلم "نظام الإدارة الذاتية يقوم على مبدأ الديمقراطية والمساواة، ويسعى لحماية حقوق كافة مكونات المنطقة دون تمييز، ففي ظله تم تحقيق الكثير من الإنجازات وعلى رأسها تأسيس قوات حماية الشعب ـ المرأة القوى الوحيدة التي وقفت بوجه مرتزقة داعش وأنهت وجوده في المنطقة، كما تم توحيد كافة المكونات تحت راية الديمقراطية والحرية بهدف العيش بسلام وأمان".

ولفتت إلى أهمية مشاركة المرأة في نظام الإدارة الذاتية "كان دور المرأة مغيب ومقتصر على تحملها مسؤوليات عائلتها بعيداً عن المراكز المؤسساتية وغيرها، ومع ثورة المرأة وتأسيس نظام الإدارة الذاتية تمكنت من نيل حريتها المطلقة وشاركت في تنظيم وتفعيل العديد من المجالات ونجحت في الكثير من المشاريع التي تأسست على عاتقها، لذلك نرى أنه المشروع الأنجح والسبيل الأبرز لمواجهة التحديات والعراقيل ولبناء سوريا تعددية لا مركزية تحتضن كافة شرائحها ومكوناتها، وحتى نصل لذلك يجب تطبيق هذا المشروع في عامة البلاد ليس فقط في إقليم شمال وشرق سوريا".

وعن التحديات التي تواجه المنطقة قالت "الدولة التركية تستهدف مناطقنا سعياً منها لعرقلة تطبيق مشروع الأمة الديمقراطية وإضعاف إرادة الشعوب، إلا أنها وفي كل مرة تفشل في تحقيق أطماعها خاصة أن هذه الشعوب متمسكة بمبادئها، ولولا الهجمات المستمرة للاحتلال التركي ومرتزقته على مناطقنا لعاد النازحون إلى بيوتهم، كل ذلك بهدف إضعاف قوة الإدارة الذاتية الديمقراطية والشعوب السائرة على درب الحرية والنضال، نحن باقون بناحية عين عيسى التي تتعرض للهجمات بشكل مستمر ولن تزيدنا تلك الهجمات إلا إصراراً في الدفاع عن هويتنا ومشروعنا".

من جانبها قالت العضوة في لجنة الشؤون الاجتماعية والعمل بمجلس المدينة إيمان إبراهيم إن "الإدارة الذاتية منذ تأسيسها وحتى هذا اليوم تعمل على رفع مستوى الوعي الفكري لشعوب المنطقة ودمج كافة مكوناتها على روح وصوت وفكر واحد هو الأمة الديمقراطية، في البداية لم تكن لدينا المعرفة الكافية عن مبادئ وأسس الإدارة لكن بعد النتائج التي لمسناها على أرض الواقع نرى أنها الحل الأنسب للأزمة السورية التي ستتم عامها الثالث عشر قريباً دون ظهور حل مناسب، ونظام الإدارة الذاتية منح كافة المكونات حقوقها"، مؤكدةً على نجاح المشروع "في عين عيسى نرى أن نظام الإدارة الذاتية هو نظام ناجح فخلال الـ 10 أعوام حقق الكثير من المنجزات والانتصارات على كافة الأصعدة".

وأضافت "مرت عشرة أعوام على تأسيس الإدارة الذاتية في مقاطعة الفرات وهو مشروع ذاتي بناء أعطى كل ذي حقه وأحرز تغييرات إيجابية صبت في صالح النساء فقد حررهن من القيود التي فرضتها الذهنية الذكورية عليهن، وبفضلها اليوم أصبحت المرأة في مناطقنا قادرة على اتخاذ القرارات وامتلكت الجرأة الكافية لمحاربة الفكر الذكوري، وضلوعها في العمل الوظيفي خطوة واضحة نحو التطور والتقدم الذي تشهده المنطقة، على الرغم من تحيّد المجتمع لها والصعوبات التي واجهتها في البداية لكنها تابعت وأحدثت تغييرات إيجابية تصب في صالحها، ومع تطبيق بنود العقد الاجتماعي ستستطيع المرأة تطوير ذاتها أكثر ضمن مؤسسات الإدارة الذاتية فقد تضمن بنود خاصة بتعزيز حقوق المرأة على كافة الأصعدة".

في السياق ذاته أكدت الرئيسة المشتركة للجنة البلديات رجاء الداهش أن المرأة حققت مشاركة بنسبة ٥٠% ووصلت لمنصب الرئاسة المشتركة "هنالك العديد من الأنظمة على مستوى الشرق الأوسط لكن لم نرى بشكل فعلي مشاركة واضحة للمرأة ضمنها وبشكل خاص نظام الرئاسة كما حصل في نظام الإدارة الذاتية الديمقراطية، هذا المشروع جعل للمرأة مكانة وهوية ضمن المجتمع كما عزز دورها، وبذلك تمكنت من المشاركة في قيادة المجتمع وتنظيم ذاتها ضمنه"، مضيفةً "خلال الأعوام العشرة التي مرت على تأسيس الإدارة الذاتية في مناطقنا نؤكد للعالم أجمع بأنها مشروع ناجح من أجل توحيد الشعوب والمكونات".

وعن المحاولات لعرقلة تطبيق نظام الإدارة الذاتية قالت رجاء الداهش "صعدت الدولة التركية من هجماتها بالتزامن مع ذكرى تأسيس الإدارة الذاتية، فهي تحاول منذ أعوام عرقلة تطبيق مشروع الأمة الديمقراطية من خلال استهداف المناطق والمدنيين العزل بشكل مستمر، ونرى أن هذه التصعيد هو استهداف مباشر لكل امرأة انخرطت في نظام الأمة الديمقراطية، لذلك يقع على عاتقنا حماية مكتسبات ثورتنا ومشروعنا".