نيرمين أبو سالم... مصدر إلهام للمعيلات في مصر
نجحت نيرمين أبو سالم في تحويل المحنة إلى منحة بعد أن أصبحت بمفردها أم مسؤولة عن ثلاث أطفال، حيث قررت أن تعمل على تقديم الدعم لجميع الأمهات المعيلات في مصر من خلال إنشاء مجموعة " Single Mothersالأمهات العازبات"، على موقع فيسبوك والتي تضم أكثر من 60 ألف أم مصرية
نيرمين طارق
القاهرة ـ .
نيرمين أبو سالم حاصلة على بكالوريوس سياحة وفنادق من جامعة حلوان، ودبلوم في الموارد البشرية من الجامعة الأمريكية، وتحضر حالياً لماجستير في إدارة الأعمال من جامعة هيروت وات البريطانية، كما أنها تعمل في إحدى الشركات الخاصة كمدير لإدارة الموارد البشرية وباحثة في حقوق المرأة.
وكالتنا وكالة أنباء المرأة التقت بـ نيرمين أبو سالم الفائزة بجائزة فيسبوك لأفضل الصفحات تأثيراً في مجتمعاتهم، بعد أن أصبحت مصدر إلهام لكل أم تقوم بدور الأب والأم معاً.
ما الهدف من تأسيس مجموعة الأمهات العازبات؟
أسست المجموعة عام 2016 بعد أن واجهت التحديات التي تواجهها كل أم معيلة في مصر، فأردت أن تتحول قضية الأم المعيلة من قضية فردية إلى قضية عامة، فمن خلال هذه المجموعة نحن ننادي بحقوق المعيلات، فأكثر من 40 بالمئة من الأسر المصرية تعيلها امرأة، ونسعى من خلال هذه المجموعة لمساعدة المرأة المعيلة لتعيش حياةً كريمة مع أبنائها، ففي السنوات الأخيرة زاد عدد الغارمات اللاتي دخلنَّ السجن بسبب عدم القدرة على توفير الاحتياجات الضرورية لأبنائهنَّ، فوجود أمهات في السجون يعني وجود أطفال في الشوارع، لذلك لا يجب أن نترك الأم المعيلة التي مارست حقها في طلب الطلاق تواجه أعباء الحياة بمفردها .
ما هي طبيعة الدعم الذي تقدمه المجموعة للأمهات؟
الأم المعيلة التي تربي الأطفال بمفردها تحتاج إلي دعم نفسي، وهذا ما نفعله خلال ندوات وورش عمل عبر الإنترنت يشارك فيها أخصائيين نفسيين، وخبراء تربية تطوعوا معنا مجاناً لدعم الأمهات، بالإضافة للدعم القانوني فتكلفة المحاميين في مصر مرتفعة جداً لذلك فمن خلال المجموعة تجد الأمهات الاستشارات القانونية مجاناً، كذلك من خلال مجموعة من المحاميين تطوعوا معنا لدعم الأم التي تبحث عن نفقة أبنائها وحقها في الولاية التعليمية، كما نقدم الدعم الاقتصادي عبر التسويق لمشاريع المعيلات، وتشجيع الأمهات على العمل وتأسيس المشاريع الخاصة بهنَّ حتى يتمكنَّ من الإنفاق على أبنائهنَّ في ظل صعوبة تنفيذ أحكام النفقة
ما هي الإنجازات التي حققتها مجموعة الأمهات العازبات؟
استطعنا فتح الملفات الشائكة والمشاكل التي ظلت تعاني منها المعيلات لفترة طويلة في صمت، مثل رفض المدارس لأبناء المطلقات، وهذا أدى إلى قرار من مجلس الشعب بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق في هذا الأمر، وإصدار بيان ينص على أن المدارس الممتنعة عن ضم أبناء المطلقات تخالف القانون.
هل كان التكريم من قبل فيسبوك دافعاً أم مسؤولية؟
تكريمي من قبل فيسبوك جعلني أكثر إصراراً للاستمرار في تقديم الدعم للمعيلات، وجعلني أشعر بالمسؤولية تجاه كل أم معيلة في مصر، لقد تم اختياري ضمن 115 فائز من بين 6000 متقدم من جميع أنحاء العالم في مسابقة رواد العمل المجتمعي عام 2018 وتم تكريمي في احتفالية، والتحقت ببرنامج تدريبي لإعداد القادة وريادة المجتمعات بمقر فيسبوك بالولايات المتحدة الأمريكية.
ما هي طلباتكم من الدولة تجاه الأمهات المعيلات؟
نطلب مراجعة قانون الأسرة الحالي وتحديثه بما يحفظ مصلحة الطفل، ولابد من وجود برامج توعية تعمل على تغيير نظرة المجتمع للأم المعيلة، وأتمنى أن تعمل الدولة على تقديم الدعم النفسي للأم المعيلة وأبنائها الذين تعرضوا لعنف نفسي قبل الطلاق.
كما أنني أنصح كل أم تعيل أطفالها لوحدها بأن تكون إيجابية، وتنظر إلى النصف المليء من الكأس، فهؤلاء الأطفال الذين تندم على إنجابهم بسبب الضغوط التي تتعرض لها هم حلم لكثير من النساء اللواتي لم يستطعنَّ الإنجاب. عليكنَّ العمل على تحقيق أحلامكنَّ حتى ولو كان الوقت متأخراً.