نورة طاع الله... صاحبة أضخم كتاب في العالم

أن تنجز كتابين يفوق عدد صفحاتهما النصف مليون "ضرب من الخيال" لكن المستحيل تحول إلى حقيقة بالنسبة للروائية والكاتبة الجزائرية نورة طاع الله

رابعة خريص
الجزائر ـ ، التي دخلت بفضل كتابها "أبواب النجاح" الذي يبلغُ وزنه حوالي 45 كيلوغراماً وطوله 57 سنتيمتراً، موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية، وهي تحضر لإطلاق كتاب ضخم جديد قريباً.
درست نورة طاع الله بمسقط رأسها "سطيف" بشمال شرق الجزائر، حاصّلة على شهادة الليسانس في العلوم القانونية والادارية وشهادة الكفاءة المهنية في المحاماة، صاحبة أضخم كتابين اليوم في العالم، وهو ما جعلها تخطف الرقم من كتاب أمريكي اشترك في تأليفه 100 كاتب ويضم 10 آلاف صفحة فقط، بينما يتجاوز كتاب نورة منافسه الأميركي بـ 551 صفحة.
وعن بدايتها في الكتابة تقول نورة طاع الله لوكالتنا أن فكرة إنجاز كتابين راودتها وهي في سن 13 عام "أستاذي في اللغة العربية منحني دفتر صغير فيه مجموعة من الحكم والأقوال المأثورة لكبار العلماء والمفكرين لأدون كل حكمة يومياً على السبورة فأحببت موضوع الحكم، حينها راودتني الفكرة، بالأخص وأنني أملك موهبة فطرية في الكتابة".
 
تضحيات  
وأكدت أن تجسيد الفكرة على أرض الواقع لم يكن بالأمر الهين إطلاقاً، فتطبيقها ميدانياً أخذ وقتاً كبيراً بحكم صغر سنها وعدم قدرتها على التوفيق بين الدراسة والكتابة التي تحتاج إلى تفرغ كامل، غير أنها أصرت على تنفيذ الفكرة إلى أن ظهرت للنور في شكل كتاب ضخم. 
وحسبما كشفتهُ الروائية والكاتبة فإن تأليف الكتاب الأول الذي يحمل عنوان (أبواب النجاح) الذي صدر في عام 2018 "يبلغ عدد صفحاته 10551 صفحة وطوله 57 سم ووزنه 45 كغ ومضمونه 100000 حكمة ومقولة وعبرة تم تأليفها وتدوينها بقلمي الخاص ويعتبر أضخم كتاب في العالم استغرق إنجازه مدة سنة كاملة مع عمل 18 ساعة يومياً وتفرغ كامل للكتابة". 
أما الكتاب الثاني والذي جاء تحت عنوان "إليك الكثير والكثير والكثير" وصدر في عام 2021، فتقول إن عدد صفحاته يقدر بـ 32 ألف صفحة ووزنه بحدود 200 كيلو وطوله وصل إلى مترين و74 سم ومضمونه فاق النصف مليون حكمة ومقولة وعبرة وهو تكملة للكتاب الأول، استغرق إنجازه ثلاث شهور لأنها تخلصت من تقنية الكتابة على الورق وبدأت بالكتابة على الكمبيوتر.
وأشارت إلى أنها ومن أجل انجاز الكتاب الأول تدربت لمدة عامين كاملين على الكمبيوتر إلى أن أصبحت سريعة الكتابة وهو ما ساعدها كثيراً في التأليف وإنجاز هذا الكتاب الذي يعتبر الأول من نوعه تاريخياً، كما أنها ازدادت خبرة ومعرفة في المجال.
وعن مضمون الكتابين، تقول إنها لم تقم بجمع الحكم مثلما يتخيل للقارئ العربي بل هي من تأليفها، فكانت تكتب في الصغر على فترات متقطعة لتجمع كل ما دونته في كتاب واحد جاء بعنوان "أبواب النجاح".  
ومن بين الحكم الموجودة في الكتاب، تذكر نورة طاع الله "(لا لوم ولا عتاب على الذي قرر، فأخبرك، فشرح لك، فرحل)، و(لا تسكت على ظلم قد انتهك كل الحرمات، فالسكوت ظلم بالاشتراك)، وهناك أيضاً (ما لم تفعلهُ أنت لنفسك لن يقوم به الغير عند طلبك الأول وحتى العاشر وكما تريد بالضبط)، ومن بين الحكم الأخرى نجد (لا يسكن دار الحق الغرباء) و(أشطب من حياتك كل السلوكيات والتصرفات والألفاظ البذيئة لتنظم إلى عالم الرقي والتألق) و(السر يبقى سراً وإن خُبأ بخزانة أبوابها مفتوحة)، و(استغل كل لحظة جميلة تمر عليك اليوم، فلا تعرف ما يوجد وما سيكون غداً)، وغيرها الكثير".
 
عراقيل 
وتوضح الكاتبة والروائية الجزائرية نورة طاع الله، إن هذا الإنجاز أبقاها منعزلة تماماً عن العالم الخارجي، كما أنها تخلت عن مسارها المهني فقدمت استقالتها من مهنة المحاماة وحبست نفسها لساعات طويلة جداً في غرفتها، فكانت تعيشُ المتعة مع الإبداع والكتابة والاستمتاع بما أنجزته، بالأخص وأن مضمون الكتابين هو عبارة عن مجموعة كبيرة جداً من الحكم والأقوال والنصائح والعبر والمواعظ المتنوعة المختلفة الموجهة إلى الإنسان على وجه الأرض ليكون ناجحاً في حياته ويسلك الطريق الصحيح السليم لا غيره.
رحلة نورة طاع الله لم تكن خالية من العراقيل بل اعترضتها العديد من المطبات، وتقول إنها واجهت العديد من الصعوبات فتحقيق الحلم أمر ليس بالسهل، وتشير إلى أنها لم تواجه صعوبات في التأليف بل بالعكس كان الأمر جد ممتع فالصعوبة كانت في طبع الكتاب فمثلاً في كتاب أبواب النجاح كل المطابع التي في الجزائر أكدت على استحالة طبع كتاب بهذا الحجم دفعة واحدة، واقترحت أن يكون على أجزاء لا غير ذلك، غير أنها أصرت على جمع كل الحكم والنصائح والأقوال الجيدة المفيدة في كتاب واحد واستمرت في البحث إلى أن وجدت مكتبة تجلد مذكرات تخرج الطلبة من الجامعة وهم كذلك رفضوا الأمر لصعوبته إلا أنهم وافقوا في النهاية؛ بسبب إصرارها. 
وكتاب "إليك الكثير والكثير والكثير" أشرفت على إنجازه من أوله لأخره فاشترت طابعة وطبعت الكتاب في البيت، واعتمدت على الإمكانيات المتوفرة لديها حتى ظهر بحلة جعلتها راضية مقتنعة بما أنجزته واجتهدت عليه.
وأكدت على أن هدفها الذي سعت من أجله هو إيصال نصائح عبر مواعظ تفيد البشرية بأكملها وتجعلها في أحسن الأحوال وتقدم شيء دون مقابل، "إن شاءت الأقدار ورحلت سوف أترك علماً ينتفع به".