نوره مختار... الغربة والخوف في اليمن

تحدت الإثيوبية نوره مختار جميع الصعوبات والعقبات التي واجهتها بعد هجرتها إلى اليمن وفقدان زوجها، لتعمل على بيع اللحوح وتأمن مصدر رزق لعائلتها.

رانيا عبد الله

اليمن ـ نوره مختار إثيوبية الجنسية فرت من جحيم الحرب في بلادها إلى اليمن، لعلها تجد فرصة عمل وحياة كريمة تعوضها عن سنين الخوف والحرمان، وما إن بدأت حياتها بالاستقرار في اليمن اندلعت الحرب وزادت حياتها شقاء.

 

رحلة الموت

نوره مختار (25) عاماً، واحدة من مئات الإثيوبيين الذين غادروا بلدهم بحثاً عن الأمان والرزق، وكانت اليمن وجهتها التي قصدتها، ووصلت بعد مشقة وتعب، تقول لوكالتنا "دفعت أنا وزوجي 600 دولار للقارب الذي أوصلنا لليمن وقضينا شهر كامل في البحر، كدنا نموت من الجوع والعطش حتى وصلنا لليمن بعد معاناة".

بعد وصولها إلى اليمن بعامين اندلعت الحرب وكانت الكارثة لها كما هي لكل اليمنيين "بعد وصولنا إلى اليمن بدأ وضعنا يستقر، إلى أن اندلعت الحرب وغيرت مجرى حياتنا، فأصبحت المعيشة صعبة للغاية وزادت المسؤولية بعد إنجابي طفلين، ولم نتمكن من توفير أبسط الاحتياجات الضرورية للحياة".

 

اللحوح مصدر رزقها

تتخذ نوره مختار من ركن الشارع بجانب بائع الخضار بسوق المسبح في مدينة تعز جنوب غربي اليمن مكاناً لها لبيع ما تصنعه من "اللحوح" وهو نوع من أنواع الخبز، تعود أصوله لإثيوبيا، وانتشر في اليمن بسبب الهجرة من إثيوبيا إلى اليمن "لم أجد أي عمل هنا، لذا فكرت بعمل اللحوح الذي أجيد صنعه وبيعه في السوق ليكون مصدر رزق لي ولأولادي، مع أن الغلاء المعيشي وارتفاع أسعار الدقيق والغاز المنزلي يسبب لي عجز، لكني استمر في عملي لأجل أولادي".

قبل عام ونصف تحديداً اختفى زوجها ولا تعرف عنه أي شيء مما زاد وضعها سوء ومن ذلك الحين وحتى اليوم وهي تبحث عنه دون جدوى، وبنبرة حزن توضح "خرج زوجي من المنزل للبحث عن عمل، ولكنه لم يعود منذ عام ونصف، بحثت عنه في كل مكان وأخبرت أقسام الشرطة لكن دون جدوى".

 

الشوق لعائلتها

تتوق نوره  مختار للعودة إلى ديارها ورؤية والدتها وأفراد أسرتها، لكن الحاجة والخوف من المغامرة عبر البحر تمنعها من العودة، إلى جانب غياب زوجها الذي زاد من خوفها وتعثرها في الحياة "لا أستطيع العودة إلى بلدي رغم شوقي لعائلتي وتعبي من الغربة وذلك لأن السفر يحتاج مبلغاً كبيراً، وحتى إذا وصلت إلى بلدي لن أحصل على مصدر دخل، فأنا هنا في اليمن أحاول توفير متطلبات أولادي من خلال بيعي اللحوح ودفع أجار المنزل،  كما أنني لا أستطيع ترك اليمن دون معرفة مصير زوجي".

 

أوضاع مزرية

وبحسب المنظمة الدولية للهجرة فأنه منذ أيار/مايو 2020 خاطر حوالي 18200 شخص بحياتهم في طريق البحر للوصول إلى جيبوتي أو الصومال، وغرق العشرات عندما انقلبت بهم السفن.

وتقدر المنظمة الدولية للهجرة أن حوالي 32000 مهاجر إثيوبي يعيشون أوضاع مزرية في اليمن بسبب ما آلت إليه الأوضاع في اليمن، كما عاد أكثر من 670 مهاجراً طواعية إلى موطنهم أثيوبية حتى العام 2021 عبر المنظمة الدولية للهجرة.