نتيجة تسميم الطالبات... العائلات في إيران تخشى إرسال بناتها إلى المدارس

واجهت العائلات التي شهدت عن كثب هجمات الكيماوية على مدارس فتياتها، أو حتى العائلات التي سمعت الأخبار، مخاوف يعتبرها بعض علماء النفس نوعاً من الاضطراب.

سايدا شيرزاد

سنه ـ أثارت الهجمات الكيماوية على مدارس البنات في إيران وشرق كردستان خلال انتفاضة جينا أميني، لمنع انتشار الاحتجاجات من قبل الفئة الشابة وخاصة النساء والفتيات، مخاوف بين العائلات والطالبات.

خلال الانتفاضة الشعبية التي اندلعت شعار "Jin jiyan azadî"، حاولت الحكومة الإيرانية الانتقام من الشابات اللواتي بدأن الاحتجاجات اليومية، من خلال سلسلة من الهجمات المنهجية على مدارس البنات في جميع أنحاء إيران، فالخوف والغضب واليأس بشأن المستقبل هي بعض ردود الفعل نتيجة الضغوط التي تعرض لها الأهالي والطلاب.

 

"تسرب الفتيات من المدارس"

وحول الهجمات الكيماوية على المدارس ومخاوف الأسر من هذا الأمر، قالت الأخصائية النفسية (ك. ب) لوكالتنا إن "العديد من العائلات التي شهدت هذه الجريمة عن قرب لديها مخاوف من تكرار هذه الحادثة حتى أن بعض العائلات تقدمت لمنع أطفالها من الذهاب إلى المدرسة وهذا بالضبط ما تريده الحكومة التي تسعى إلى نشر الجهل والأمية بين النساء من خلال تسرب الفتيات من المدارس، لأن النساء الجاهلات لا تعرفن حقوقهن، ونتيجة لذلك لن تحتجن ضد القوانين الأبوية".

 

"إبعاد المرأة عن المجتمع"

بدورها اعتبرت عالمة الاجتماع (ب. ر)، أن الهجمات الكيماوية على مدارس البنات هي هدف الحكومة المتمثل في إجبار النساء على البقاء في المنزل "الفتيات القاصرات تعرضن لضغوط كبيرة من المجتمع في ظل الاضطرابات السياسية كما تعرضن للتسميم المتعمد الذي نسب إلى غاز سام، وهذا هو هدف الحكومة من بدء الهجمات على المدارس وبالتالي ابعادهن عن المجتمع".

وأشارت إلى أن "بعض علماء الاجتماع يعتبرون أن هذه الهجمات هي شكل من أشكال الهستيريا الجماعية، وفي فترة تعيش فيها كل المدن بتوتر وقلق، فإن الهجوم الكيماوي على المدارس هو نوع من القلق الجماعي الذي تشكل في جميع أنحاء إيران، الذي أدى انتشاره إلى دفع الفتيات للانسحاب والابتعاد عن المجتمع".

 

"ما زال القلق يلازمني من فقدان ابنتي"

(س. ب) والدة إحدى الطالبات التي تعرضت للتسميم، قالت "في اليوم الذي علمت فيه بتعرض مدرسة ابنتي للهجوم، وصلت إلى هناك بسرعة كبيرة لدرجة أنني لن أنساها أبداً، فعندما رأيت ابنتي وصديقاتها في حالة اختناق وضيق تنفس أصبحت أخشى حقاً إرسالها إلى المدرسة مرة أخرى".

من جانبها قالت (ح. ش) والدة إحدى الطالبات "أشعر بالقلق من إعادة فتح المدارس منذ العام الماضي، ففي كل لحظة كنت أفكر فيها بفتح المدارس، كان الخوف يتشكل بداخلي مما يتسبب أحياناً بنوبات هلع لدي. في اليوم الذي أحضرت فيه ابنتي إلى المشفى وهي تعاني من ضيق في التنفس، كنت قلقة من فقدانها وما زال هذا القلق يلازمني".