نسويات سودانيات تؤكدن على ضرورة إيقاف النزاع لأن المتضرر الأول هن النساء

أسفرت النزاعات الدائرة في السودان منذ ما يقارب الستة أشهر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مقتل نحو خمسة آلاف شخص ونزوح ما يقارب 4.6 مليون شخص داخل وخارج البلاد.

ميساء القاضي

السودان ـ أكدت ناشطات نسويات على ضرورة أيقاف النزاع الدائر في السودان لأن النساء هن من تدفعن الثمن الأكبر في الأزمات من حالات قتل واغتصاب واختطاف وتهجير، رافعات شعار "لا للحرب نعم للسلام".

بالرغم من الوساطات والجهود الدولية الرامية لوقف القتال في السودان ووقف إطلاق النار والاشتباكات الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والتي دخلت شهرها السادس، لكن ليس هناك حل يلوح في الأفق.

نزحت الناشطة النسوية والمدافعة عن حقوق النساء وئام شوقي بسبب النزاع الدائر في الخرطوم، وعن ذلك تقول "ما يحدث في السودان حالياً هو بسبب الفشل السياسي في السلطة"، مشيرة إلى أن هذا النزاع تسبب في تهجير السكان وانتشار جرائم القتل والعنف واغتصاب النساء واختطافهن وبيعهن في الأسواق.

 وعن مخاوفها من آثار أخرى قد تنتج عن هذا الصراع أوضحت "قد ينتج عن هذا القتال تمزيق النسيج الاجتماعي الحالي وعنصرية سيتم تداولها لسنين طويلة، وما نخشاه هو أن تتحول إلى اقتتال قبلي وحرب أهلية وهنالك أشياء واضحة مثل التجييش الذي يحدث حالياً واستنفار المدنيين من أجل حمل السلاح ومسارات السلام التي لم تعالج مشاكلها في اتفاقية السلام".

وحول الجهود التي بذلت من قبل والنسويات والسياسيين/ات لمنع وصول البلاد إلى هذه النقطة بينت "كان الجميع يحاولون إغلاق جميع الطرق التي يمكن أن توصلنا لهذه النقطة لكن الفشل كان مصيرها دائماً، فالسودان ستفقد الكتلة الوطنية وستتحول إلى دولة استرهان لقوى خارجية لديها مصالح ومطامع".

ونددت وئام شوقي بالنزاع المستمر منذ ستة أشهر قائلة "أرفض الحرب تماماً برغم الخطابات الساذجة التي تتحدث عن أن الرافض للحرب هو متحالف مع الدعم السريع، فنحن النساء ندفع الثمن من تهجير واغتصاب واختطاف وقتل".

وعن عمليات التفاوض بين الطرفين قالت "أن من يرفضون التفاوض قصيري نظر "هذا قصر نظر في قراءة التاريخ ليست هنالك عدالة تأتي بين يوم وليلة، الأمر يحتاج وقت".

وبدورها قالت الناشطة النسوية اعتزاز بكري عبد الله والتي تقيم في ولاية شمال كردفان إنها ترفع شعار لا للحرب نعم للسلام وتطالب بإيقاف إطلاق النار بأسرع فرصة ممكنة "يجب أن ينتبه طرفا النزاع وكل السودانيين والسودانيات والمجتمع الدولي إلى أن المتضرر الأول من هذه الحرب هو النساء اللواتي نزحن من بيوتهن برفقة أطفالهن تتحملن مسؤوليتهم وتواجهن المجهول، هنالك من نزحن داخل السودان ومن لجأن إلى دول الجوار وهن تعانين من صدمات كبيرة لأنهن لم تكن تتوقعن أن تنشب حرب في يوم من الأيام وتخرجن من بيوتهن وتتشردن بهذه الطريقة".

وطالبت "بضرورة إيقاف الحرب فوراً وبدون أي شروط بالإضافة إلى أن واحدة من الأشياء التي يمكن أن تساعد في ذلك أن يضغط الجميع في هذا الاتجاه بإرادة شعبية مننا نحن كسودانيين وسودانيات وبدعم من المجتمع الإقليمي والدولي ودول الجوار".