نسويات مصريات: للجنولوجيا تأثير كبير على قضايا النساء

تعد الجنولوجيا واحدة من العلوم التي باتت تجيب على الكثير من التساؤلات الخاصة بالمرأة، وعلاقتها بالطبيعة، والشريك، والمجتمع، وكيف يتم من خلالها إظهار حقيقتها ووجودها.

أسماء فتحي

القاهرة ـ "الجنولوجيا" أي "علم المرأة" ولكنه لا يختص بها منفردة لأنه يشمل معنى الحياة التشاركية وعلاقة المرأة بالمجتمع، ويعتبره الكثيرون آلية لحل الكثير من أزمات النساء والمجتمع، لأن الوعي بالواقع والوقوف على حقيقة العلاقات يساهم إلى حد كبير في التعامل مع ما يحدث من أزمات في مختلف المجتمعات.

كان للناشطات النسويات في مصر بعض الآراء حول الجنولوجيا "علم المرأة" من خلال الوقوف على العديد من الأزمات التي يمكن حلها بدراسة هذا العلم وتفاصيله ورؤية العالم من عيون النساء، كونهن الأكثر قدرة على التعبير عما يعانونه وما يقعون في قبضته من ممارسات السلطة الذكورية السائدة.

ولا تعرف الكثيرات عن هذا العلم وربما لا تدركن تفاصيله وتقمن بحصره في الجانب البيولوجي فقط، وهو الأمر الذي يتطلب العمل عليه بشكل أكبر مستقبلاً وفقاً للناشطات، كونه ضروري في ظل الأزمات والضغوط على النساء بمختلف أنحاء العالم، كما أن الصراع حول السلطة الفعلية يستهدف تحجيم تواجد المرأة وتقليص تمددها وقوتها في محاولة للسيطرة على إمكانياتها ومهاراتها، بل ووجودها.

 

يساعد على تغيير واقع النساء

قالت الإخصائية المهتمة بقضايا المرأة والطفل من ذوي الإعاقة سها عبد الناصر، للجنولوجيا تأثير كبير على قضايا النساء من جميع الاتجاهات، وما أشيع عنه بأنه علم المرأة من الناحية البيولوجية غير صحيح كونه أكبر من ذلك ويتضمن الحرية والمجتمع ومختلف القضايا المتعلقة بالنساء، موضحة أنه يساعد على رؤية أوسع وأشمل للنساء وقضاياهن، وسبل التأثير في تغيير النظرة حول أدوارهن وبالتالي يساعد في حل الكثير من الأزمات التي تؤثر عليهن نفسياً واجتماعياً واقتصادياً وسياسياً.

وأوضحت أن الجنولوجيا يعتمد 9 مبادئ أساسية، أهمها إزالة المفاهيم المغلوطة حول مفهوم المرأة والذي يساهم في الربط بين ما يحدث لها ووجودها الحقيقي وتأثيرها الواقعي، معتبرةً أن استناده للحرية ومزامنته لعلم اجتماع الحرية يمكن استثماره في الدفاع عن الحقوق ومنع العنف الذي قد تتعرض له النساء وتعزيز وعيهن ووعي المجتمع حول تلك القضايا.

واعتبرت أن الرؤية لهذا العلم محدودة إلى حد كبير وقاصرة على جزء معين دون غيره وهو أمر يحتاج العمل على تصويبه لما له من تأثير في تغيير الفكر المجتمعي الذي يضع النساء في قالب محدد وتصور لا يجدون له بديلاً حتى الآن.

 

 

يحقق فهم أعمق لقضايا المرأة

من جانبها قالت رئيسة اتحاد المرأة بالحزب الليبرالي المصري شيماء الشواربي، أن الجنولوجيا علم حديث طرحه القائد عبد الله أوجلان بين عامي 2007 ـ 2008 وعُرف كثيراً في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا خاصة بعد ثورة 19 تموز، مشيرةً إلى أن النساء بتعرفهن على علم الجنولوجيا أصبحن على معرفة تامة بحقوقهن.

ولفتت إلى أن علم الجنولوجيا يهتم بقضايا المرأة وكل ما يتعلق بها، مضيفةً أن الجدل الدائر حول حقوق النساء وما تسعى له المناضلات لكسر الهيمنة الذكورية بات يتطلب مرحلة مختلفة من الوعي بطبيعة المرأة وحياتها سواء كانت عاملة أو ربة منزل أو غير ذلك، مؤكدةً أن المعرفة تساهم في الوقوف على أرض أكثر صلابة من الحقائق المدروسة، وهو بدوره يحدث أثر في واقع النساء ويحقق التغيير المطلوب في قضاياهن.

وأوضحت أن هناك الكثير يجهلون الجينولوجيا ولا يدركون أهميته خاصة أن التعريف به يحتاج لجهد ووقت طويل، موضحةً أن المرحلة الحالية تعتبر بداية انتقال المعلومات عنه على الأقل في الداخل المحلي المصري.

وأضافت أنه في المستقبل سيكون هناك فارق في قضايا النساء، لأن العمل عليها سيكون مستند على معرفة أكبر بالحقوق والواجبات والعلاقات وتفاصيل القضايا المتعلقة بالنساء وما ينقصهن من احتياجات، مؤكدةً أن هذا العلم سيكون فارقاً حال انتشاره على غرار ما حدث في إقليم شمال وشرق سوريا، فالمرأة هناك لم تعد تعرف حقوقها فقط، بل تقلدت مراكز صنع القرار إلى جانب الرجل، وباتت في الجبال وعلى جبهات القتال.