نسرين دعكيك: نقدم خدمات عدة رغم الأوضاع الصعبة التي تمر بها اليمن

"تعاني النساء المتعايشات مع مرض الإيدز من وصمة عار تلاحقهن دائماً، وفي اليمن نقدم خدمات وقائية والمشورة والفحص الطوعي للمصابين من خلال 59 موقع، رغم الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد" هكذا تقول الدكتورة نسرين دعكيك

نور سريب
اليمن ـ
منذ سنوات وفيروس نقص المناعة البشري (الإيدز) يعد من أخطر الفيروسات التي تفترس الجهاز المناعي في جسد الإنسان وبحسب برنامج مكافحة فيروس نقص المناعة فقد وصل العدد التراكمي للمصابين في اليمن إلى (6،533) حالة من أبناء البلد والوافدين إليها من مختلف الجنسيات وقد بلغ عدد الإناث (2150) متعايشة والذكور(٤٢٧٥) متعايش، في تطور ملحوظ حيث كان بالسابق ترتفع نسبة المصابين الأجانب أما الأن أصبحت نسبة المصابين اليمنيين أكثر، ومن بينهم (4174) حالة منخرطة في العلاج، وقد تم اكتشاف أول حالة إصابة في اليمن عام 1987.
وجرى بعد ذلك إنشاء البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز في نفس العام ويعتبر أحد برامج الإدارة العامة لمكافحة الأمراض والترصد لقطاع الرعاية الصحية الأولية، حيث عمل البرنامج على مواجهة مرض الإيدز من خلال خططه السنوية بدعم من وزارة الصحة العامة والسكان وبمساهمة المانحين من المنظمات الدولية. ويعد مرض الإيدز أحد الامراض المزمنة التي يتحتم على المصابين أن يتعايشون معها ومن ذلك المنطلق أطلق على حاملي فيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز" بالمتعايشين للرجال والمتعايشات للنساء.
وكالتنا وكالة أنباء المرأة التقت مع مدير البرنامج الوطني لمكافحة مرض الإيدز باليمن الدكتورة نسرين دعكيك، وعن تساؤلنا عن عدد المتعايشات باليمن قالت "بلغ عدد النساء المتعايشات مع المرض في اليمن (1326) حالة، وقد تنوعت أسباب الإصابة وكيفية انتقال المرض إليهن ويبذل برنامج مكافحة الإيدز مجهود جبار في مختلف مراكزه المتواجدة في كلاٌ من العاصمة المؤقتة عدن ومحافظة تعز ومحافظة الحديدة ومحافظة صنعاء ومحافظة حضرموت، ويتم استقبال الحالات بشكل عام وتقديم عدة خدمات لهم رغم الوضع الصعب الذي تشهده بلادنا وضعف الإمكانيات، حيث نقدم خدمات وقائية تتركز حول التثقيف الصحي، وأيضاً المشورة والفحص الطوعي الذي يعد المدخل الرئيسي لخدمات الوقاية من الإصابة بفيروس الإيدز ويتم ذلك في (59) موقع في اليمن، كما ستفعل مراكز أخرى في محافظة المهرة ومأرب، كما نقدم خدمات الدعم النفسي، والوقاية من انتقال العدوى من الأم للطفل والوقاية من عدوى فيروس الإيدز بعد التعرض المهني للعاملين في المجال الطبي، كل تلك المساعي تهدف إلى مكافحة انتشار الفيروس والتقليل من عدد الوفيات الناتجة بسببه والحد من ظاهرة الوصمة والتمييز التي تلاحق المرضى". 
وبينت نسرين دعكيك بعض من المآسي التي شهدتها المتعايشات "تقع النساء عادة كضحايا كونهن الفئة الأضعف، وقد واجهت من سابق حالة لامرأة تعرضت لمعاملة قاسية من زوجها وصلت إلى حرمانها من الدواء المحدد لمكافحة الفيروس على الرغم من أنها ضحية وتم نقل المرض لها بواسطة زوجها وعندما لاحظت ذلك بذلت جهد لضمان إيصال الأدوية لها ويوجد غيرها العديد من المآسي، ونبذل ما في جهدنا لمساعدة النساء".
وارتبط الإيدز بوصمة عار كبيرة في مجتمعنا اليمني على الرغم من أن المرض ينتقل بطرق متعددة غير الاتصال الجنسي، منها نقل الدم أو استخدام إبر الحقن التي تم استخدامها من قبل بواسطة شخص حامل للفيروس، إلا أن الوصمة والتمييز ينال من المتعايشات، "تعاني النساء المتعايشات من وصمة العار التي ترتبط بالمرض وخوفاً من تلك الوصمة تحرص المتعايشات على عدم الإفصاح للمجتمع بما تحمله من مرض ولنفس السبب توجد حالات لم تصل إلينا بعد، ولا تقف الوصمة عند نظرة المجتمع للمتعايشة فقط، بل شملت أيضاً الأطباء العاملين في مكافحة المرض، أنا عندما كنت أعمل في مركز العلاج كان يلقبني البعض (بدكتورة الإيدز) وهذا بحد ذاته تنمر إلا إني لم أكترث لذلك إيماناً بأهمية العمل في برنامج مكافحة الإيدز لتقديم العون للمصابين".
وعن تساؤلنا حول تقديم الرعاية الصحية اللازمة للمتعايشات قالت "ليس بالأمر السهل ما تعانيه المتعايشات في بلد منهار بسبب النزاعات وتردي الخدمات ولكننا نسعى بشكل مستمر ونقدم برنامجاَ علاجياً، حيث نقوم بتوفير العلاج المضاد لفيروس الإيدز مجاناً، وتوفير العلاج الخاص بالعدوى الانتهازية مجاناً، وتوفير الفحوصات الخاصة بالحمل الفيروسي  PCR، ولدينا كادر من الأطباء المتخصصين لتقديم المشورة والعلاج وفي حالات الولادة نقوم بالتنسيق وعمل تسهيلات لضمان حصول المتعايشة على الرعاية الصحية لها ولطفلها قدر الإمكانيات المتاحة". 
وعن فترة انتشار جائحة كورونا باليمن وضحت الآلية التي اتبعها البرنامج قائلةً "مثل ما تجاوزنا فترة الحرب ولم يتوقف العلاج عن المتعايشات والمصابين بشكل عام، نفذنا خطة عاجلة فترة ظهور الجائحة الأولى لفيروس كورونا حيث قمنا بصرف كميات كافية كي نجنب المتعايشات والمتعايشين من الخروج والاختلاط بالناس كي لا تصيبهم عدوى فيروس كورونا، واتبعنا آلية صرف أدوية مستحقه لـ4 اشهر للقادمات من نفس المدينة إلى مركز العلاج، بينما تم صرف أدوية تكفي لمدة أكثر من أربعة أشهر للمتعايشات القادمات من المحافظات البعيدة، ونفس الآلية أيضاً كانت سارية للمتعايشين من الرجال ولم ينقطع العلاج عن اي امرأة من المتعايشات".
وفي ختام حديثها تؤكد مدير البرنامج الوطني لمكافحة مرض الإيدز باليمن الدكتورة نسرين دعكيك "لابد من عودة التوعية المجتمعية حول المرض وكيفية انتشاره، وتشجيع الناس على الاقبال على الفحص المجاني وكسر حاجز الخوف، أطالب كل الجهات الداعمة وكافة شرائح المجتمع والجهات ذات العلاقة ومؤسسات المجتمع المدني بتكثيف جهودها لكي نصل إلى استجابة أفضل ضد فيروس الإيدز".