نساء وأطفال فلسطين تحت نيران خطاب كراهية عالمي

مع استمرار الحرب بين القوات الإسرائيلية وحركة حماس على قطاع غزة، يزداد خطاب الكراهية والتحريض خاصة باللغة العبرية ضد الفلسطينيين والمناصرين للحقوق الفلسطينية على منصات التواصل الاجتماعي بشكل ملحوظ.

رفيف اسليم

غزة ـ ساهمت الحرب المستمرة بين القوات الإسرائيلية وحركة حماس في خلق حالة عدائية ضد الفلسطينيين المغتربين بدول العالم المختلفة، طالت بشكل خاص الأطفال والنساء متسببة في مقتل البعض منهم وفصل أخريات من عملهن على خلفية المناصرة فقط، وما زاد الأمر سوء مساهمة مواقع التواصل الاجتماعي بتأجيج ذلك الخطاب، وسط غياب دور المؤسسات الدولية للحد من ذلك الخطاب أو التخفيف من حدته.

عرفت نور القططي، خطاب التحريض والكراهية بأنه هو ذلك الخطاب الذي يستهدف شرائح معينة بقصد إيذائهم في الدين، أو العرق، أو الجنس، أو العقيدة، والذي يساهم في نهاية الأمر بخلق حالة عداء وعزل الشخص المستهدف عن بيئته لإيذائه نفساً أو جسدياً، وقد ينتهي الأمر بالتسبب بقتله في بعض الحالات.

وأكدت على دور منصات التواصل الاجتماعي خاصة بعد السابع من أكتوبر بتأجيج خطاب الكراهية عن طريق تخصيص مساحة واسعة لنشره ضد الفلسطينيين المغتربين عامة والنساء والأطفال خاصة، متسببة في حالات إيذاء نفسي وجسدي للعديد منهم، وصلت إلى حد القتل كحادثة مقتل طفلة في أمريكا غرقاً وتعنيف والدتها بالضرب خلال محاولة إنقاذها في أحد حمامات السباحة.

وما زاد الأمر سوء بحسب نور القططي، هو تعامل تلك المواقع بازدواجية، ففي الوقت الذي لجمت به المحتوى الفلسطيني ومنعت خطاب الكراهية ضد الصهيونية، أعطت مساحة واسعة للدولة اليهودية ومناصريها بتوسيع خطابهم ضد الإسلام وكل ما هو فلسطيني للمساهمة في دعم الرواية الأخرى وتفعيل موجات العنصرية في العالم أجمع.

وأوضحت أن الأمر لم يطل الفلسطينيين فحسب، بل وصل إلى محاربة وقتل مناصريهم أيضاً، فقد سجلت ألمانيا عدد من حالات القتل خلال وما بعد أكتوبر، إضافة إلى فصل العديد من الشابات من عملهم على خليفة المناصرة أو التعبير عن الرأي أو حتى حملها للجنسية الفلسطينية، خاصة الصحفيات داخل وخارج قطاع غزة اللواتي تعملن مع وكالات أجنبية أو المتعاونين مع أشخاص هناك.

وعن آلية التخفيف من حدة ذلك الخطاب الموجه أكدت أنه يجب البدء بالسيطرة على مواقع التواصل الاجتماعي باعتبارها الوسيط القادر على الضغط مع وجود منصات تنشر خطاب يوضح الرواية الفلسطينية، مع إلزام كافة المنصات بمعايرها الموضوعة منذ التأسيس وهي حماية الأفراد والمؤسسات وتنفيذ الرقابة على المحتوى الذي تنامى خلال الحرب الأخيرة بشكل واضح.

وعن دور المؤسسات الدولية والنسوية في مناصرة الفلسطينيات بينت نور القططي، أن تلك المؤسسات لم تقم بدورها كما يجب بل اكتفت بالتوثيق بعيداً عن قيامها بتشكيل لوبي للضغط والمناصرة والحماية أينما وجدن حول العالم، لافتة إلى أن "ذلك يعود لواقع عالمي سياسي نعيشه خاصة في البدايات الأولى للحرب الذي مَثله اصطفاف عالمي ضدهن من قبل قوى العالم كالحكومات العالمية التي أضعفت من حدة خطاب التحريض والكراهية ضد الصحفيات والناشطات".

وأوضحت أن هناك العديد من الحالات المتضررة بسبب خطاب الكراهية، مثل فصل الصحفية زهراء الأخرس من عملها في كندا كونها فلسطينية وتناصر النساء والأطفال الذين يذبحون كل يوم في غزة، مؤكدة أن هناك أيضاً خطاب تحريضي داخل الضفة الغربية من قبل المستوطنين عبر توجيه رسائل تهديد للصحفيات والناشطات بعدد أطفالهم وأماكن سكنهم، ويضاف لما سبق الطفل الذي قتل منذ بداية الحرب في أمريكيا.   

وأضافت أن هناك تشكيل لوبيات من قبل القوات الإسرائيلية حول العالم لملاحقة وطرد الموظفين/ات المناصرين/ات لفلسطين من عملهم بعد تجميع معلومات عنهم وتحديد مواقع سكنهم في دول العالم والتواصل مع مؤسساتهم، أو عبر إنشاء مجموعات مغلقة مخصصة لذلك الغرض تعني بتتبع الفلسطينيين ومناصريهم وتسريحهم من عملهم.