نساء تل أبيض... 'أصبحنا نازحين في مناطقنا'
تروي النازحات من مقاطعة تل أبيض/كري سبي في شمال وشرق سوريا معاناتهن من هجمات الاحتلال التركي، متمنيات العودة إلى بيوتهن والعيش بسلام.
دلال رمضان
كوباني ـ أجبر أهالي مدينة تل أبيض/كري سبي بشمال وشرق سوريا على النزوح من مناطقهم بسبب الجرائم الوحشية التي ارتكبها الاحتلال التركي ومرتزقته من نهب بيوتهم وجميع ممتلكاتهم بالإضافة إلى قتل النساء والأطفال.
شن الاحتلال التركي ومرتزقته عملية عسكرية على مقاطعة تل أبيض/كري سبي في إقليم الفرات بشمال وشرق سوريا في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر عام 2019، واحتل على إثرها كل من رأس العين/سري كانيه، وتل أبيض/كري سبي وريفها، وخلف نتائج كارثية وأضراراً جسيمة على كافة الأصعدة، وارتكب أبشع الجرائم بحق الأهالي، ونهبو ممتلكاتهم، وقتلوا النساء والأطفال، وغيرها من الممارسات التي تتنافى مع القوانين والأعراف الدولية.
وهجر الاحتلال التركي ومرتزقته منذ احتلالهم المنطقة وريفها أكثر من 100 ألف شخص، وهم موزعين في مدينة كوباني، والرقة، وعين عيسى، وأريافها، ويقطن حوالي 6250 شخص في مخيم كري سبي شمال الرقة، والذي أفتتحه مجلس مقاطعة تل أبيض في 22 تشرين الثاني/أكتوبر عام 2019، ولكنهم يعانون من أوضاع اقتصادية ومعيشية صعبة.
ويصادف التاسع من تشرين الأول/أكتوبر 2022 الذكرى الرابعة لاحتلال مقاطعة تل أبيض/كري سبي، وحول هذا قالت هدلة عثمان إحدى المهجرات من مقاطعة تل أبيض/كري سبي "بعدما هاجم الاحتلال التركي مناطقنا ونهب منزلنا نزحنا إلى مدينة كوباني، بالإضافة إلى أن الاحتلال كان يقتل النساء والأطفال باستمرار، وخرجنا بحثاً عن الأمان والاستقرار".
وأضافت "نعاني اليوم من ظروف صعبة للغاية، وأصبحنا لا نملك بيت وأي مقومات للحياة، تدمرت حياتنا وتوفي زوجي أثناء النزوح بنوبة قلبية، وتفرقت عائلتنا أصبح كل فرد فينا في مكان، وأنا أقطن اليوم مع ابني في قرية تل حاجب التابعة لمدينة كوباني في منزل يفتقر أيضاً إلى أبسط مقومات الحياة للعيش فيه"، مطالبةً بتحرير منطقتها من الاحتلال التركي للعودة إلى منزلها واسترجاع حياتهم السابقة.
ومن جهتها قالت فهيمة مصطفى وهي نازحة من قرية سوسك التابعة لـ تل أبيض/كري سبي "شن الاحتلال التركي في الساعة الرابعة مساءً هجوماً على منطقتنا بجميع أنواع الأسلحة الثقيلة وبالطائرات الحربية، خفنا كثيراً وتركنا كل ما نملك خلفنا وهرباً إلى مدينة كوباني"، مضيفةً "اليوم الاحتلال التركي يستولي على بيوتنا وممتلكاتنا واستوطن المرتزقة في أرضنا، وأجبرونا على ترك مناطقنا بسبب إجرامهم ووحشيتهم تجاهنا".
وأشارت إلى أن "الاحتلال التركي يستهدف النساء والأطفال بشكل مباشر ولا يفرق بين كبير وصغير، وارتكب أبشع الجرائم بحقهم"، موضحةً بأنهم نزحوا أثناء سيطرة داعش على تل أبيض وهذه المرة الثانية التي ينزحون فيها من أرضهم ولم يبقى لهم شيء.
وأضافت "لقد تعبنا من النزوح والفقر والألم، صحيح بأن الأهالي في مدينة كوباني قدموا لنا كل شيء لكننا نبقى بحاجة وشوق للرجوع إلى أرضنا وبيتنا، وأتمنى أن يخرج الاحتلال التركي من مدينتنا لنعود إليها ونعيش بخير وسلام"، مؤكدةً أنه بسواعد قوات سوريا الديمقراطية ستتحرر كري سبي مرة أخرى كما تحررت من مرتزقة داعش.
فيما قالت مها عثمان "لا نريد أن يبقى الاحتلال التركي في مناطقنا ونريد الرجوع إلى بيوتنا، الاحتلال التركي احتل عفرين ودمرها وهجر سكانها الأصليين وسرق المرتزقة ممتلكات الأهالي وقتلوا نسائها وأطفالها، وهذا ما يعيشه اليوم الذين بقوا في كري سبي وسري كانية".
وأشارت إلى أن هدف الاحتلال التركي هو تهجير السكان الأصلين من المنطقة وتوطين مرتزقته، وأصبحنا نحن سكان المنطقة نازحين في مناطقنا التي عشنا فيها منذ آلاف السنين، لا نريد شيء سوى الرجوع إلى بيتنا والعيش بأمان وسلام وأن يكبر أطفالنا ويتعلموا وألا يروا كل هذا الظلم والمعاناة التي رأيناها نحن".