نساء سوريات تشكلن فريق طبي في ظل الأزمة الاقتصادية الراهنة

يشتكي المرضى في السويداء من ارتفاع أجور المعاينة الطبية والأدوية، الأمر الذي يزيد معاناتهم ويثقل كاهلهم خاصة أنهم يعيشون أوضاع اقتصادية صعبة في الأزمة الخانقة التي تمر بها المنطقة.

روشيل جونيور

السويداء ـ متطوعات من مدينة السويداء السورية تشكلن فريقاً طبياً للتخفيف من الأعباء على المدنيين الغير قادرين على دفع أجور المعاينات والأدوية الباهظة.

للتخفيف على المرضى الأعباء الناجمة عن ارتفاع أسعار الأدوية والمعاينة الطبية، خاصة أن غالبية الأدوية باتت مفقودة أو تباع بأسعار باهظة، كونت عدد من المتطوعات في السويداء بالتعاون مع صيدلانيات فريقاً طبياً، حيث أكدت الطبيبة جلنار العبد أن الفريق مكون من طبيبات وممرضات بالإضافة لصيدلانيات بهدف تقديم المساعدة لكل مريض ليس بمقدوره توفير ثمن الدواء بات يشكل عبئاً كبيراً على المرضى أو المعاينة خاصة أن الأسعار تجاوزت ضعف ثمنها الحقيقي في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها المدينة بالإضافة لرفع حكومة دمشق الدعم عن عدد من الأطباء الذين تجاوزت فترة خدمتهم في المهنة العشر سنوات.

وأضافت أنه يتم التواصل مع المتطوعات من خلال أرقام خاصة لتسهيل حصول المرضى على الخدمات اللازمة التي يتم تقديمها لهم دون الحاجة لخروجهم من المنزل مثل معالجة حروق والتبديل عن الجروح حتى تمام الشفاء بالإضافة لمراقبة حالة النساء اللواتي تعانين من أمراض مزمنة كالسرطان والضغط والسكري وغيرها من الأمراض التي تحتاج لمراقبة مستمرة، وهناك حالات أخرى يتم فيها إسعاف المرضى إلى المستشفيات إذا اقضت الحاجة لذلك، منوهةً أن الفريق يقدم خدماته ليلاً ونهاراً.

من جانبها قالت الممرضة ميساء درويش إنها تعمل متطوعة في الفريق حيث تحاول مع باقي المتطوعات تقديم يد العون والمساعدة للنساء والأطفال خاصة في ظل انتشار الأمراض المعدية كالإنفلونزا، والفريق يقدم خدماته على قدر ما هو متوفر من أدوية لعلاج أمراض ذات درجات منخفضة من الخطورة أو إجراء معاينات بالمجان كون الفريق فيه عدد من الطبيبات الأمر الذي يسهل على المرضى الكثير من العناء والمصاريف.

وعن عملها الذي تقدمه ضمن الفريق تقول إنها تقوم بإعطاء الدواء عن طريق الحقن وكذلك إزالة القطب وتضميد كافة أنواع الجروح وكل ذلك بالمجان، حيث تقوم النساء بالتواصل مع أعضاء الفريق لتلبيه احتياجاتهن كما تقوم بمعالجة الأطفال بعد خضوعهم لمعاينة بإشراف الطبيبة المختصة في الفريق كل ذلك في المنزل دون الحاجة للذهاب إلى العيادات أو المستشفيات خاصة أن الأمر بات مكلف.

بينما قالت سميحة المدور إحدى المستفيدات من الخدمات التي يقدمها فريق المتطوعات الطبي، إنها خضعت لعملية استئصال الرحم وتعرضت لنزيف حاد على إثرها، حيث يقوم الفريق بشكل يومي بإرسال ممرضة إلى منزلها لتقدم لها الرعاية اللازمة من تغيير ضماد الجرح وغيرها، وكون الفريق لا يملك الإمكانيات المادية الكافية لتغطية تكاليف عمليتها قام بالتواصل مع جمعيات خيرية قامت بدفع تكاليف العملية، كما قدم الفريق لأطفالها أدوية بالمجان لعلاج مرض الزكام.