نساء شرق كردستان تتضامن مع ضحايا الزلزال

في ظل الانتفاضة الشعبية المستمرة والاحتجاجات التي تنظمها الأهالي، تضامن أهالي شرق كردستان مع ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا ومناطق من شمال كردستان، وخلف الآلاف من الضحايا.

هیما راد

سنه ـ تضامنت نساء مدينة سنه مع الأهالي الذين تضرروا من الزلزال، وتحاولن البحث عن وسائل لمساعدتهم.

التقت وكالتنا مع العديد من نساء مدينة سنه في شرق كردستان لتعبرن عن تضامنهن مع أهالي ضحايا الزلزال.

قالت (ت . ب) إحدى نساء مدينة سنه "بصفتي امرأة كرديةِ، أتضامن مع جميع الأمهات والنساء اللواتي تضرروا جراء الزلزال، وفقدوا أحبائهم وأطفالهم، لقد عانينا العديد من الكوارث وتعرضنا دائماً للهجوم من قبل الحكومات والغزاة، والآن نعاني من هذه الكارثة الطبيعية".

وأوضحت "كما هو الحال دائماً، يجب علينا مساعدة أنفسنا، تم إغلاق طرق تقديم المساعدة في وجهنا، كما أننا غير قادرين على الذهاب إلى هناك واعتمدنا فقط على تقديم المساعدة المالية".

 

"من الصعب أن تكون أصم ومن الجبن أن تترك"

وأضافت "نادراً ما تمكنت من الاستمرار في حياتي الطبيعية فمن ناحية نحن منخرطون في ثورة "Jin jiyan azadî" ودفعنا الكثير من أجل هذه الثورة، ومن ناحية أخرى أثرت علينا هذه الحادثة بشده، وإذا لم يكن لدينا روح ثورية لفقدنا أنفسنا قبل ذلك بكثير، من الصعب أن أصم، لكن من الجبن أن تترك".

 ومن جانبها قالت (ب . د) "لقد تركت أطفالي في المنزل بمفردهم في هذا الطقس الثلجي، وجئت لزيارة بعض الأماكن مع صديقتي حتى نتمكن من مساعدة ضحايا الزلزال".

واشارت "بغض النظر عن مقدار ما أفكر به في نفسي، لا يمكنني الاقتناع بأن هذا الزلزال طبيعي ويبدو أنه أكثر تعمداً وتخطيطاً لتدميرنا، ويقول الناس من حولنا لا يوجد شيء من هذا القبيل، ولكن بالنظر إلى كل المشاكل التي جلبوها علينا على مر السنين، فهذا ليس مستبعداً".

 

"أيمنا كنا في العالم فنحن سنكون معاً"

(ب . د) قالت "سنمنحهم مساعدات مالية بأي شكل من الأشكال لأن هذه المساعدة الوحيدة التي يمكننا تقديمها لهم في الوقت الحالي، وسنجد طريقة للمساعدة مع الأصدقاء".

وأكدت "نسيت كل الآلام والمعاناة التي عانينا منها هنا والآن قلبي مع شمال كردستان وروج آفا، أريدهم أن يعرفوا أنهم ليسوا وحدهم ونحن نشاركهم معاناتهم".

ومن جانبها تنصح (ن . د) "نساء مدينة سنه والمدن الأخرى بالعمل معاً لمساعدة ضحايا الزلزال ولنتمكن من تحمل العبء عن أكتافهم ولنقل هذه الرسالة إليهن بأننا معن أينما كنا في العالم".

بينما (س. م) قالت "قلبي يؤلمني منذ أن سمعت الخبر، فأنا مدرسة وأتعامل مع الأطفال كل يوم، وعندما رأيت صور هؤلاء الأطفال، لا أستطيع أستوعب أن الطفل يمكن أن يعيش تحت الأنقاض لمدة ثلاثين ساعة، يدها الميتة بين يدي والده، هذه الصورة تفوح منها رائحة الموت وأشعر بالخجل لأنني لم أفعل شيئاً، وأردت أن أكون هناك".

 

"لا ينبغي للحدود أن تبعد الناس عن بعضهم"

(س . ن) قالت "الكوارث الطبيعية يمكن أن تحدث لأي بلد، ومن واجب كل إنسان أن يفكر في مساعدة بعضهم البعض في مثل هذه الأوقات، والحدود لا تبعدنا عن بعض خاصة عندما يتعلق الأمر بالأطفال، ومن واجبنا أن نحاول إرسال الاحتياجات الضرورية أو المساعدات النقدية".

ولفتت إلى أن "مساعدة تركيا وسوريا مهمة صعبة ويجب أن نقوم بها من خلال منظمات موثوقة، وأطلب من الذين يقدمون المساعدة تقديم الحلول من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وإبلاغ الآخرين".

 

"الحزن لا يفعل شيئاً وعلينا أن نفعل ما في وسعنا"

وقالت (ش . ن) إحدى نساء مدينة سنه "أننا نتعاطف مع روج آفا وشمال كردستان ونعتبر أنفسنا جزء منهن، وقد سمعنا الخبر المؤسف. ولكن الآن لا يقدم الحزن أي شيء وعلينا أن نفعل كل ما في وسعنا للحد من خطورة الحادث، فأنا ومجموعة من الأصدقاء نحاول زيادة التبرعات النقدية التي جمعناها في الأيام الماضية وفي الأيام المقبلة. سنكون قادرين على الوصول إلى الوجهة بالتخطيط المناسب، وعلى الرغم من أن قيمة أموالنا منخفضة للغاية، ولكن بالنظر إلى الحب والعاطفة التي أظهرها الناس، فهي ذات قيمة.

وأوضحت "نحن لا نعيش في دولة طبيعية وهذه الأمور تسير بسوء، تمكنا من مساعدة الأهالي في خوي، لتواجدنا بالقرب منهم، لكن الآن بعد المسافة تحد من قدرتنا على إيصال المساعدات، لكنا أذ ساعدتنا بعض الجمعيات الخيرية والمتطوعين، سنتمكن من مساعدة المتضررين من الزلزال".

وأشارت إلى أن "تعاطف الناس في شرق كردستان مع أهالي شمال كردستان وروج آفا، سواء على الفضاء الافتراضي أو الحقيقي".