نساء شرق كردستان: ليس لدينا ما نخسره

أكدت نساء شرق كردستان على ضرورة مواصلة النضال وعدم الامتثال لقوانين الحكومة الإيرانية التي تنتزع حقوقهن الأساسية.

هيما راد

سنه ـ في ظل قمع الحكومة لهن وتهديدهن عبر رسائل نصية لإجبارهن على ارتداء الحجاب، تواصل فتيات إيران وشرق كردستان انتفاضهن ضد القوانين الأبوية واضطهادهن.

 

"نحارب النظام الأبوي منذ أن أصبحنا مدركين لجنسنا"

تتحدى النساء والفتيات في إيران السلطات بعدم الامتثال لقوانينها منذ مقتل جينا أميني على يد ما تسمى بـ شرطة الأخلاق، من بين تلك النساء الناشطة (ب. ن) وهي من مدينة سنه بشرق كردستان، وعن نضالها ضد الذهنية الذكورية والأنظمة الحاكمة، تقول "بعد أن زادت الحكومة الضغط على النساء والفتيات في البلاد، أشعر أنني أصبحت أكثر حرصاً على النضال حتى يقل خوفي وأظهر في جميع الأماكن العامة بدون الحجاب".

وأضافت "على الرغم من أنه يتم إرسال رسائل نصية تهدد النساء اللواتي لا ترتدين الحجاب، إلا أنني أقود سيارتي بدون غطاء للرأس، وألصق الشعارات على سيارات النساء حتى تستيقظن أيضاً ولا تخفن من القيادة بدون الحجاب لأنه لهن الحق في ارتداء ما ترغبن به".

وترى (ب. ن) أن الانتفاضة التي تقودها المرأة في إيران هي انتفاضة لجميع النساء في العالم، وخاصة في الشرق الأوسط كونها منطقة يوجد فيها عدد أكبر من النساء تحت وطأة الاضطهاد مقارنة بأماكن أخرى، خاصة في إيران وشرق كردستان "تتعرض النساء في البلاد لقمع مزدوج، لذا فإن النضال ليس جديداً علينا. لقد أصبحنا مدركين لجنسنا وسنستمر في النضال مع النظام الأبوي حتى آخر رمق".

 

"المجتمع حر عندما تكون نسائه حرة"

وعن اختلاف أسلوب نضال الأمهات عن نضال الفتيات، تقول (ب. ن) إن "كل جيل من النساء كان له نضاله الخاص، لقد قاومت أمهاتنا المصاعب وتحملن أعباء الحياة، وكانت المقاومة جزء من شخصيتهن، وقمن بتربية فتياتهن على ذلك النضال ووقفن ضد النظام الأبوي حتى تصبح فتياتهن أكثر استقلالية وتتمكنَّ من إحداث ثورة في الجيل الحالي والقادم، فلولا الأمهات المقاومات لما كان سينشأ جيل واعي".

وشددت على ضرورة مواصلة نضال الأمهات والتي تعتبر مسؤولية الفتيات في البلاد، والسير على فكر القائد عبد الله أوجلان الذي قال "يكون المجتمع حراً عندما تكون نسائه حرة".

وبينت أنه "من المهم أن نعيش في مجتمع خالٍ من التمييز. الآن بعد أن تحقق حلمنا بثورة نسائية، يجب ألا نسمح لهذه الثورة أن تضل طريقها، فهي لم يكن لها تأثير إيجابي على النساء، بل على فكر الرجال وفكرهم".

 

"حتى وإن كنا خائفين يجب أن نناضل"

وأكدت (ب. ن) على ضرورة أن "نمنح الوقت لهذه الثورة، ولا يجب أن نتقاعس وننتظر بعضنا البعض، لكن مسؤولية كل واحد مننا ألا نضحي بحرية حقيقية من أجل راحتنا الزائفة".

وفي ختام حديثها أوضحت أن عدم الخوف لا يعني الشجاعة، لكن الجميل أن الخوف لا يوقف نضالهن "هناك أولئك الذين يتشبثون بهذا الهدوء قبل العاصفة ولا يخرجون من منزلهم الآمن، إنهم يكذبون على أنفسهم، كفوا عن ذلك ليس لدينا ما نخسره إما أن ننتصر أو نموت بفخر".