نساء شرق كردستان: لن تكون الحدود عائقاً أمام تضامننا مع ضحايا الزلزال

أعربت النساء من مختلف مدن شرق كردستان عن تضامنهن مع المناطق المتضررة من الزلزال في تركيا وسوريا.

جوان كرمي

جوانرود ـ أعلنت نساء شرق كردستان عن تضامنهن مع المتضررين من الزلزال الذي ضرب مناطق في سوريا وتركيا فجر الاثنين 6 شباط/فبراير الجاري، والذي تسبب في أضرار جسيمة وخسائر بشرية ومادية كبيرة لا يمكن إصلاحها مرة أخرى.

 

"الزلزال كارثة حكومية"

تحدثت آجرين أحمدي من مدينة ديونداره عن الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا "اللسان عاجز على التعبير عن التعاطف مع الأشخاص الذين تُركوا تحت ركام الأحياء الفقيرة. وسط اضطهاد واستبداد ديكتاتورية الجمهورية الإسلامية، تأثرت بهذه الكارثة المفجعة التي حلت على الأهالي في تركيا وسوريا. آمل أن يأتي اليوم الذي لن يكون هناك دكتاتور في العالم جالس على الطاولة".

وعن عدم كفاءة الحكومة التركية تقول "من خلال فحص إحصاءات أضرار الزلزال في جميع أنحاء العالم، يُظهر أن الدول التي تهتم بمصير أمتها تتعلم من كل حدث طبيعي وغير متوقع وتتخذ خطوات طويلة وحازمة لحماية حياة وممتلكات مواطنيهم. لذلك، فإن الزلزال هو أكثر من مجرد حدث طبيعي أو غير متوقع، إنه كارثة حكومية تؤدي إلى إزهاق أرواح وممتلكات المواطنين في حكومات غير فعالة".

 

"سندعم أهالينا في تركيا وسوريا"

عاشت هلالة محمدي من مدينة كرماشان بشرق كردستان مواقف مماثلة في السنوات الماضية، وحاولت الحكومة استيعاب هذه المدينة، معربةً عن تعاطفها العميق مع ضحايا الزلزال "من هو أحق من أهالي كارماشان أن يتعاطف معكم؟ تلك المدينة التي لا تزال تعاني من جروح زلزال سربل بسبب اضطهادها وعيشها تحت ظروف الاحتلال والقمع. نعلم جيداً أن الجمهورية الإسلامية وفاشية حزب العدالة والتنمية لا يعملان على إدارة الأزمات، كما أنهما مع التمييز وعدم كفاءة الحكومة والدمار الناتج عن إشعال الحروب، يوفران الأرضية لكل كارثة طبيعية لتتحول إلى مأساة إنسانية".

وأعربت عن تضامنهم مع البلدان المنكوبان "نقدم لأهالينا في المناطق التي ضربها الزلزال المدمر الدعم. لن تكون هذه الحدود المصطنعة والاستعمارية عقبة أمام تصميم أمتنا على مساعدتكم ودعمكم".

ولفتت إلى أن "شدة الحزن الذي عشته من هذه الكارثة لا يختلف عن الحزن الناتج عن حوادث مماثلة وقعت في شرق كردستان. نحن أمة واحدة وأرض واحدة. الزلزال هو حدث طبيعي يمكن للبشر اتخاذ التدابير اللازمة لتقليل أضراره".

وأضافت "تماماً مثل دول شرق وجنوب شرق آسيا، على الرغم من تعرضها للزلازل، إلا أنها تمكنت من التعامل مع هذه الكارثة جيداً لسنوات. لكن شعوب الشرق الأوسط تتصارع مع ديكتاتوريين تسببوا في مثل هذا الفساد والأزمات والحرب في المنطقة، من أجل الوصول إلى السلطة".

وأوضحت هلالة محمدي أنه "بدلاً من توفير الرفاهية والراحة للشعب وبناء البنية التحتية المناسبة، يتم إنفاق أموال ورؤوس أموال الدول على الحرب وتقويض المعارضة وتجاهل حقوق الشعوب القديمة لهذه الدول".

 

"عدم تغطية الوضع الحرج في روج آفا"

وكانت شدة الزلزال الأخير في تركيا وسوريا عالية جداً وتسبب بخسائر بشرية ومادية كبيرة الأمر الذي أثر بالعالم أجمع، وعن ذلك تقول روناهي زاده من مدينة سقز "لقد تأثرت كثيراً. ما كان مثيراً للاهتمام بالنسبة لي هو مقدار حزن أولئك الذين لم يشعروا في السابق بالتعاطف والوحدة مع أجزاء أخرى من كردستان".

ويشتكي أهالي مدن روج آفا من عدم تغطية الوضع الحرج في المنطقة التي تضررت جراء الزلزال المدمر، وأن المجتمع الدولي ومعظم وسائل الإعلام تركز على شمال كردستان "هذا أمر مؤسف بالتأكيد. كانت روج آفا مثالاً للمقاومة لسنوات، وحتى اليوم، في أزمة طبيعية، فإنها تتحمل الكثير من المصاعب. إلى جانب هذا الوضع الحرج، فإن حكومة دمشق وأردوغان من ناحية أخرى يسيئون استخدام التركيز الإعلامي على أزمة الزلزال ويهاجمون روج آفا ويهددونها. عفرين مدينة رمز للمقاومة مزقتها الحرب ، لكن ربما يكون سبب عدم وجود تغطية إعلامية هو انعدام الأمن للصحفيين".

وحول المعوقات التي تمنعهم من تقديم المساعدة للمواطنين في روج آفا تقول "هناك أشخاصاً حريصون جداً على التواجد هناك وتقديم المساعدة، ولكن بسبب الوضع الأمني ​​في شرق كردستان هذه الأيام، من الصعب والمخاطرة أن تكون حاضراً جسدياً أو إنشاء حملات شعبية وإطلاقها. بالنسبة لمساعدة الناس بسبب تكلفة النقل ربما يكون أفضل نوع من المساعدات هو المساعدات المالية. يمكن جمع هذه التبرعات بشكل غير رسمي وتسليمها إلى شمال كردستان وروج آفا من خلال الهلال الأحمر الكردستاني".

وعن تعامل البلدان التي تشهد زلازل مثل اليابان قبل حدوث مثل هذه الكارثة توضح "اليابان بلد متقدم حيث يتم تشييد المباني المقاومة للكوارث الطبيعية. إنهم يقدرون حياة الناس وحتى حيواناتهم. لكن في بلدنا يتم التمييز بين مركز المدينة والمدن التي يقطنها الكرد سواء قبل الأزمات أو بعدها".

وفي ختام حديثها أكدت روناهي زاده أنه "في شمال كردستان ما يمكن رؤيته بوضوح هو النظرة الفاشية للأتراك تجاه الكرد، والتي تتمثل في مثل هذه الأزمة، ويمكن الشعور بالتمييز من جميع الاتجاهات. إن بناء السدود والأزمات البيئية الأخرى التي تسببها أنانية الحكومات خاصةً حكومة حزب العدالة والتنمية من خلال بناء سد الفجوة، جعلت البيئة في المنطقة أكثر أزمة من خلال قطع المياه عن روج آفا وممارسة الضغط على شمال كردستان. من ناحية أخرى بدلاً من تأمين المباني وتقليل الخسائر في الأرواح في مثل هذه الأزمات، تنفق تكاليف باهظة على الحرب مع الكرد ووهم احتلال المنطقة".